| فواز الفايز |
يقال بأنك حين تنتهي، فإن هناك من سيرسمون لك بدايات جديدة ملونة وانه حين يطرق الموت بابك، سيهدونك ما تبقى من أيامهم... هم الأصدقاء الحقيقيون، العملة النادرة غير القابلة للتزييف.
كثيرون هم الأشخاص الذين يطلق عليهم مسمى الصديق، لكن قلة منهم يمنح شرف الصداقة الحقيقية، قد يكون من الصعب أحيانا اكتشاف حقيقة تلك الصداقات حتى لو مر عليها سنوات طوال، خصوصا ان لم تجرب أو تختبر، حتى لو ظهر لنا بعض التصرفات التي تثبت لنا أنانية صديقك، لكن حسن النوايا قد يغلبنا، فنحاول إنكار أنانية ذلك الصديق رقم الحقيقة المرة، فالبعض منهم قد يلجأ إليك فقط حين يصد عنه أصدقاؤه فيستخدمك فقط للتسلية والمرح أو لملء الفراق وسرعان ما يتخلى عنك إذا وجد أصدقاؤه غير المهتمين لأمره والمنخدع بصداقتهم.
ومع أول اختبار حقيقي بعد سنوات الصداقة، تسقط الاقنعة، فيكتفي المزيفون بالتفرج عليك أو اثارت المشكلة بدلا من حلها، ويمضون في حياتهم متجاهلين أمرك، أما الأصدقاء الحقيقيون فيتهافتون إليك بأرواحهم لينتشلوك مما أنت فيه، ولا يبخلون عليك بالتشجيع والمساندة، فيعينوك على الوقوف مرة أخرى.
الأصدقاء الحقيقيون لا تغيرهم الأيام أو إغراءات الحياة، مهما غبت عنهم لسنوات تجدهم إمامك حين تحتاجهم، ليعينونك على العمل الصالح ويفيدوك بعلمهم وأدبهم ويؤثروك على أنفسهم، فمكانتك محفوظة في قلوبهم حتى لو لم ترك أعينهم.
وبعد انتهاء أول اختبار حقيقي للصداقة يبقى علينا ترتيب أوراقنا لإعطاء كل ذي حق حقه من الأصدقاء، فالمزيفون منهم لا يستحقون العطاء أو حتى الخوف عليهم أو التفكير بهم، فأنانيتهم تحتاج إلى أنانية تقابلها بالمثل أو أكثر، وأما الحقيقيون فسيبقون كالنجوم في السماء قد لا نراها دائما لكننا نعلم بوجودها.
بين تلك الحقيقة والزيف لا أجد أجمل ولا أفضل مما قاله الشافعي في أبياته عن الصداقة.
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
[email protected]