نواب يردُّون شُبهة مساندة النظام السوري للكويت: وقف معنا نكاية في صدام... والبعث من بطن واحد
1 يناير 1970
05:42 م
| كتب محمد نزال |
جدد عدد من النواب الاسلاميين مطالبة دول مجلس التعاون بدعم الثورة السورية،معتبرين ان امن واستقرار دول الخليج «مرتبط بزوال النظام في سورية.
وردا على شبهة وقوف النظام السوري مع الكويت في الغزو بينوا ان تلك الوقفة «لم تكن حبا من قبل الحكومة السورية تجاه الكويت بقدر ماكانت نكاية بصدام حسين الذي كان على خلاف مع الرئيس السابق حافظ الأسد».
واعتبروا في ندوة الحرية للشعب السوري التي عقدت مساء أمس بديوان النائب الدكتور وليد الطبطبائي ان النظام البعثي في سوريا هو «ألعن الأنظمة والأحزاب في تاريخ الأمة العربية» وهو والبعث العراقي «ولدان من بطن واحد».
وثمن المشاركون في الندوة تبرع سمو الامير لليبيا «هذا التبرع ذهب الى المكان الصحيح وهو بمثابة الزكاة والصدقة على أموالنا الذي سيؤدي بالنهاية الى كسب الشعوب والحلفاء بالمستقبل».
واستغربوا موقف الجامعة العربية «الصامت» تجاه الاحداث في سورية، مطالبين الشعب المصري بالعمل «ضد الأمين العام للجامعة لتخاذلها في مساندة الشعب السوري».
ورفضوا استنكار أحد النواب لإقامة ندوات تشجب تصرفات النظام السوري ضد شعبه واصفين هذا النائب بان «هواه فارسي». .. وهنا التفاصيل:
بداية، قال النائب الدكتور وليد الطبطبائي «ان هناك أحداثا رهيبة تحدث في بلاد الشام وجرائم ترتكب في درعا وضواحيها بشكل همجي وذلك بعد محاصرة الدبابات وجيش النظام السوري الغاشم لتلك المدن»، واصفا في الوقت نفسه سورية» بالبلد الاستثنائي في عمقه الجغرافي الذي يلعب دورا كبيرا في عملية التصدي ضد الكيان الصهيوني ويتطلب منا كدول عربية ضمان أمنه واستقراره».
ورأى أن وصول عشيرة الأسد الى السلطة بعد الاستيلاء العسكري على الحكم في سورية عام 1963 «صاحبه العديد من الشبهات والغموض تجاه القضايا العربية والاسلامية والتي من أهمها القضية الفلسطينية وقضية الصراع الأسرائيلي - العربي، خصوصا تحالفها أيضا مع النظام الإيراني قبل 30 سنة، وهذا ماجعل الأمن العربي الجماعي مخترقا في ظل الدور السوري المشبوه».
وأضاف : «النظام الحالي بسورية جعل من هذا البلد العربي جسرا لعبور النفوذ الإيراني الى المشرق العربي، وأصبح النظام في سورية أداة وخادما لطهران في مشاريعها التوسعية وفي نشر المذهب الصفوي في بلاد الشام». معتبرا ان « أمن واستقرار دول الخليج مرتبط بزوال هذا النظام في سورية، وأن على قادة دول الخليج العمل بشكل واضح والوقوف مع الثورة السورية المباركة أسوة بالوقوف بجانب الثورة الليبية».
وقال : «نعلنها من الكويت بشكل مدو وليسمعها العالم لن نتخلى عن الشعب السوري، ونحن مع الثورة من منطلق انساني واسلامي وعربي».
ورأى أن مشاركة سورية في عملية تحرير الكويت «لم تكن حبا من قبل الحكومة تجاه الكويت بقدر ماكانت نكاية بصدام حسين الذي كان على خلاف مع الرئيس السابق حافظ الأسد، كما تحالف النظام السوري البعثي مع إيران في السابق ضد النظام البعثي في العراق بالإضافة الى تورطه في أعمال أرهابية داخل الكويت»، معتبرا تلك المواقف «دليلا صريحا على أن النظام السوري لايبحث سوي عن مصلحته».
وأوضح النائب الدكتور فيصل المسلم أن مايحدث اليوم في سورية واليمن والأهواز وليبيا شيء محزن ومؤلم لنا جميعا كمسلمين، معتبرا في الوقت نفسه أن النظام الذي يقول «آمنت بالبعث ربا لاشريك له هو نظام فاجر لايرتجي منه شيئ».
