سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «عزيزة يا بلادي»

1 يناير 1970 07:09 ص

الوطن كلمة تبعث على الأمل وتثير في النفس الاطمئنان إلى الحب والركون إلى الاستقرار، لانه هو الذي يمد المرء بالدفء الوجداني ويمده بالاصالة، ونحن في هذا اليوم الخالد عيد الكويت السابع والاربعين ماذا نستذكر؟ وبماذا نشعر اذا سألت عن شعور الكويتيين، فانه شعور واحد بان وطنهم باق وشامخ بين الامم بأصالته وهويته ووجوده.

وإذا اردت ان تعرف ماذا يستذكر الكويتيون؟ نعم يستذكرون الخير العميم والنعمة الواسعة التي حباها الله تعالى لهم، وهم في اوساط أمهم الكويت التي يجب عليهم ان يرعوها ويتكاتفوا من اجلها، بل ويكونون وحدة واحدة في سبيل الحفاظ على كل  ذرة من ذرات ترابها وكأنهم قول القائل:

«تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسرت آحادا».

وماذا نستذكر ايضا في هذا اليوم الخالد؟ اننا نتذكر ذكرى مريرة على النفوس، بل تدمي القلوب، فيها سالت الدماء من نحور الشهداء، وسالت الدموع من مآقي عيون الآباء والأمهات وتدفقت الدماء الغالية من قلوب الثكالى والأيامى واليتامى على ابنائهم وازواجهم وآبائهم وفلذات اكبادهم، تلك الدماء التي روت الارض العزيزة فأنبتت ازهارا يانعات تلوح بأيد ناصعة البياض، مكتوب عليها «عزيزة يا بلادي»، وتنبض بقلب واحد «عزيزة يا بلادي» وتنشد بصوت واحد «عزيزة يا بلادي».

نحن اليوم في الذكرى السابعة عشرة لتحرير كويتنا العزيزة من براثن العدو الصدامي وجحافل الغزاة نقول لتلك الجحافل الظالمة انظروا إلى سحابات الخير، وهي تمطر على ربوع وطني وتنشد «عزيزة يا بلادي»، نعم عزيزة يا بلادي ونحن في الذكرى الثانية لتولي حضرة صاحب السمو الامير المفدى لمقاليد الحكم والجميع ينشدون من حول سموه بصوت واحد «عزيزة يا بلادي» نعم:

كويت الكويتيين سوف ترونها

وقد فتحت افاقها للسنى مسرا

لقد صهرتها النار حتى توقدت

ومن تحت اكوام اللظا نهضت صقرا

سيخرج من تحت الرماد محلقا

لآفاق آت نحن في سره ادرا

لنصر بلادي جاءني طائر البشرى

فجدد شوقي للغنى مرة اخرى

رحم الله اديب الكويت الدكتور عبدالله العتيبي، وعشت يا كويت عزيزة لانك كنت عزيزة ومازالت عزيزة وستبقين عزيزة يا بلادي.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي