مانشستر يونايتد يُسقط شالكه 2 - صفر في عقر داره ويضع قدماً في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم

نوير... سقوط «رجل شجاع»

1 يناير 1970 11:06 ص
غيلسنكيرشن (ألمانيا) - ا ف ب - اعتبر «السير» الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي، ان اداء حارس شالكه الالماني الدولي مانويل نوير خلال مواجهة الفريقين في جولة الذهاب من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا في كرة القدم الثلاثاء الماضي، قد يكون الافضل لأي حارس مرمى واجهه خلال 25 عاما في مسيرته مع فريق «الشياطين الحمر».

وسيطر «يونايتد» على مضيفه قبل ان يسجل هدفين في الشوط الثاني عبر الويلزي ريان غيغز وواين روني، لكن نوير (25 عاما) قدم اداء مذهلا وصد كرات خطرة عدة حرمت الفريق الانكليزي من التقدم مبكرا وتعرض شالكه لفضيحة كبيرة.

وقال فيرغوسون الذي استلم دفة القيادة في فريق «الشياطين الحمر» العام 1986: «في مسيرتي مع «يونايتد»، قد يكون هذا العرض الافضل لأي حارس واجهنا. أنا واثق ان هناك عروضا أخرى مميزة، لكن العرض (الثلاثاء) كان خارقا».

وتابع فيرغوسون: «شعرنا بالاحباط في نهاية الشوط الاول عندما صد نوير كرة ريان (غيغز). عندها بدأ لاعبونا بالتراجع الى الخلف. كان يجب تصحيح ذلك بين الشوطين».

وأضاف المدرب الاسكتلندي الذي تردد سابقا انه يريد ضم نوير للحلول بدلا من حارسه المخضرم الهولندي ادوين فان در سار المعتزل في نهاية الموسم الحالي: «القشة التي قصمت ظهر البعير كانت هدف (المكسيكي) خافيير هرنانديز الملغى بداعي التسلل. ازال الهدف الملغى الاحباط، لان اللاعبين ادركوا انه يمكنهم التغلب على هذا الشاب (نوير) ولو ان الامر ليس سهلا».

وعن سعيه لضم نوير بعد ادائه الخارق، قال: «أعتقد اننا نعلم (انه ذاهب الى بايرن ميونيخ الالماني)».

وكان نوير عبر مؤخرا عن عدم رغبته بتجديد عقده مع ناديه والذي ينتهي العام المقبل بيد ان بايرن ميونيخ حذر مواطنه شالكه انه ليس مستعدا لدفع مبلغ «فلكي» لضم الحارس المتألق.

وقال رئيس النادي البافاري أولي هونيس لصحيفة «تي زي» المحلية اليومية: «نريد مانويل. عندما توجد الرغبة، يمكننا ايجاد الحل، لكن على ادارة شالكه عدم طلب مبلغ فلكي»، وتابع: «لم تبدأ المفاوضات بعد، لكنها وشيكة».



المستوى الأوروبي

ورأى فيرغوسون أن الفوز على ملعب شالكه بهدفين نظيفين جاء عبر تقديم فريقه واحدة من أفضل مبارياته على الاطلاق على المستوى الأوروبي.

وقارن «فيرغي» بين الفوز على شالكه وبين الفوز على يوفنتوس الإيطالي 3-2 في العام 1999 عندما كان فريقه متأخرا بفارق هدفين قبل ان ينجح في انتزاع فوز ثمين ضمن له التأهل إلى المباراة النهائية.

وقال لصحيفة «ذا ميرور» البريطانية: «سبق وقدمنا أداء رائعا في أوروبا لكني اعتقد أن هذه المباراة (امام شالكه) هي من أفضل المباريات التي خاضها فريقي على الاطلاق»، وتابع: «دائما ما ستكون مباراة يوفنتوس هي الأبرز لكني اعتقد أن مباراة شالكه فرضت نفسها ضمن قائمة الأبرز أيضا. اشعر بسعادة غامرة. قدمنا أداء مثاليا».

