سأبدأ مقالي بسؤال للجمهور عامة ولقرائي خاصة، هل يعيب شخصي أو ينتقص من قدري وذاتي عندما يكلفني قائدي بانجاز مهمة ولم يحالفني الحظ في انجازها بنجاح؟ نعم كلفني قائدي بانجاز مهمة عظيمة وحملني أمانة جسيمة، بأن رأسني على مجموعة مؤسسات لتنميتها وتطويرها وتقدمها للأفضل حتى ينتفع وينعم جميع الأفراد المساهمين بهذه المؤسسات برفاهية ورغد ورخاء عيش، وبكوني الرئيس كلفت أعضاء مجالس إدارات مختلفة ومتنوعة بالمهام والوظائف والمبادرات لتحقيق الأهداف والارتقاء بالمؤسسة العظمى أي المؤسسة الأم، وحاولت وبذلت وجاهدت في تغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية لتتقدم المؤسسات وتصبح في مصاف مؤسسات العالم المتقدمة، إلا أنني لم أستطع! تبقى هناك عثرة وثغرة وفجوة تعيق تقدمي وانجازي للمهمة الموكلة إليّ، فغضب الأفراد المساهمون بجميع أطيافهم ومكوناتهم المجتمعية، فاضررنا لتقديم استقالة جماعية أنا وأعضاء مجالس الإدارات.
رشحني قائدي للمرة الثانية للمنصب نفسه وذلك لحسن حظي حتى أخوض تجربة أخرى وأتعلم وأعتبر من أخطائي السابقة وحتى لا أقع في الأخطاء نفسها ويبقى الحال كما هو عليه، لا تطور ولا ارتقاء ولا تقدم، وعليّ أن اختار وأرشح أعضاء مجالس إدارات للمؤسسات، فقمت بالمهمة وجددت لمن أرى فيه القوة والأمانة، واستبعدت لمن لا أجد فيه مميزات ومؤشرات القوة والأمانة، وأعني هنا بالقوة في اتخاذ القرار وقول الحق حتى لو على قائدي، والأمانة في القول والفعل، أي تكون للأعضاء رقابة ذاتية وخشية ومخافة من الله في أداء مهامهم قبل أن أكون أنا الرقيب عليهم، وبذلت وسخرت كل إمكاناتي وطاقاتي البشرية والمادية والمعنوية وذللت كل ما لديّ من علم وخبرة وتجارب علمية وحياتية، وفعّلت كل سلطاتي لأقود العمل راجية النجاح والتقدم والارتقاء، وللأسف الشديد فشلت في المرة الثانية ولم أستطع أن أنمي أو أطور أو أحرك أو أغير أو أعمر أو أجد حلولاً جذرية للمشكلات التي تواجهنا وتعيق المضي في العمل، حتى نمضي إلى الأمام ونتقدم ونترك وراءنا كل مخلفات التراجع والانهزام والانحدار، بالإضافة قد أكون اكتسبت وتعلمت خبرة جديدة وإضافة فريدة تزيد من رصيد معلوماتي وخبراتي التي استقيتها من معايشة الواقع والتجارب التي خضتها في حياتي ومن العلوم الحياتية والشرعية والمهاراتية التي تلقيتها داخل وخارج البلاد على أيدي أساتذة أفاضل أكاديميين مخضرمين، إلا أنني لم أستطع أن أتقدم خطوة واحدة لأطور وأنمي وأغير، بل زاد الحال تدهوراً وانتشر الفساد الإداري والمالي، وجاءتنا ضغوط من الأفراد المساهمين بهذه المؤسسة العظمى التي خدمت أبناءها وغيرهم من الوافدين والمقيمين، فاضطررنا للاستقالة أنا وأعضائي، وجاءني تكليف ثالث ورابع إلى أن وصل إلى الخامس من قائدي، وفي كل مرة لا اتعظ وأكرر الأخطاء ذاتها التي تعيق وتعرقل سير عجلة التنمية والارتقاء، بمعنى شفاف وواضح فشلت فشلاً ذريعاً لا يحسد عليه أحد، إلى أن كلفني قائدي للمرة السادسة بالمهمة نفسها وبالطبع لا أجد في نفسي الجدارة والقدرة على التطوير والتنمية والارتقاء والرقي بالمؤسسات، ولكن يصعب عليّ الاعتراف بذلك.
حان وقت الحسم، هل اعتذر عن قبول المهمة الموكلة إليّ، وإن اعتذرت هل هذا طعن في شخصي وذاتي وانتقاص لقدري، وهل هذا اعتراف مني بأنني رئيس فاشل ولا أستطيع القيام بالمهمة والمأمورية التي أمرني بها قائدي مع احترامي وتقديري الشديد لقائدي؟ لا أعلم! ولكن ما أعلمه وبالطبع نتفق عليه ان الله سبحانه وتعالى منحنا قدرات وإمكانات تتفاوت من شخص إلى آخر. إذاً لماذا لا اعترف بفشلي وأترك المهمة لغيري، واعتذر من قائدي بل وأرشح من هو أكفأ مني، من يستطيع على المضي والتقدم من دون تراجع وخذلان، ما رأيك عزيزي القارئ!
منى فهد العبدالرزاق الوهيب
[email protected]