الكويت شيّعت فقيدها في مأتم تحوّل إلى شهادات حية عن المآثر والقيم والعطاء
ناصر الخرافي... وداعاً
1 يناير 1970
12:37 م
| كتب محمد صباح وفهد المياح |
عزيزا عاش...كريما رحل. ناصر الخرافي الشاهد الحي على حياة الأعزة ومصارع الكرام.
الكويت كانت أمس على موعد مع تشييع أحد أبنائها المغفور له باذن الله تعالى المرحوم ناصر محمد الخرافي. فتحول المأتم الى شهادات حية معبرة عن حياة الفقيد الاقتصادية والانسانية والخيرية. وصدق من قال «ما أضعف الحياة أمام الموت وما أضعف الموت أمام الحكمة»... حكمة الرجال.
وتقدم المشيعين سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وعدد من الشيوخ والوزراء والنواب والفعاليات الاقتصادية، فضلاً عن عدد كبير من أهل الكويت الذين عايشوا وعاصروا الفقيد رجلاً محباً ومخلصاً لأهله ووطنه مدافعاً عن قضاياه وعنصراً مهماً في تطوير الاقتصادين المحلي والعربي.
وقال الشيخ مشعل الأحمد ان الفقيد كان له دور كبير في الشأن المحلي والخارجي، وعمل طوال حياته للإسهام في التنمية، سائلاً المولى العلي القدير أن يعين الجميع على تحمل هذا الحدث وان يسبغ على أهله وأسرته نعمة الصبر وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
من جانبه، قال الشيخ محمد المبارك «قدر الله وما شاء فعل»، ولا يسعنا في هذه اللحظة إلا أن نتضرع الى المولى عز وجل أن يسكن الفقيد فسيح جناته، مؤكداً بأن الفقيد كانت له مواقف عظيمة في المجال السياسي والاقتصادي وكذلك دور مهم في تقريب وجهات النظر بين الشعوب والعمل على نهضة الأمة.
وقال الدكتور صعفق الركيبي ان الفقيد كان له دور كبير على المستويين المحلي والعربي في مجال التنمية الاقتصادية، لافتاً الى ان اسهاماته المختلفة وأياديه البيضاء كانت في مختلف المجالات لخلق وتوفير فرص العمل لشرائح كبيرة في المجتمع جعلت الكثير من الدول تستقبله كاستقبالها لرؤوساء الوزراء.
أما وزير التجارة السابق عبدالوهاب الوزان فأكد دور الفقيد في تطوير الاقتصاد العربي الى جانب سعيه الدؤوب في ترسيخ الوحدة الوطنية، لافتاً الى ان حسه القومي واهتمامه في الشأن العربي والاسلامي دفعه دائماً الى العمل على التوفيق بين وجهات النظر المختلفة الى جانب دوره الكبير في تطوير الاقتصاد العربي.
من جهته، قال الأمين العام للتحالف الاسلامي الوطني الشيخ حسين المعتوق ان الفقيد كان رمزاً للوحدة الوطنية والإنسانية وداعماً للجهاد والمقاومة، مؤكداً بأن الأمة فقدت رجلاً كبيراً برحيل ناصر الخرافي.
من جهته، قال وزير التجارة أحمد الهارون ان للفقيد اسهامات عديدة ومختلفة يصعب حصرها في مجال تنمية الشعوب العربية وتطوير اقتصاداتها، مؤكداً بأن ذكراه ستبقى خالدة في نفوس من عاصروه ومن شهدوا مواقفه الوطنية والقومية.وأكد الفنان حسين عبدالرضا بأن الكويت ومنطقة الخليج ككل فقدت رجلاً، من عظماء رجال الاقتصاد خاصة في دول مجلس التعاون، مشيراً الى ان المرحوم كانت له مواقف كثيرة رجولية وانسانية ووطنية، ولا يسعنا الا ان نقول له رحمك الله يا أبا مرزوق.
