خصنا الله عز وجل بعادات وتقاليد ميزتنا عن باقي المجتمعات جاء في طليعتها: كثرة القوانين التي لا يتم تطبيقها، الحرية، الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع من خلال الدواوين، وسوء الخدمات! وحديث الساعة وتركز على إزالة الدواوين المقامة على أملاك الدولة وآثارها المتوقعة على البسطاء، ممن يقارنون تجاوزاتهم التي، وإن صح التعبير، تندرج تحت مظلة تجاوزات اجتماعية خلقتها ثقافة كثرة القوانين التي لم يتم تطبيقها. لماذا لم يتم الوقوف بوجه أصحاب الدواوين المخالفة من البداية؟ ولماذا الدواوين بالذات مقارنة بالتعديات الكبيرة التي تشهدها أملاك الدولة؟ ولماذا الكيل بمكيالين؟... هذه تساؤلات طرحها معارضو إزالة الدواوين!
يقول البدر: «القانون سيطبق على المجتمع من الشيخ إلى النائب والوزير». وهذا قول يواجهه الطرف الآخر بسؤال عن إزالة التعديات الأخرى وعما إذا كانت هناك قائمة بها، على حد تعبير أحد النواب!
إن الدواوين ملتقى اجتماعي رواده جمعتهم المحبة والإخاء، وهي عادة اجتماعية حميدة جبل عليها أهل الكويت، ولكننا في الوقت نفسه نجد مبالغة في إقامة بعض الدواوين والبعض الآخر أساء استخدامها مع الأسف!
نحن لسنا مع فريق ضد آخر. ولكننا نرغب في فرض العدالة في تطبيق القانون على الجميع ومعالجة التعديات الأخرى التي ذكرها النواب والتي تدر على أصحابها أموالاً طائلة، بينما الدواوين وجدت للمناسبات والاجتماعية، ففيها يقام العزاء والأفراح ويلتقي أصحابها لدواع اجتماعية طيبة!
إن الفريق المعارض للإزالة يطالب بالمعالجة قبل الإزالة بحيث يتم فرض رسوم عليها. أما الدواوين التي يتم استغلالها لأغراض أخرى، فتجب إزالتها فوراً، وهذا في طبيعة الحال يتطلب مراعاة أمور معينة كعدم حجبها للطريق وموافقة الجيران عليها، وأن تكون محددة في مساحة معينة لا تتجاوزها وتراعي الجانب الجمالي.
على الحكومة والمجلس النظر في قضية التعديات على أملاك الدولة عموماً ورسم استراتيجية خاصة بها بعد وضع قائمة لا تفرق بين صغير أو كبير، والقانون يطبق على الجميع.
لقد لاحظنا ردود الفعل وحرصنا على وجوب تقوية الروابط الاجتماعية، كي لا يشعر الإنسان البسيط بأنه المستهدف وعلية القوم لا تطولهم جرافات الإزالة.
الدواوين متنفس وحق للمواطنين ولا نقبل انتقاص حقوقهم في إطار القانون، وألا تخضع إزالة الدواوين للمزاجية والانتقائية على سبيل العناد فقط من دون سماع وجهة النظر الأخرى.
نتمنى ونحن في موسم «هلا فبراير» أن تقوم الحكومة بالمشاركة في فعاليات مهرجان «هلا فبراير» من خلال إقامة ندوات من شأنها تثقيف المجتمع الكويتي، وتحاول إيصال وجهة نظر الحكومة بالمشاركة في فعاليات أخرى عن إزالة التعديات وصلتها بتطبيق القوانين وضرورة عرض ثقافة التعديات، والحاجة إلى إزالتها من قاموس كل مواطن وبالقانون! هذه الندوات نريدها عن تطبيق القانون، مكافحة الفساد الإداري، إزالة التعديات، مكافحة الغلاء الفاحش وهلم جرا من القضايا المطروحة... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]