تحدث عن «حرف الجيم» في محاضرة رابطة الأدباء

محطة / عبدالله خلف: اللهجات... مذمومة عند العرب

1 يناير 1970 06:01 م
| كتب المحرر الثقافي |

ألقى الأديب عبدالله خلف في رابطة الأدباء مساء الأربعاء الماضي محاضرة عنوانها «حرف الجيم»، وأدارها الدكتور يحيى أحمد.

وتحدث خلف في محاضرته - التي تضمنت الكثير من المعلومات اللغوية - عن أهمية حرف الجيم في اللغة العربية وما طرأ عليه من تغيير بسبب تعدد اللهجات، في اللغة العربية مقارنة بالحروف العربية الأخرى.

وفي ما يخص محافظة العلماء على اللغة وتصديهم للعامية قال المحاضر: «في علم اللغة العربية نوع من التأليف يمثل اتجاهاً قوياً، برز في القرن الثاني الهجري للمحافظة على سلامة اللغة وتنقيتها مما بدأ يشوبها من كلام دخيل، أو مختلف عن سنن العرب في كلامها، في الأصوات، أو الصيغ، أو نظام الجمل، أو حركة الإعراب، أو دلالة الألفاظ، وعرف هذا اللون من التأليف باسم لحن العامة».

وأوضح خلف ان اللحن في الإعراب ظهر مبكراً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، واتضحت آفاق الأخطاء اللغوية في عهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأمر بتنقيط المصحف، ثم جاء أبوالأسود الدؤلي بوضع أبواب من النحو، إلى أن سجل على الخليفة عمر بن عبدالعزيز اهتمامه باللغة، واستنكاره على من يلحن في الكلام، وأشار المحاضر إلى الفتوحات الإسلامية وما رافقها من اختلاط العرب الأعاجم، في عهد الخلفاء الراشدين، كي تتسع آفاق اللحن في العهد العباسي إلى أن صارت اللغة العربية غريبة، كما ظهرت أصوات تنادي بتيسير اللغة العربية، والأخذ باللهجات وتقاربها، كما ظهرت أصوات تنادي بتيسير اللغة العربية والأخذ باللهجات وتقاربها، كما ظهرت أصوات تنادي بإلغاء الرسم العربي والكتابة العربية، ومن طالب بالإبقاء على اللغة العربية طالب بإدخال الألفاظ العامية عليها.

وأشار خلف إلى بعض الظواهر في اللهجة الكويتية، منها ما عرف عند العرب منذ القدم مثل قلب الجيم إلى ياء، وأصوات أخرى مثل خلط الضاد بالظاء، والعين بالغين.

وفي ما يخص الأصوات المختلفة في حرف الجيم، قال خلف: «تنطق الجيم بأصوات مختلفة وليس فيها من الفصيح إلا الجيم القرآنية، والفصحى»، وأوضح ان الأزهر الشريف نادى بنطق الجيم فصحى، وكذلك دار العلوم والمحدثون في مصر، وأطلقوا عليها الجيم القرآنية والفصحى والقاهرية، وان هناك من ينطقها بصوت «كَ» في اليمن والسودان ومصر والحجاز، وهي جيم قحطانية، موضحاً ان صوت الجيم فيه جرس موسيقي جميل إلا أنه اختلف في نطقه في العديد من اللهجات العربية منذ العهد الجاهلي، ففي الكويت ودول شبه الجزيرة العربية والعراق وبادية الشام والأردن وليبيا، ينطقون الجيم ياء، كما تنطق الياء جيما في لغة تميم وقضاعة، وفي الكويت والعراق ينطقون القاف جيماً والجيم المعطشة ينطقها أهل سورية ولبنان.

وأهل نابلس في فلسطين وتونس عند جماعات من البدو وينطقون الجيم بحرف «الزاي»، كما ينطق الجيم بحرف الكاف عند قضاعة قديماً، وأوضح المحاضر ان الجيم القاهرية والكاف الفارسية هي قحطانية قديمة يتحدث بها اليمنيون.

وتحدث المحاضر عن وحشي الكلام عند العرب والتغيرات في حرف الجيم، موضحا ان الوحشي هو الردئ والمذموم في اللغات عند العرب، وهي اللهجات، مشيراً إلى هذا الردئ مثل «الكشكشة» في ربيعة ومضر الذين يجعلون قاف الخطاب للمؤنث شيناً «ش»، و«الكسكسة»، عند ربيعة وبكر ومضر، الذين يضعون مكان الكاف «سيناً»، فيقولون في الكهف «السهف» والعنعنة والفحفة والوتم وغيرها.

وفي ختام محاضرته فتح باب النقاش كي يطرح الحضور من الأدباء أسئلتهم ورؤاهم حول حرف «الجيم»، وما أحدثته فيه اللهجات من تغيير.