وبدوره عزى النائب عدنان المطوع عائلة الخرافي، وجميع أهل الكويت والأمة العربية في فقيدها الغالي، لافتا الى ان هذا الرجل كانت له مواقف كبيرة واعطى الكثير من نفسه لبلده الكويت، كذلك الامة العربية.
واضاف ان لهذا الرجل ايضا مواقف مشرفة وله كلمة، خصوصا للوحدة الوطنية وكان خير مثال لاهل الكويت، يقتدي به الجميع.
النائب مسلم البراك أكد بان حضورنا لتقديم احر التعازي، لاسرة المرحوم ناصر الخرافي الذي نسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولأسرته ولابنائه حسن العزاء.
واشار الى ان اي فكرة او مشروع اقتصادي ينعكس على هذا البلد كان في ذهن ناصر الخرافي كفرد، او ما يتعلق بالمؤسسات التي ترعرع ووضع جهده الكبير فيها كان لها انعكاس على هذا البلد، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة.
وبدوره قال الشيخ احمد النواف الاحمد الصباح اننا فقدنا رجلا ترك له بصمة كبيرة وواضحة في نهضة الاقتصاد في الكويت، مشيرا الى ان الفقيد هو «ابو الكويت وابو الجميع وابونا في الوقت نفسه»، وبلاشك فان فقدانه سيكون له الاثر في نفوسنا ونفوس جميع الكويتيين.
من جانبه، قال مختار منطقة النهضة حمود عيادة السليماني ان «العالم فقد احد رجالات الاقتصاد المخصلين والكويت واهلها فجعوا بهذا المصاب الجلل حيث قدم الفقيد انجازات اقتصادية كبيرة للكويت ورفع اسمها عاليا في المحافل الدولية».
وافاد السليماني ان الفقيد قدم العديد من العطاءات للوطن ونسأل الله عزوجل انا يسكنه فسيح جناته وان يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وبدوره قال رئيس الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية المهندس جاسم البدر ان العالم اجمع فقد احد رجالات الاقتصاد المخلصين، مشيرا الى ان فقدانه فاجعة كبيرة اثرت في نفوس جميع الكويتيين، حيث قدم الفقيد انجازات اقتصادية للكويت والخليج والوطن العربي ككل، ورفع اسمها عاليا في المحافل الدولية، وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان اعزي الجميع لفقدان ناصر الخرافي.
وبدوره، عزى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان اسرة الفقيد سائلاً المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله الصبر والسلوان.
وقال الروضان ان وفاة الفقيد كانت بالنسبة لي خبراً مفجعاً جداً ولكنه هذه سنة الحياة والكل يسير على هذا الطريق، مضيفاً ان ناصر الخرافي كانت له مواقف عظيمة لخدمة هذا البلد المعطاء.
أما النائب حسين الحريتي فقال ان الفقيد ناصر الخرافي كانت له بصمة واضحة وصاحب ايادٍ بيضاء ليس على المستوى الاقتصادي فقط وانما على المستوى الدولي والاقليمي والخليجي، مشيراً الى ان الكثير من الاستثمارات التي لعبت دوراً مهماً في المنطقة العربية كان وراءها الفقيد الخرافي.
واضاف ان الفقيد الخرافي يعد رجلاً من رجالات الدولة الذين اخلصوا لهذا البلد نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله الصبر والسلوان.
اما النائب حسين مزيد فاعتبر ان الفقيد هو رمز من رموز البلد وله اياد بيضاء في عمل الخير كذلك فتح فرص عمل كثيرة للشباب الكويتي ولايسعنا الا الدعاء ان يسكنه الله فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
وأكد النائب سعد الخنفور بأن الكويت فقدت احد رجالاتها المخلصين ورجلا تشهد له افعاله ويشهد له التاريخ في العمل الانساني والعمل الاقتصادي من اجل صالح الامة العربية والاسلامية، حيث انه كان يمد يد الخير والعون للفقراء والمحتاجين، نسأل الله ان يجعل كل اعماله الخيرية في ميزان حسناته ونسأل الله الصبر والسلوان لاسرة الخرافي الكرام.
