د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / إلى متى الكذب؟

1 يناير 1970 03:40 م
63 عاما وهم يكذبون علينا بأن إسرائيل هي قضية العرب المحورية، ليصرفوا أذهاننا عن بشاعة أفعالهم باغتيال حرياتنا وأرواحنا، لقد كنا أغبياء عندما تنازلنا عن حقنا في العيش بحرية وكرامة، لقد كنا ببغاوات نردد بأنهم دول الممانعة، بينما هم مجرمون سَفَلة، لقد خدعونا باحتراف، وصفقنا لهم وهم يمثلون أدوارا رُسمت لهم ليقتلوا فينا كل بذرة أمل في حياة كريمة.

لقد سرق السفاحون أحلامنا وسكتنا، حتى جاء الوقت ليغتالوا أرواحنا بدم بارد، وليصفق لهم مصاصو الدماء من مريديهم وتلامذتهم من شياطين الإنس لمزيد من سفك الدماء، كما لعبوا على تناقضاتنا، ليُرْضُوا جنون العظمة في أنفسهم، ويرونا نتقاذف التهم ونوزع الولاءات الخارجية، وهم يشربون نخب نجاحهم، ويضحكون على سخافاتنا، هذه هي الصورة باختصار من دون تزييف للحقائق والأحداث والمواقف، مهما حاولت وسائل الإعلام أن تضع عليها من المساحيق علّها تخرج بصورة مقبولة، ولكنها باتت مكشوفة رخيصة مع وسائل الإعلام الحديثة، التي تجاوزت أيدولوجيات الدول البوليسية والأحزاب النفعية، لتصبح في يد رجل الشارع البسيط، ليتحكم في مسارها.

عندما تسيل الدماء رخيصة تتفجر كل معاني الحماسة في القلوب، ولكن إن لم يكن ثمة ثوار يجاهدون في سبيل الكرامة والإنسانية، فالجزارون أحرار في سفك المزيد منها، ولقد علمتني الحياة بأن ملة السفاحين واحدة، ملة الراقصين على جراحاتنا واحدة، ملة حماة حمى اليهود واحدة لا فرق لعربي على أعجمي إلا بكمِّ الدماء المراقة على مقصلة الوطن، والوطن منهم براء.

إن للأرواح ربا يحفظها أيها الأوغاد، ولكن لن نسمح لكم بأن تغتالوا أحلامنا، بأن نعيش حياتنا كما نشاء لا كما تشاؤون أنتم، قولوا ما شئتم بعد اليوم فلن نغفر لكم، فقد بانت عوراتكم، وانكشفت سرائركم، ولن ننتظر حتى يأتي علينا الدور!

ولأننا نعشق التاريخ، رغم رسوبنا المتكرر فيه، فقد قلبوا صفحاته الموغلة في القدم، ليصرفوا أذهاننا عن الدماء التي تستصرخ بنا في كل مكان، باسم الإسلام والعروبة والحريات، ولكننا ما زلنا صامتين صمت السكون، ما زلنا ننتظر مبادراً من غير بني جلدتنا، ليرفع ظلما سلّطناه علينا بصمتنا المخيف.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter : @Dralsuraikh