تقرير / «هيئة الاستثمار» تسعى لحصة مؤثرة في «تكساس باسيفيك»
قفزة كبيرة لاستحواذات شركات «الناشئة» في الغرب
1 يناير 1970
05:02 ص
| إعداد عماد المرزوقي |
تزايد بشكل لافت استحواذ شركات في دول نامية (خصوصا دول اسيا والشرق الأوسط) على مجموعات اقتصادية في الدول الصناعية المتقدمة (أوروبا والولايات المتحدة). وقفزت نسبة استحواذ مؤسسات اقتصادية آسيوية وشرق أوسطية على حصص في مجموعات اقتصادية اوروبية واميركية مع احتساب عمليات الاندماج الى 28 في المئة خلال2010.
واعتبر تقرير اقتصادي نشر في «مجلة لاتريبون» الفرنسية ان مسار الاندماجات والاستحواذات الأخيرة في العالم يعد تطورا ملحوظا لاتجاه القوى الاقتصادية في العالم.
ووفقا لدراسة اعدها مكتب الاستشارات «اي ت كيرني»، انتعشت شهية شركات من الأسواق الناشئة لتملك حصص او الاندماج مع شركات في البلدان الصناعية. وارتفع عدد صفقات استحواذ مجموعات اقتصادية من الدول النامية على شركات في الاقتصادات المتقدمة الى 493 صفقة خلال 2010 مقابل 386 صفقة في 2009.
تسارع عمليات الاستحواذ في الدول الصناعية يشير حسب الدراسة الى أن صفحة تداعيات الأزمة المالية لم تطو نهائيا. اذ سجلت فترة 2008 أكبر عدد صفقات استحواذ في التاريخ قدرت بـ635 صفقة. رقم كبير اعتقد المحللون انه لن يتكرر مرة أخرى، لكن احصائيات 2010 تنذر من عودة تسارع نسق عمليات الاستحوذات بقوة كما في عام 2008.
وحذر ديفيد ويل، وهو شريك ونائب رئيس مكتب «تي كيرني» بباريس من أن هذه الدراسة تؤكد اتجاه التحول التدريجي للقوى الاقتصادية وان هذا التحول سيكون بوتيرة أسرع مستقبلا. وتوقع ويل أن تسهم البلدان الناشئة في افق 2024 في تحقيق نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي. واضاف أن نمو حصة الدول النامية في الاقتصاد العالمي سيتعزز بتحسن قدرات وطموحات الشركات من هذه المناطق.
وخلال الفترة 2002-2010، أجملت الدراسة اهم جهات الشركات المستحوذة في العالم والتي استفادت من انتعاشة قوية لاقتصادات الدول التي تتبع لها. وجاءت الهند على رأس قائمة الدول التي تشجع شركاتها على الاستحواذ بـ23.8 في المئة ثم تلتها الصين بـ16 في المئة ثم ماليزيا 11.7 في المئة. و أظهرت البيانات التي جمعتها طومسون رويترز عن «لا تريبون» تأكيد ديناميكية متجددة للشركات الناشئة لمتابعة عمليات الاستحواذ. وفي الربع الأول من عام 2011، أعلنت الشركات التابعة لهذه الدول فقط عن 200 صفقة استحواذ لشركات في البلدان المتقدمة مقابل 178 صفقة في الفترة نفسها من عام 2010. وبلغ مجموع المبلغ الكلي لهذه المشتريات 34.15 مليار دولار مقابل 13.16 مليار دولار في الربع الأول من عام 2010.
قطاع الخدمات
في الأونة الأخيرة، أذنت اللجنة الأوروبية الكيميائية لتكتل بلوستار الصيني للاستحواذ على الشركة النرويجية سيليكون ايلكوم. وتبلغ قيمة الصفقة 2 ملياري دولار. ومن جهته، أقدم تكتل كوينكو لاستئناف أنشطته في مجموعة شل النفطية بقيمة 614 مليون دولار. كما تستعد الولايات المتحدة وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» لبيع حصة 5 في المئة من مجموعة «تكساس باسيفيك» العملاقة لصالح صندوق سنغافورة السيادي والهيئة العامة للاستثمار في الكويت.
وأظهرت الدراسة أن قطاع الخدمات مثل 15 في المئة من عمليات الاستحواذ نفذتها شركات من الدول الناشئة في الاقتصادات المتقدمة بين 2002 و2010. وتراجعت نسبة الاستحواذ في قطاعات الاستهلاك والتوزيع وقطاعات المعلوماتية والإلكترونيات التي مثلت 14 في المئة. ولم تمثل حصة الطاقة والصناعات المتحولة في عمليات الاستحواذ إلا 11 في المئة فقط.
وبينت الدراسة أن هناك تنوعا حقيقيا في اهتمامات المستحوذين الذين يحبذون الاستثمار في شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات والكابلات. كما أوضحت أن الدافع في بعض الأحيان لعمليات الاستحواذ هو الرغبة في الحصول على التكنولوجيا لكنه يعتبر أقل بكثير مما كان عليه في الماضي. وتسهم عمليات الاستحواذ في مساعدة المشترين لاحتلال حجم كبير في السوق في فترة وجيزة وذلك من خلال الوصول إلى شبكة قوية للمبيعات والتسويق في الشركات المذكورة و كبارعملائها.
واكدت الدراسة أن الدافع الآخر لتسارع عمليات الاستحواذ في الدول المتقدمة يكمن في الأثر الإيجابي لإقتناء العلامات التجارية من أجل تغذية السوق المحلية، وكذلك فعلت شركة صناعة السيارات الصينية جيلي بالاستحواذ على شركة فولفو ونشطت مبيعات الأخيرة في السوق الأوروبية. وتتوقع الدراسة في المستقبل أن عمليات الدمج والاستحواذ ستتعزز في مجالات الأعمال المصرفية والتأمين، وخدمات الكمبيوتر ومجالات البحوث والتنمية.