النائب شعيب المويزري قدم احر التعازي لاسرة الخرافي والى الشعبين الكويتي والعربي متضرعاً الى الله ان يسكن الفقيد في جنات الخلد.
السفير المصري لدى الكويت طاهر فرحات قال ان الفقيد ناصر الخرافي يعتبر عموداً من اعمدة الاقتصاد العربي، واسهم بجهود مشكورة في اعمال الخير وكان خير مثال لكل رجل اعمال عربي في توحيد اللحمة العربية الاقتصادية.
واضاف فرحات ان الفقيد ناصر الخرافي كانت له مكانة كبيرة في قلوب جميع المصريين والعكس ايضاً مصر كانت لها مكانة عظيمة في قلب ناصر الخرافي نسأل الله العلي القدير له الرحمة والمغفرة.
ومن جانبه، أكد وزير الدولة لشوون مجلس الوزراء وزير المواصلات الدكتور محمد البصيري ان الكويت اليوم تشيع احد ابنائها البررة، مشيراً الى ان العم ناصر الخرافي هو احدى الركائز الاساسية في الاقتصاد الكويتي بل تعدى ذلك الى ان وصل الى العالم العربي والاسلامي، وان فقدانه هو خسارة للجميع وبهذه المناسبة الحزينة نعزي سعادة رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي واسرة آل الخرافي الكرام بفقدان احد ابناء هذه الاسرة الكريمة.
الخرافي والوفد البرلماني يقطعون
زيارة إلى بنما للمشاركة في التشييع
وصل رئيس مجلس الامة جاسم محمد الخرافي والوفد البرلماني المرافق له الى البلاد امس قاطعا مهمته الرسمية في بنما لحضور التشييع.
وكان في استقبال الخرافي لدى وصوله سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ أحمد الفهد الصباح ووزير المواصلات الدكتور محمد البصيري ورئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم ومدير مكتب سمو أمير البلاد أحمد فهد الفهد وعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين في البلاد.
وضم الوفد البرلماني المرافق للخرافي الذي كان يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في بنما وكيل الشعبة البرلمانية العضو مرزوق الغانم وأمين سر الشعبة العضو الدكتورة أسيل العوضي وأمين الصندوق العضو صالح عاشور والنواب شعيب المويزري والدكتور علي العمير وغانم الميع والدكتورة رولا دشتي والأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري.
... لا عَدِم المشيِّع المشيَّع
كتب فرحان الفحيمان
لم ينعطف مشيِّع على مشيَّع كما رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لحظة ووري شقيقه ناصر الثرى، وكأن دموعه التي غالبته أمس في مراسم العزاء تخط سيرة ذاتية لرجلين اقتسما رحلة كفاح طويل.
وحَمِلَ الخرافي الذي قطعت طائرته بحارا ووديانا حتى حطت في أرض الوطن نعاس ليلة كاملة، إذ لم يطبق له جفن منذ تلقيه الخبر الفاجعة، حيث أبقى على صورة أخيه في عينيه، فهو يراها أحلى من الغمض.
والتصقت روح الخرافي التي أوهنها الحزن بجناحي طائرة المنايا التي حملت نعش الراحل من أرض الكنانة التي عشقها شابا يافعا، واحتضنته جسدا مسجى.
وكادت دموع المعزين أن تبلل القبر، إذ تدافع المئات يدفعهم فرط حبهم للراحل نحو القبر، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على رجل من بعض بحره جود طرد فقر موظفين، أرهقتهم لقمة العيش.
وشهدت مقبرة الصليبخات أمس أفواجا بشرية، تقاطرت من كل حدب وصوب، تلهج بدعاء المغفرة، وترسم صورا تخص كل معزٍ، سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد كان في مقدم طابور المعزين، فعلى قدر الراحل يأتي المعزون، نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد كان من ضمن الحضور، سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد كان في وداع رجل الاقتصاد ناصر الخرافي، وأيضاً شارك في العزاء نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، والناطق باسم الحكومة وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور محمد البصيري، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان، وعدد من نواب مجلس الأمة يتقدمهم أحمد السعدون ونائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي وعدنان عبدالصمد وحسين الحريتي والدكتور علي العمير وشعيب المويزري وسعد الخنفور وخلف دميثير وناجي العبدالهادي وعبدالرحمن العنجري.