من جانبه، اعرب الإنكليزي الدولي واين روني عن سعادته البالغة بفوز فريقه مانشستر يونايتد وقال: «لعبنا بشكل جيد للغاية. إنه أمر محبط بعض الشيء عدم استغلالنا الفرص الكثيرة التي سنحت أمامنا. بشكل عام نشعر بالسعادة للأداء الذي ظهرنا عليه، لعبنا بشكل جيد حقا. هدفان خارج ملعبنا نتيجة جيدة لنا»، وتابع: «في الشوط الأول بشكل خاص قدمنا لمحات جيدة وشعرنا بالاحباط لعدم تسجيل أهداف لكننا أظهرنا إمكانياتنا الحقيقية في الشوط الثاني واستحقينا الفوز»، وأكد: «شالكه فريق جيد ولا يمكننا أن نستخف به. علينا أن نكون محترفين وننهي المهمة في ملعبنا (في جولة الاياب)».

وحصل راوول غونزاليز، مهاجم شالكهن على قميص غيغز عقب نهاية اللقاء، وقال: «غيغز لاعب عظيم وسيكون شرف كبير لي الحصول على قميصه. إنه لاعب يثير اهتمامي وأقدره تماماً مثلما أقدر بول سكولز».



فوز ثمين

ولا شك في ان مانشستر يونايتد وضع قدما في المباراة النهائية بفوزه الثمين والمستحق على مضيفه شالكه بهدفي غيغز (67) وروني (69) مع العلم ان الفريقين سيلتقيان ايابا الاربعاء المقبل في ملعب «اولد ترافورد» الخاص بمانشستر.

وخطا فريق «الشياطين الحمر»، حامل اللقب 3 مرات في الأعوام 1968 و1999 و2008، اكثر من خطوة نحو بلوغ النهائي الثالث له في اخر اربعة أعوام (2008 توج على حساب تشلسي اللندني و2009 خسر امام برشلونة الاسباني)، والمقرر في 28 مايو المقبل على ملعب «ويمبلي» الشهير في العاصمة لندن حيث أحرز لقبه الاوروبي الاول منذ 43 عاما على حساب بنفيكا البرتغالي (4-1) ليصبح أول فريق انكليزي يتوج بلقب المسابقة القارية الاولى.

وكان مانشستر يونايتد الذي يخوض الدور نصف النهائي للمرة الثانية عشرة في تاريخه بعد الأعوام 1957 و1958 و1966 و1968 و1969 و1997 و1999 و2002 و2007 و2008 و2009، الافضل طيلة مجريات المباراة وكان بإمكانه الخروج منتصرا بأكثر من هدفين بالنظر الى الفرص السهلة التي تناوب مهاجموه على اهدارها خصوصا في الشوط الاول فيما فرض حارس شالكه مانويل نوير نفسه نجما بتصديه لاكثر من فرصة.

وعزز فريق «الشياطين الحمر» حظوظه للظفر بالثنائية هذا الموسم حيث يتصدر ترتيب الدوري المحلي بفارق 6 نقاط امام تشلسي، وفوزه على شالكه سيرفع معنوياته لا محالة قبل مباراته مع ارسنال الثالث الاحد المقبل على ملعب الامارات في لندن قبل مواجهة تشلسي بالذات في المرحلة التالية في مانشستر.

في المقابل، لم يظهر شالكه الذي كان يخوض نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه، بمستواه الذي جرد به انترميلان الايطالي من اللقب في الدور ربع النهائي بالفوز عليه 5-2 في ميلانو و2-1 في غيلسنكيرشن، ويبدو ان مغامرته القارية ستتوقف في دور الاربعة بالنظر الى عرضه في جولة الذهاب حيث بدا وكأنه يلعب خارج قواعده ودافع طيلة الدقائق التسعين، وتبقى مسابقة الكأس المحلية فرصته الوحيدة لانقاذ الموسم حيث بلغ النهائي وسيواجه دويسبورغ من الدرجة الثانية.



