مستشفى العرف يقود حملة لإنقاذ الشباب: «بطل من ورق» من يستخدم الهرمونات والمنشّطات

يقود مستشفى العرف حملة توعوية لانقاذ الشباب من الهرمونات والمنشطات المستخدمة في بناء العضلات في اطار تعاونه مع الهيئة العامة للشباب والرياضة في هذا المجال، لاسيما ان من 50 إلى 80 في المئة من لاعبي كمال الأجسام ورافعي الأثقال يستخدمون هذه العقاقير، رغم الآثار الجانبية الخطيرة لهذه العقاقير التي تفوق مميزاتها، رغم المحاولات العديدة من البعض لتبرير خيبة الأمل في تأثيراتها في بناء العضلات.

ويؤكد الدكتور هشام فؤاد استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكر بمستشفى العـــــــرف ان هرمون النمو عديم المنفعة في الأشخاص الذين لا يعانون من نقص في افرازه الداخلي، مشددا على ان تحقيق البناء العضلي الصحيح للأجسام يتأتى فقط باتباع الطرق والمبادئ العلمية السليمة في التدريب.

وقال الدكتور فؤاد: شاع في وطننا العربي وعالمياً، وخاصة في مجال لعبة كمال الأجسام، استخدام العقاقير المنشطة وخاصة الهرمونية ومستحثات الجهاز العصبي من أجل الحصول على العضلات المفتولة، معربا عن اسفه من اعطاء هذه الأدوية دون مراقبة طبية ما يؤدي الى حدوث مضاعفات لا تحمد عقباها.

وحذر من الانخداع في مميزات هذه العقاقير المنشطة خاصة بعد ملاحظة الشاب الزيادة في قوته وطاقته وقدرة تحمله وحجم عضلاته ويغفل العواقب الوخيمة التي تنتج عن استخدام تلك العقاقير.

وقال الدكتور فؤاد اننا جميعا نرى الأبطال على مسرح البطولة في جسم عضلي قوي ولكننا لا نعرف ما الذي يعاني منه هذا البطل؟

وفي ما يلي عرض لهذه المواد وبيان تأثيراتها مع الدكتور فؤاد:



• ما الهرمونات؟

- الهرمونات عبارة عن مواد كيماوية تفرز بواسطة الغدد الصماء وتصب في مجرى الدم مباشرة، دون الاستعانة بقنوات، لتصل الى الأعضاء والأنسجة المستهدفة.

ومهمة الهرمونات هي تنظيم النشاطات الداخلية في الجسم، مثل النمو والتغذية وتخزين المواد الغذائية واستعمالها وعمليات التناسل، فاذا أفرزت الغدد المزيد أو القليل من الهرمونات فان مظهر الشخص يمكن أن يكون غير طبيعي.

• وما البروتينات والهرمونات المستعملة لكمال الأجسام؟

- تنقسم المواد التي تستعمل لبناء وكمال الأجسام الى:

1 - بروتينات وبيبتيدات: وهي أنواع من الأحماض الأمينية.

2 - المنشطات (أمين): ثيروكسين ابنيفيرين (الأدرنالين والنورأدرنالين).

3 - الستيرويدات: أستيروجين كورتيزول - تستيستيرون - ديكاديورابولين - بريموبولان ديبو- سوستانون - أندريول - أوكساندرين - ديانابول - الميسترولون - هالوتستين- ناندرولون - وينسترول.

4 - هرمون النمو.

• ألا تسلط الضوء اكثر على هذه الهرمونات؟

- البروتينات والبيبتيدات تتألف من ثلاثة أنواع: الأحماض الأمينية، الكرياتين واليوريا. هذه المواد موجودة بشكل طبيعي في العضلات الهيكلية، القلب، الدماغ، الخصى، وأنسجة أخرى في الجسم، ويصنع الكرياتين أساسا في الكلى والكبد والبنكرياس. يمكن الحصول عليها من الغذاء، كاللحم والسمك، أو عن طريق التزود به مباشرة كمكمل غذائي.

الأعراض الجانبية: لا تعتبر آمنة للاستعمال لفترة طويلة لأن أي خلل في نظامها وكميتها يؤدي الى مضاعفات، كالتأثير على وظائف الكلى.

والستيرويدات الأندروجينية البانية لها تأثيرات مختلفة ولكن التأثير الأكثر بروزا هو على التمييز الجنسي الذكري واحداث الخصائص الجنسية الثانوية وتتضمن نمو وتطور البروستات والحويصل المنوي والقضيب والصفن وشعر اللحية والعانة والصدر والابط وتسمك الحبال الصوتية وتضخم الحنجرة.