وفي طابور العزاء وقف النائب مرزوق الغانم، وصوت الحزن يتفجر في قرارة نفسه المثقلة بالهموم، فهمه الأول كان خبر رحيل خاله ناصر الخرافي، والهم الثاني والأكثر مرارة مواساة خاله جاسم الذي كان يرافقه في وفد برلماني شارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في بنما، الغانم مؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن للموت هيبة، ولحظات حزن لا بد لها أن ترتسم.
طالباني معزّياً: أحد أنشط المساهمين
في نهضة الاقتصاد
(كونا) اعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن حزنه الشديد لرحيل المغفور له ناصر الخرافي.
وقال طالباني في برقية تعزية الى رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي انه تلقى بأسى بالغ وحزن عميق نبأ وفاة المغفور له باذن الله ناصر الخرافي.
ورأى طالباني ان الفقيد كان «احد انشط المساهمين في نهضة الاقتصاد في دولة الكويت الشقيقة والمشاركين في توسيع وتطوير الروابط الاقتصادية العربية والاقليمية والدولية».
واعرب طالباني عن خالص مشاعر العزاء لسائر افراد عائلة الخرافي ولجميع الاشقاء الكويتيين.
الحكومة المصرية «نعته»:
ليلهم الله أهله الصبر
القاهرة ـ «الراي»
أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف عن بالغ الحزن والأسى فور تلقيه نبأ وفاة رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي الذي وافته المنيه فجر الأحد بالقاهرة إثر إصابته بأزمة قلبية في مستشفى السلام الدولي.
شرف توجه ـ في بيان رسمي ـ إلى الفقيد بالدعاء، سائلاً الله أن يتغمده بالرحمة والرضوان وأن يلهم أهله وعشيرته الصبر والسلوان.
البورصة المصرية
تقف دقيقة حداد
كونا - وقفت البورصة المصرية امس دقيقة حدادا قبيل بدء التداول لوفاة ناصر الخرافي تقديرا لاسهاماته في الاقتصاد المصري.
وقال مدير البورصة محمد عبد السلام في كلمة رثاء هنا ان الاوساط الاقتصادية في مصر تلقت نبأ وفاة الخرافي بصدمة كبيرة، مشيرا الى الدور البارز الذي تحتله شركاته ومؤسساته في مصر على مدار عقود عديدة.
واعتبر عبد السلام ان الخرافي «شخصية كبيرة» ليست على مستوى مصر والكويت فقط بل على المستوى العربي بشكل عام.
واضاف ان حب رجل الاعمال الكويتي الفقيد لمصر جعلها في أولى اهتماماته لتحتل المرتبة الاولى في استثماراته خارج الكويت والتي تقدر بمليارات الدولارات، معربا عن أمله أن تستكمل مؤسسات الخرافي في مصر مسيرتها الناحجة وتوسعاتها واستراتيجيتها التي أرساها قبل وفاته.
ولفت عبدالسلام في الوقت نفسه الى ارتباط أنشطة شركات الخرافي الذي وافته المنية أمس بالقاهرة بغالبية فئات الشعب المصري موضحا أن استثمارات مجموعة الخرافي ساهمت في تقوية الاقتصاد المصري على مدار السنوات الماضية.
وأشار الى تنوع استثمارات مجموعة الخرافي بين الصناعات الاستراتيجية والبترولية والغذائية وكافة القطاعات الاقتصادية الاخرى مؤكدا أن جميع شركات المجموعة في مصر تتسم بقوة الملاءة المالية والاداء القوي.
عنوان الخير والعطاء
بقلم: مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح
فقد العالم العربي واحداً من أبناء الكويت المخلصين لوطنهم وعروبتهم هو ناصر محمد عبدالمحسن الخرافي، الذي وافته المنية بالقاهرة بعد رحلة حافلة بالعطاء والانجازات الاقتصادية في الكويت وفي كثير من العواصم والمدن والقرى العربية.
