تركي العازمي / بين الدكتورة سلوى والناشطة سلوى!

1 يناير 1970 06:33 ص
وجدت في «الراي» عدد الثلاثاء 3 مايو 2011 خبرين شدّا انتباهي، والكيفية التي شدت انتباهي من خلال قراءتهما يعود للقارئ والقارئة رسم نوعها!

الخبر الأول تقول فيه النائبة الفذة صاحبة التصريحات (ولا أروع) الدكتورة سلوى الجسار إنها ترفض رفضاً قاطعاً استخدام الإعلام كوسيلة ضغط وتحقيق تكسب سياسي، والخبر الثاني للناشطة السياسية (نشاط ولا أروع) سلوى المطيري حيث اقترحت فيه عمل نقش وشم على هيئة «باركود» على معصم كل مواطن حتى المواليد الجدد على أن يتضمن البيانات الشخصية والمعلومات الخاصة بكل شخص! طبعاً في العدد نفسه أعجبني ما ورد في زاوية ثرثرة حول قول الوزير أحمد العبدالله «انه بعد 40 عاماً سيختفي 30 مليون كائن من فوق الأرض»!

وبما أن زاوية سلاطة لسان ردت على الثرثرة الخاصة بالوزير العبدالله أخذت في حالة استرخائية أتمعن في تصريحي سلوى وسلوى. بين سلوى الناشطة وسلوى الدكتورة النائبة ضاعت خلاصة الخبرة التي اكتسبتها طيلة أكثر من 20 عاماً في عالم التكنولوجيا المتطورة التي صنعت لنا ثورة الاتصالات ونظم المعلومات والتي كان الإعلام احدى أهم قنوات الضغط المؤثرة في تداعياتها وانعكاساتها على سلوكياتنا ونمط معيشتنا.

الدكتورة سلوى ترفض رفضاً قاطعاً استخدام السياسة كوسيلة ضغط وتحقيق تكسب سياسي ولا نعلم إن كان الضغط الذي تعنيه من فئة «لا تسيسوا السياسة»، ولكن المهم هنا انني «تعوذت من الشيطان» ونهيت نفسي وذكرتها بقول «السكوت من ذهب» الذي يحتاج البعض منا فهمه وان لم يستطع فعليه الاستعانة بصديق!

أما الناشطة السياسية فقد ضربت بقولها رؤوس المخترعين والعلماء الباحثين وأصابتهم بردة فعل جعلتهم يمزقون نتائج أبحاثهم... «شلون طافتهم فكرة هالبار كود... لا وبوشم حتى على المواليد» ويا رب سترك!

نقول لمن يرى في الظهور للتصريح إن الإعلام هو السبيل الوحيد لنقل المعلومة وابراز الجوانب التي يصعب على البعض مشاهدتها، سمعها، أو قراءتها... والإعلام هو المحرك للاقتصاد، ورجال السياسة الفعليون (والمعنى في بطن الشاعر كما يقولون) يعتمدون عليه، والباحثون في العلوم الانسانية يستغلونه لتنوير الشعوب وهو النافذة الثقافية التي من خلالها نرى التحول في سلوكياتنا جيلا اثر جيل!

أما حكاية الوشم... فأي باركود تتحدث عنه سلوى الناشطة، وبصراحة جزئية «حتى المواليد» أعجبتني ويا رب سترك من «هيك» تصريحات. والله المستعان!



تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]