• هل هناك استخدام غير شرعي للستيرويدات الأندروجينية البانية؟

الاستخدام غير الشرعي أو غير الطبي يتم لتحسين الأداء الرياضي أو المظهر الجسدي باعتقاد أن هذه الأدوية تحسن استجابة الجسم للتمارين الرياضية خاصة زيادة الوزن. حوالي 50-80 في المئة من لاعبي كمال الأجسام ورافعي الأثقال يستخدمون هذه العقاقير.

• اذا ماذا عن الآثار الجانبية؟

بالنسبة للجلد فحب الشباب من أكثر الآثار الجانبية حدوثاً، وعلى الرغم من أن ظهوره يكون بسيطاً عند البعض، الا انه يكون ظاهراً لدى البعض الآخر بشكل مقزز يثير الاشمئزاز، قد تصل الى ظهور جروح أو دمامل على الجلد، وهناك تشققات (علامات) الجلد شائعة الحدوث، تظهر على شكل علامات تميل الى الاحمرار أو اللون الوردي ويتغير لونها بعد ذلك لتبقى مقاربة للون الجلد وتحدث من تمدد الجلد نتيجة الزيادة السريعة للجسم الناتجة من تناول المنشطات. اضافة الى زيادة سمك الجلد شائعة الحدوث، والسبب الرئيسي هو زيادة الاستروجين، وتعتبر تلك المشكلة من العوامل المساعدة على ظهور تشققات الجلد.

• سمعنا ان هناك آثارا نفسية لهذه المواد؟

نعم تظهر العدوانية وهي تغير سلوك الفرد ليصبح أكثر حدة ويجعله يثور من أقل المناقشات لان استخدام تلك المنشطات يسبب زيادة نسبة الهرمونات الذكرية، بالجسم فتجعل الشخص أكثر عدوانية سواء كان رجلا أو امرأة.

كما تظهر اعراض الاكتئاب وهو ببساطة تغير في كيمياء الدماغ بسبب هبوط مستوى التوستوستيرون الطبيعي وارتفاع معدلات هرمون الاستروجين، سواء كان أثناء فترة تناول المنشطات أو في نهاية تناولها أو بعدها، ما يؤدي الى تغير في مستوى بعض الهرمونات المسؤولة عن الحالة المزاجية، فيحدث الاكتئاب.. الذي يتفاوت في درجته وأعراضه.

• لكن تردد اصابة الجسم بأمراض قد تؤدي الى الوفاة بسبب هذه المواد؟

من اعراضها الدوخة وألم المعدة والصداع (الذي يمكن أن يحدث أيضا من زيادة ضغط الدم) والتورم الموضعي للعضلة المحقونة نتيجة الخطأ في طريقة حقن المنشطات، ما يسبب ألماً في هذه المنطقة. أيضا تناول المنشطات المزيفة (المضروبة) يمكن أن يعطي ردود أفعال للمستخدم، قد تصل الى الصدمات العصبية أو الجلطة أو ضيق التنفس الذي يمكن أن يسبب الوفاة.

• وهل هناك تأثير للمنشطات على جهاز مناعة الجسم؟

تؤثر المنشطات على مناعة الجسم سلبا وايجابا، فأثناء تناول المنشطات تزداد قوة وقدرة الجسم وتزداد درجة المناعة فتجعل اللاعب أكثر نشاطا وتفاديا للأمراض الشائعة مثل البرد والارهاق والانفلونزا وما شابه ذلك. وبعد انتهاء فترة تناول المنشطات ينعكس الأمر تماما حيث تتراجع قدرة الجسم وتقل مناعته ويصبح أكثر عرضة للاصابة بالأمراض.

• بعض متعاطي المنشطات عانوا من تساقط الشعر؟

يعاني البعض من الصلع، النموذج الذكري، وذلك نتيجة لزيادة معدلات الأندروجين، الناتجة من تناول المنشطات، وتحوله الى هرمون الدهيدروتستوستيرون وهو أكثر نشاطا وقوة من هرمون التوستوستيرون المعروف، فيؤثر سلبا على فروة الرأس ويحدث تساقطه.

• لكن سمعنا عن مخاطر اخرى للمنشطات مثل تضخم البروستاتا؟

تزيد المنشطات الأندروجينية من نمو ورم البروستاتا ومن أعراض هذا المرض أو الورم: ضعف وتقطع في سريان البول، كثرة التبول وخاصة أثناء الليل، سرعة القذف، وجود الدم أو الصديد مع المني أو البول، والشعور بألم في الظهر والأرداف.

• وبالنسبة للمشاكل الجنسية؟

الشراهة والعنف الجنسي ثم الضعف والعجز الجنسي حيث يؤدي الانقطاع عن استخدام المنشطات الأندروجينية الى هبوط مستويات الأندروجين (التيستوستيرون)، فيؤدي بدوره الى قلة الشهوة الجنسية لدى الرجل،أما عند الاناث فيحدث ضعف بالبويضات، زيادة الشعر، خشونة الصوت، وتضخم البظر.