لقد رحل ناصر الخرافي بعد أن قدم الكثير من الأعمال والمشروعات العملاقة التي تظل شاهدا في أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج على حب أبناء الكويت واخلاصهم لعروبتهم ودعمهم ومساندتهم لأشقائهم العرب.
كان المرحوم ناصر الخرافي أسكنه الله فسيح جناته صادقا مع نفسه ومع الآخرين لم تهزه الثروات ولم يؤثر فيه بريق المال فحافظ على تواضعه وقربه من الناس فملك رصيدا كبيرا من حبهم.
ولعل قربه من الناس يظهر جليا في تلمسه لمشاكل المواطن العربي في كل مكان، فحرص على أن يساهم بثرواته وأمواله في اقامة المشروعات التنموية في الدول العربية التي تستفيد منها الشعوب وتلبي احتياجاتهم.
جمع المغفور له بإذن الله تعالى ناصر الخرافي بين التواضع وعزة النفس وزاوج بين حب الناس والاقتراب منهم وكان عمل الخير أقرب الأعمال إلى نفسه، وأحبها إلى قلبه لكنه لم يجاهر بما يعطي أو يفاخر بما يقدم. وكما عمل المرحوم دائماً في صمت وحقق النجاح تلو النجاح في صمت فقد رحل أيضاً في صمت، تاركا وراءه رصيدا كبيرا من حب الناس وتاريخا حافلا بالعطاء والإنجازات والنجاحات.
رحم الله ناصر الخرافي فقد كان دائماً عنوانا للخير والعطاء.
ونحن إزاء فقدان واحد من رجالات الكويت الذين رفعوا اسمها في الداخل والخارج، وحقق لسمعتها مكانا طيبا في العالم لا نملك إلا أن نقول «إنا لله وإنا إليه راجعون».
شهيد... الكرامة ناصر (الدين) الخرافي
بقلم: المحامي جليل الطباخ
لم تعجبني بعض كلمات الرثاء في حق هذا الشهيد لانها تركزت على مركزه الاقتصادي قبل مركزه أو موقفه الحر والشجاع والشامخ مما يحدث للأمة العربية والإسلامية.
وليس معنى الشهيد أن يقضي الإنسان نحبه في المعركة فقط! هذا طبعاً إذا كان يدافع عن الحق ولكن عندما يسخر الإنسان ماله وعمره في سبيل قضايا الأمة ووقوفه مع المقاومة الإسلامية والعربية سواء في فلسطين أو لبنان. فهذا الموقف له عند الله أكثر ثوابا وخيرا. وليس أدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين بأموالهم على المجاهدين بأنفسهم في كثير من الآيات القرآنية.
بسم الله الرحمن الرحيم «... فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً» صدق الله العظيم، (سورة النساء - 95).
من وقف من ذوي المراكز الاقتصادية ضد الكيان الصهيوني والامبريالية التي حطمت الأمة العربية والإسلامية ونهبت ثرواتها واستولت على مقدساتها... غير الشهيد ناصر الخرافي.
هذا الشهيد الحر لم يتوجس خيفة أو وهناً على أمواله ومركزه الاقتصادي كما نرى في الساحة ممن يعبدون أموالهم وأولادهم ويرتعشون حتى البوح بكلمة واحدة ضد الكيان الصهيوني أو أميركا أو قوى الشر في العالم.
هؤلاء الجبناء يقول عنهم الله في كتابه العزيز «قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسين» (التوبة - 24).
فهذا الشهيد ترك جانباً أمواله وحتى أولاده في سبيل الوقوف مع الحق ومع الله ومع المظلومين والمستضعفين وهذا الموقف نادرا نجده عند الأشخاص.
رحلت جسدا يا أبا مرزوق ولكن مبادئك ستظل في الوجدان وضمير كل إنسان حر وليس (منافق) للأبد.
لذلك سميتك (ناصرالدين) الخرافي.
