مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الرصاصة لم تعد في جيبي

1 يناير 1970 07:59 ص
«العرضة» رقصة حربية قديمة يقوم بها الشيوخ والأعيان والعامة في البلد على دقات الطبول والطيران وأناشيد الفخر والحماسة، مستعملين السيوف والبنادق قبيل المعارك وبالأفراح والأعراس، وكانت تقام بالساحات البعيدة والطرق العامة، ولعل أشهر وأقدم هذه الساحات تلك التي كانت شمال قصر نايف الذي كان يمثل أنذاك وزارتي الداخلية والدفاع، هذه الرقصة بعد أن كانت مصدراً للفرح والفخر... تحولت اليوم إلى فلكور للخوف والرعب، حيث يروي ضيف أحد البرامج الحوارية لتلفزيون الكويت ما يلي:

في فرح من الأفراح تم استعمال 60 رشاش كلاشينكوف لأداء العرضة، حول الساحة من ساحة فرح إلى ساحة للإرهاب، وكانت من بعض هذه الأسلحة الفتاكة تحمل بأيدي أحداث يستعملون يداً واحدة لإظهار الشجاعة والمهارة في إطلاق النار، مهددين سلامة الناس والمنازل والسيارات المارة لغياب الأمن أو تراخيه، مضيفاً بان ساحة العرضة هذه كانت في وسط البيوت وبقرب الطرق السريعة المزدحمة بالسيارات، وحتى لا تحدث كارثة ككارثة حريق خيمة الجهراء... يجب وضع شروط وضوابط ورقابة على تنظيم مثل هذه الأفراح، حماية للناس وممتلكاتهم، وذلك بتحديد ساحات معزولة بعيدة عن المنازل والطرق، يسهل الوصول إليها عند حصول أي حادث، وأن يقوم منظم الفرح بأخذ إذن مسبق من الجهات الأمنية للمنطقة نفسها، مع تقديم تعهد خطي للإبلاغ عن كل من يستخدم هذه الأسلحة المرخصة وغير المرخصة في الحفلات، لتصادرها الجهات الأمنية فوراً، وبتقديم المخالفين إلى القضاء مع تحميلهم تعويضاً مجزياً عن كل إصابة أو تلف، فلا يكاد أن يمر شهر إلا ونسمع عن مقتل شخص أو إصابة آخر ذنبهم الوحيد أنهم كانوا من ضيوف هذه الحفلات لأداء واجب التهنئة أو تلف سيارة أو منزل لقربه من مكان الفرح والرصاص الطائش المرتد، والداخلية مطالبة اليوم بوقف حفلات الرعب هذه والموت المجاني بكل وسيلة كانت، فلا تنتظر حتى تقع الفاس بالراس ويحمّل الناس الداخلية مسؤولية ما يحدث، فهي أولاً وأخيراً المسؤولة عن حماية الناس وأمنهم... حتى من أنفسهم.



مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]