وقال : «النظام البعثي في سورية هو ألعن الأنظمة والأحزاب في تاريخ الأمة العربية، حيث ان البعث السوري والبعث العراقي هما ولدان من بطن واحد»، ونجد اليوم أن أحد نواب الأمة يخرج لنا ويدافع عن هذا النظام الفاسد الذي وقف مع الكويت أيام الغزو العراقي الغاشم، «وأنا أقول لهذا النائب ( القلابي ) بين لندن وقم الذي أدلى بهذا التصريح أننا مع كل حاكم غير ظالم، وواجبنا الإسلامي والإنساني يحتم علينا الوقوف مع هذه الشعب المضطهد».
وأضاف : «المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي التي تعيش حاليا مرحلة مفصلية قد تعيد الريادة اليها من جديد عبر توحيد الكلمة أن تستغل امكانياتها القوية في دعم الشعب السوري خصوصا الخطاب الخليجي الرسمي ضد إيران أصبح قويا وموحدا بل ان قطر وعبر قناة الجزيرة استطاعت أن تركع حكاما ودولا».
وأيد بشدة مبادرة صاحب السمو في تقديم مساعدات مالية الى الثوار الليبيين بلغت 180 مليون دولار، معتبرا أن «هذا التبرع ذهب الى المكان الصحيح الذي من شأنه أن يكون بمثابة الزكاة والصدقة على أموالنا والذي سيؤدي بالنهاية الى كسب الشعوب والحلفاء بالمستقبل».
ووصف النائب محمد هايف تصريح أحد النواب في مجلس الأمة الذي يستنكر اقامة الندوات التي تندد وتشجب النظام البعثي المشبوه والبغيض في سورية بالمفاجأة التي فاجأت الشعب الكويتي، معتبرا في الوقت نفسه هذا التصريح «بغير المستغرب من هذا النائب بالذات والمعروف عنه بهواه الفارسي وتوجهه الصفوي، لأن سقوط النظام العميل في سورية يعني سقوط النظام الإيراني».
وقال : «هناك صمت غريب من الجامعة العربية تجاه مايحدث في سورية، وهذا يدفعنا الى مطالبة الشعب المصري بالعمل ضد الأمين العام للجامعة العربية تجاه المواقف المتخاذلة ضد الثورة في سورية، لأنه يجب علينا أن نرتبط بالشعب السوري رباط العقيدة».
وأكد أن الصمت العربي على هذا العمل الشنيع الذي ترتكبه القيادة السورية يعتبر بمثابة المشاركة بهذه الجرائم، خصوصا أن مايحصل اليوم من مجازر لم يسبق لها مثيل هي لأمر عجيب وخطير يستوجب منا الوقوف الجاد، قائلا: « أين القادة العرب، لاشجب ولا استنكار؟!!»
وأضاف :» الزيارة التاريخية التي قام بها عدد من الصهاينة للمفاعل النووي الإيراني في عام 2006 خير دليل على كذب هذا النظام الذي يردد أعلامه بالحرب على أسرائيل، وأن إيران لن تقف مكتوفة تجاه مايحدث في سورية، فكيف الحال إذن بالنسبة لنا في دول الخليج تجاه النظام الإيراني الذي حارب حتى أبناءه من الشيعة العرب».
واتهم الاعلام الرسمي متمثلا بوكيل قطاع الأخبار في تلفزيون الكويت الذي يعرف عن «هواه وتوجهه وما يدور في خلده من الأحداث التي تجري في سورية»، وأضاف أن وكيل قطاع الأخبار أصبح يمارس «نفس التعتيم الأخباري الذي كان يمارسه في عدم نقل الأخبار والأحداث التي تجري في البحرين بما هو حاصل بسورية»، متسائلا في الوقت نفسه» أين دور وزير الاعلام، وأين دور حكومة ناصر المحمد المتهاوية والمتهالكة عما يحدث في تلفزيون الكويت من هذه سياسات والممارسات؟»
ومن جانبه، قال النائب السابق فهد الخنة ان الشعب الكويتي يتعاطف مع كل أنسان مظلوم ومضطهد، وأن لدينا مسطرة واحدة تجاه كل الشعوب التي تريد رفع الظلم عنها والتي تطالب بالأصلاح، ولهذا نحن وقفا مع شعوب أقرب الناس لنا في الكويت وهم أشقاؤنا السعوديين حين طالبوا بالإصلاح، حيث دعمنا مطالباتهم وناشدنا الحكومة السعودية بضرورة الاستجابة لهم، وهذا الموقف كفيل بالرد على من «كشفت الطائفية عن وجههم القبيح لماذا نقف مع الشعب السوري».