• كثيرا ما يحذر الاطباء من أضرار المنشطات على الكبد؟

ان أكثر المنشطات ضررا على الكبد هي المنشطات التي يتم دمجها بمادة 17 ألفا ألكيلاتيد، وهذه المادة سامة جدا على الكبد وتتم اضافتها الى الهرمون الأصلي لكي يكون فعالاً عندما يستخدم عن طريق الفم. تعتبر المنشطات «الأنادرول - الميثيل تيستوستيرون - الهالوتستن الديانابول» من أكثر المنشطات خطورة على الكبد. قد تؤدي هذه المنشطات عند استخدامها بجرعات كبيرة ولفترات طويلة الى التهاب الكبد، كيسات الكبد النزفية، أورام الكبد الحميدة والخبيثة، ما يؤدي في النهاية الى الفشل الكبدي. وعن مشاركة الابر يبرز خطر التهاب الكبد الوبائي والايدز.

• لاعبو كمال الاجسام يقبلون على تعاطي هرمون النمو..نريد نبذة عنه؟

ان هرمون النمو محاط بهالة من الغموض، فالبعض يطلق عليه الهرمون العجيب، حيث ان العديد من لاعبي كمال الاجسام، ورافعي الأثقال، يؤكدون أن تناول الهرمون بجانب المنشطات الأخرى، يساعد على تقليص حجم الاصابات، عن طريق زيادة قوة اللاعب، وأن هذا الهرمون يسبب قوة عملاقة، ومكسباً عضلياً، في فترة قصيرة جداً.

• ماذا عن الآثار الجانبية لهذا الهرمون؟

- من الأعراض الجانبية أثناء الأسابيع الأولى من التناول هي حدوث صداع، وغثيان، وقيء، ومشاكل في الرؤية.

- من الآثار الجانبية الشائعة جدا: احتباس السوائل بالجسم بآثارها الجانبية السابق ذكرها، حدوث متلازمة النفق الرسغي التي تسبب ضعفاً وآلاماً في اليد، آلاماً بالمفاصل والعضلات، فقدان الاحساس في بعض مناطق الجلد، وتدهور مستوى السكر بالدم (يحدث في ثلث عدد المستعملين لهذا الهرمون).

- من الآثار الجانبية الأقل شيوعا: الثدي، التهاب البنكرياس، والتغير السلوكي للاعبين.

- بعض اللاعبين يعانون في الأصل من بعض التلفيات العصبية التي تنمو حول الأعصاب والتي لها أصل وراثي، وهي ليس لها أهمية طبية كبيرة.

- بعض اللاعبين يعانون في الأصل من بعض التشوهات البسيطة وغير الملحوظة مثل الانحناء الجانبى غير الملحوظ في العمود الفقري أو التحدب البسيط.

- يزيد هرمون النمو من حجم اللوزتين ولحمية الأنف.

- نظريا، يزيد استخدام هرمون النمو حجم الاورام الحميدة في المرضى المصابين بها، ويزيد من حجم وانتشار الاورام الخبيثة.

- أثبتت الدراسات الحديثة أن استخدام هرمون النمو مع الستيرويدات الأندروجينية البانية يسبب تضخم عضلات القلب المستعرضة ويزيد حجم البطين الأيسر.

- العملقة: تنتج عن زيادة هرمون النمو في الجسم قبل البلوغ (حيث مازالت صفائح النمو في العظام في عمل مستمر) ما يؤدي الى زيادة الطول، مصحوباً بقوة وصلابة، ثم بعد ذلك تؤدي الى الضعف والموت.

- الأكروميجالي: هو مرض ينتج من زيادة افراز هرمون النمو يؤدي الى نمو زائد في حجم الكف، والقدم، والفك السفلي، والأنف، وزيادة في حجم ووزن القلب والكلى واعتلالهما، كما انه يؤدي الى تجمع السوائل بالجسم بدرجة كبيرة ما يؤدي الى ارهاق القلب وتضخمه وقصوره، اعتلال الأوعية الدموية، تآكل المفاصل وتشوهها، تضخم سائر أعضاء الجسم، العقم والضعف الجنسي وزيادة كوليسترول الدم. كما انه يؤدي الى زيادة حدوث سرطان الثدي والقولون في الأشخاص المهيئين الى حدوث ذلك. كل هذا يسير يداً بيد مع القوة والصلابة، التي تنتهي أخيراً بالاجهاد، الضعف، مرض السكر، مشاكل القلب، وأخيراً الموت المبكر.

وبهذا السيناريو يكون استخدام هرمون النمو من الخطورة بمكان، لا يجعل عاقلا أو حكيما ينصح باستخدامه، خاصة كما أثبتت الغالبية العظمى من الأبحاث العلمية أن استخدامه عديم المنفعة في الأشخاص الذين لا يعانون في الأصل من نقص في افراز هذا الهرمون.