انتقل إلى رحمة الله رجل الأعمال ناصر الخرافي (أبا مرزوق) ومع رحيله تكون الكويت قد فقدت رجل أعمال من طراز فريد كنت أرغب في أن يكون على رأس القياديين الذين شاركوا في رسالة الدكتوراه ولكن قدر الله وما شاء فعل.
في نظري من الناحية القيادية أراه متميزا في جانبين، الأول القدرة على اتخاذ القرار، تحقيق النتائج، التغلب على الضغوط باحترافية، والذكاء والكاريزما والصفتان الأخيرتان تعتبران موهبة من رب العباد ويصعب أن تنتقلا من خلال التدريب وخلافه... إنها صفات يولد الفرد متميزاً بها!
رحيله أمر أحزننا فهو مدرسة وقد كنت من جانب تخصص القيادة أتابع ما يدور من حوله وأرى تلك الصفات ماثلة أمامي في كل تحرك أو قرار يتخذه، ولو راجعنا توسع امبراطوريته الاستثمارية لفهمنا الدروس القيادية على حقيقتها حسب لغة الأرقام التي لا تكذب إطلاقاً.
كنت قبل عامين أبحث في نتائج الشركات ولم أجد شركة واحدة تتبع مجموعة الخرافي قد بخلت في العطاء، فمعظم الشركات التابعة للمجموعة تحقق أرباحاً سخية على مساهميها حتى في ظل الأزمة المالية خاصة وان الشركات لا تقع تحت نشاط واحد، فتجدها في الاستثمار، المال، الصناعة، الخدمات، الإنشاءات في المقدمة وتدر الأرباح وقد قابلت قياديين لشركات تابعة لمجموعة المرحوم وقد حاولت أن يكون على رأس القائمة ولكن لم يكتب لنا الله تحقيق ذلك. ويعود سبب رغبتي في مقابلته رحمة الله عليه ان البحث الذي نحن بصدد تسليمه يعتمد على انتقاء العبارات وتفسير لغة الجسد التي تعتبر غاية في الصعوبة ولكنها ممتعة للغاية وأنا حينما أتحدث كباحث فانني أركز اهتمامي على الجانب القيادي المبني على تاريخ ناجح مدعم بالنتائج المحققة ولا أظن أن هنالك شخصا عاقلا مدركا يختلف في هذا الجانب الذي أبدع فيه المرحوم.
إنها دورة الحياة، وندعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، ونتمنى أن تستمر قصة النجاح فنحن بحاجة إلى رمز جديد يحمل الإبداعات من حيث انتهى معها مشوار رجل الأعمال (أبا مرزوق) وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]