وأشار الى أن الأمة تعيش مرحلة استثنائية جعلت الشعوب تتحرر من أنظمتها التي صادرت حرياتها وكرامتها، وأضاف ان هذه المرحلة التي لن تطول أصبحت الشعوب من خلالها أكثر وعيا، متسائلا بأي حق يفرض بشار الأسد نفسه على الشعب السوري، لان الأمة هي الأصل، وكل الخلافات والامبراطوريات سادت ثم بادت وبقيت أمة العرب وأمة محمد عليه الصلاة والسلام شامخة.
وأضاف : من يخاف من وصول السلف والاخوان الى السلطة في البلدان العربية «هذا غير صحيح»، لأن الارادة للشعب هي من تختار وفق مدة محدد، وأنا كشخص سلفي أقول «احذروا من إيجاد ولي فقيه سني يأخذ بالتفويض الإلهي كما حاصل في إيران»، ولهذا الواجب على دولنا الخليجية حكومات وشعوب العمل على نصرة الشعب السوري ضد الطغيان والظلم، لأن سكوتنا على هذا الظلم سيسلط الله عزوجل علينا بظالم لايرحمنا قد تكون إيران.
وأوضح أن النظام السوري لم يتجرأ أن يرسل دبابة واحدة لتحرير الجولان أو الى اسرائيل، وأضاف أن الكل يعلم إيران تدعم سورية، داعيا كل الشيعة في البلدان العربية البقاء مع أمتهم وأهلهم وعدم الاتجاه أو المراهنة على النظام الإيراني الذي سيسقط نظامه وستنتكس رايته ومشروعه الصفوي.
من جهته، قال الناشط السياسي خالد الشليمي أن مايحدث في العالم العربي اليوم من ثورات هو نتاج للمارسات الأنظمة العربية التي جاءت الى الحكم عن طريق الاستيلاء علي الدول واستثراء الأموال.
وأضاف أن مايدعو للاستغراب والدهشة «الاوصاف التي أطلقها بعض مسؤولي الحكومة السورية على تنحي الرئيس مبارك بسقوط عملاء كامب ديفيد، خصوصا أنه بموجب هذه الاتفاقية استعادت مصر أرضها، في حين أن الجولان السوري مغتصب منذ عام 1967 لم تطلق سورية أي رصاصة على اسرائيل»، ونظام معمر القذافي يقول للعالم ان ضمان استقرار أمن وسلام اسرائيل مرتبط ببقاء نظامه، متسائلا «أين القومية العربية والعروبة التي ينادون بها، ومن هم العملاء الحقيقون إذاً»؟!
وأضاف : حزب البعث السوري الذي ينادي بالوحدة والقومية العربية أصبح شريكا صريحا للنظام الإيراني، حيث لم نسمع أي تصريح سوري مندد باحتلال الجزر الإماراتية، كما ساهم هذا الحزب «بتسهيل دخول 200 ألف مقاتل إيراني ينتمون الى الحرس الثوري الى لبنان للانضمام الى حزب الله، وأصبح النظام السوري بمساعدة إيران في التوغل بالمشرق العربي، كما أن هذا النظام كان ولايزال عميلا للموساد يهدف لضمان أمن واستقرار اسرائيل».،
وأشار الى أن دفاعهم اليوم عن الثورة السورية يأتي لزاما علينا، لأن هؤلاء «هم أولاد وأحفاد القوات السورية التي وقفت معنا أثناء الغزو العراقي الغاشم»، وأضاف أن سبب دعم الشعب السوري في هذا الوقت بالذات جاء بعد انتفاضة الشعب على نظامه، حيث كان لاينبغي أن نتدخل في شؤون الغير مالم تكن الإرادة نابعة من الشعب نفسه مطالبا في الوقت نفسه الحكومات الخليجية بضرورة المساهمة بدعم الشعب السوري المضطهد من قبل قيادته الفاسدة.