أقوال الصحف

وخرجت صحيفة «غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية بعنوان معبّر لما حدث في المباراة: «يونايتيد يسيء لشالكه ويفوز خارج أرضه 2-صفر... نوير ليس كافياً للألمان».

وأشارت إلى ان مانشستر يونايتد هيمن على أحداث المباراة وخصوصا في الشوط الأول الذي تألق فيه نوير ليمنع نتيجة كبيرة، وأن الفريق الإنكليزي استحق الفوز الذي جعله يضع أول قدميه في النهائي.

صحيفة «كورييري ديلو سبورت» الايطالية الاخرى قالت: «سحر غيغز وروني... يونايتد أجهز على شالكه»، وأشارت الى سيطرة ملنشستر على سيناريو اللقاء وأن فريق فيرغوسون كان قوياً بما فيه الكفاية بينما لم يكف الألمان تصديات نوير الإعجازية.

صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية أكدت الهيمنة الإنكليزية على أحداث اللقاء بقولها في احد العناوين: «الشياطين الحمر كانوا أصحاب القرار».

وتحدثت عن اقتراب فيرغوسون من بلوغ ثالث نهائي له في المسابقة خلال 4 سنوات وعن أن الألمان تم إذلالهم على أرضهم.

أما «لو موند» الفرنسية الأخرى فقالت في عنوانها: «مانشستر يونايتد يؤكد تفوقه في دوري الأبطال» في إشارة إلى تمرس الفريق في البطولة وأن شالكه خسر لكنه ترك أداء مميزا ولن يُنسى لنوير ما قدمه.

«ماركا» الاسبانية كتبت: «عرض خاص لمانشستر يونايتد في ألمانيا. غيغز وروني حطما حائط نوير الضخم»، وأشارت الصحيفة إلى أن الإنكليز واصلوا إعصارهم في الشوط الثاني حتى تمكنوا من التغلب على نوير «ورفاقه».

صحيفة «آس» الإسبانية كتبن في عنوانها الرئيسي الخاص بالمباراة: «90 دقيقة تفصل «يونايتد عن ويمبلي».

الصحافة البريطانية هللت لفوز مانشستر يونايتد، وكتبت «ذي تيليغراف»: « مانشستر على أعتاب نهائي دوري الأبطال».

أما «غارديان» فأشارت إلى أن يونايتد وضع قدماً في النهائي.

«صن» إمتدحت أداء غيغز بقولها: «ريان على مستوى المهمة... غيغز ورفاقه يضعون يونايتد على حافة النهائي».

وفي المانيا، كتبت «سويدوتشه تسايتونغ»: «مانشستر افترس شالكه كسمكة القرش»، وأشارت إلى أن نوير أنقذ فريقه من كارثة عظيمة وأظهر معدنه كحارس كبير.





غيغز... أكبر لاعب يحرز هدفاً في دوري الأبطال



غيلسنكيرشن (ألمانيا) - د ب ا - عاش لاعب الوسط المخضرم الويلزي ريان غيغز ليلة سعيدة بالمقاييس كافة بعد أن سجل هدفا وقاد فريقه مانشستر يونايتد الانكليزي للفوز على مضيفه شالكه الألماني بهدفين نظيفين في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال أوروبا لكرة القدم.

ولم تتوقف سعادة غيغز على الفوز بل أنه حقق إنجازا شخصيا قد يدوم فترة طويلة بعد أن أصبح أكبر لاعب على الاطلاق يحرز هدفا في دوري الابطال، وقال: «كنا نثق بأننا سنواصل صناعة الفرصة ثم في واحدة من هذه الفرص سننجح في هز الشباك»، وأوضح: «صنعنا المزيد من الفرص في الشوط الثاني قبل أن نسجل هدفين متتاليين لكننا نشعر بالاحباط للفوز بهدفين فقط».