> آخر العمود يجب على الحكومة تسمية أطول شارع بالكويت باسم الشهيد ناصر الخرافي بالإضافة إلى إطلاق اسمه على إحدى المؤسسات الاقتصادية كما أطالب الحركات السياسية بالكويت إقامة مجلس تأبين لهذه الشخصية.
فهد اللميع: العم ناصر الخرافي
دينمو الاقتصاد الكويتي والعربي
تقدم نائب رئيس مجلس الأمة السابق الوزير الأسبق فهد اللميع عن خالص التعازي والمواساة من آل الخرافي لوفاة فقيدهم الغالي العم ناصر الخرافي، مؤكدا ان الكويت خسرت واحدا من رجالاتها المخلصين الذين لهم باع طويل في العمل الاقتصادي والمساهمة في كل ما من شأنه رفع اسم الكويت عاليا، فهو دينمو الاقتصاد الكويتي والعربي، الذي نذر نفسه لخدمة بلده والعالمين العربي والاسلامي في جميع القضايا المعاصرة.
وقال اللميع «لقد كان المغفور له بإذن الله تعالى العم ناصر الخرافي أحد أبرز رجال الاقتصاد في البلاد وساهم بشكل فاعل في الكثير من المشاريع التنموية والعمرانية في البلاد من خلال مشاركته وتأسيسه للعديد من الشركات التي ساهمت في تطوير الوضع في الكويت»، مبينا ان الفقيد كان أحد أبرز رموز الاقتصاد في البلاد، وهو الداعم الأكبر للاستثمارات الكويتية في الدول العربية على وجه الخصوص وفي العالم بشكل عام.
وأضاف اللميع «وفي هذا المصاب الذي آلمنا فراقه لا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ولأهله الصبر والسلوان»، متأملا أن يصبر أهله ومحبوه على فراقه... إنا لله وإنا إليه راجعون.
الدويهيس: له بصمات واضحة وراسخة
في مسيرة تطور الكويت وازدهارها
قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الدكتور حسين الدويهيس إنه وبقلوب مؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره تلقينا نبأ وفاة الأخ ناصر الخرافي الذي ودعت الكويت بوفاته واحدا من خيرة الرجال وأكثرهم عطاء لوطنه ولأهله في مختلف المجالات.
وأضاف إن فقيد الكويت الكبير المرحوم ناصر محمد الخرافي قد كانت له بصمات واضحة وراسخة في مسيرة تطور الكويت وازدهارها توزعت على كافة مجالات العمل الاقتصادي والتنموي والاجتماعي في المجتمع، فلقد كان ناصرا حقيقا للحق ومؤيداً جريئا للحقوق والقضايا العربية انطلاقاً من الدم العربي الذي يجري في عروقه، ولقد استطاع تأسيس إمبراطورية اقتصادية أكمل بها بمسيرة والده المغفور له محمد عبدالمحسن الخرافي الذي أطلق العديد من المشروعات الاقتصادية.
لقد فقدت الكويت أحد أعمدة الاقتصاد الكويتي لأن المغفور له كان من الخيرين والمتميزين من أبناء الكويت الذين لهم الدور البارز في البناء والتنمية سواء في الكويت أو المنطقة العربية بأكملها فكان له العديد من المشاريع المتميزة التي تخدم البلدان العربية وتوفير فرص العمل لهم.
وتابع إن فقيدنا الراحل وأن رحل عنا في هذه الأيام فقد رحل عنا بجسده فقط، ولكن سيبقى معنا مدى الحياة في قلوبنا بفضل أعماله العظيمة وإنجازاته المتعددة في كل مكان.
وفي نهاية كلمتي أقول: مهما سطرنا من كلمات فلا نفي حق الفقيد الراحل ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عزوجل : (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وندعو المولى عزوجل أن يرحمه بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان فإلى جنة الخلد يا ناصر الخرافي، وعظم الله أجركم يا آل الخرافي، وعظم الله أجركم يا شعب الكويت.
تصوير
موسى عياش وأسعد عبدالله ونايف العقلة
< p>