الفيلم يعرض في دور السينما الكويتية

«ابن القنصل»... خدعة كبيرة و«فنتازيا» الضحك دون هدف

1 يناير 1970 06:07 م
|كتب مفرح حجاب|

الضحك هو المشروع الحقيقي في فيلم «ابن القنصل» الذي يعرض على شاشات السينما في الكويت، لكنه ضحك خال من المضمون بل أشبه بالنكات التي تصنع من الخيال والفنتازيا، ولم لا؟ فالمؤلف أيمن بهجت قمر تعودنا منه استخدام مفردات غير تقليدية في الأغاني التي يقدمها للمطربين وعلينا أن نتأمل ما قدمه للمطرب أبو الليف.

الفيلم يتحدث عن شخصية القنصل التي أدّاها الفنان خالد صالح والذي بدأ حياته في الملاهي الليلية مغامراً من خلال ارتكاب جرائم سرقة دخل على إثرها السجن بعد حكم قضى بحبسه 36 عاماً، إلا أنه خرج هرماً بعد 30 عاماً بحسن سلوك ليستقبله ابنه عصام (أحمد السقا) الذي لم يعرف عنه شيئاً، ويحاول إقناعه بأنه ابن «سوسو» فتاة الليل التي كان على علاقة بها قبل دخوله السجن وأنها أبلغته بأنه أبوه قبل وفاتها!

وتدور معظم أحداث الفيلم في بيت عصام الذي ينتمي الى احدى الجماعات الإسلامية، لتتحول المشاهد الى الأداء المسرحي، فالقنصل المتعطش للنساء بعد خروجه من السجن يحاول بناء علاقة مع إحدى الفتيات عبر الانترنت وتؤدي الدور الفنانة غادة عادل، ثم تأتيه إلى البيت في غياب عصام الذي يأتي فجأة ويبرر القنصل وجودها بأنها ابنة عمته التي هاجرت الى إيطاليا لتظل متواجدة معهما بانتظار أن يزوّر لها القنصل تأشيرة سفرها الى إيطاليا لأن عملها كفتاة ليل هناك مربح.

في نهاية الفيلم يتضح للجمهور أن كل أحداث الفيلم عبارة عن خدعة كبيرة وكأنك أمام ساحر، فقد رتب هذه التفاصيل عصام الذي يعد ابناً فعلياً لشخص يسمى «شمبر» أحد أصدقاء القنصل ولاينتمي الى أي جماعات إسلامية بل ان غادة عادل «عصمت» هي زوجته، وأن هذه التمثيلية من أجل معرفة أين يخبئ القنصل الذهب الذي قام بسرقته مع أبيه قبل دخوله السجن.

الخدعة الكبيرة في فيلم «ابن القنصل» هي أنه لم يغير كثيرا صورة أحمد السقا امام الجمهور، والتي تراجعت في أفلامه الأخيرة سواء «ابراهيم الأبيض، و«الديلر» بل إن الجديد في هذا الفيلم أنه لم يمارس «الأكشن» كعادته، كما لم يُقدم لنا المخرج عرفة أي صورة تدل على أن هناك موضوعا فيه مايهم الناس رغم تاريخه الحافل في السينما، بل اكتفى ببعض «الإفيهات» وكوميديا المواقف التي أضحكت الجمهور، لكن في المقابل كان خالد صالح هو الأبرز كمحور للأحداث من خلال شخصية القنصل؛ الرجل العجوز المتعطش للنساء والذي نخر مرض السكر عظامه وكان يقف دائماً عائقاً كلما انفرد بالمرأة اللعوب «عصمت».

وما يلفت الانتباه أيضا أن التكلفة الإنتاجية تعد فقيرة للغاية لاسيما أن أماكن التصوير محدودة للغاية، كما أن معظم الحوارات تدور بين الثلاثي خالد صالح والسقا وغادة عادل في مكان واحد، وكأننا أمام تسجيل مسلسل إذاعي فلا إبهار في الصور ولا تنويع في الحوارات باستثناء كوميديا المواقف، بل إن ايقاع الفيلم قد هبط في المنتصف عندما أصبحت الحوارات رتيبة ومملة، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن استمرار قضية تفصيل النصوص السينمائية على مقاس النجم الأوحد والتي ساهمت في تراجع ايرادات أفلام العديد من النجوم أمثال محمد سعد وهاني رمزي وأحمد عز ومحمد هنيدي.

أخيرا خرج جمهور فيلم «ابن القنصل» خالي الوفاض وشعر أنه قد وقع في هذه الخدعة دون أن يدري، خدعة لم يستفد منها أي شيء سوى الضحك، لكن هل استفاد أحمد السقا وغادة عادل من هذه التجربة؟ سؤال يحتاج الى اجابة مقنعة من كليهما.