تركي العازمي / ... بيان الحكومة!

1 يناير 1970 06:31 ص
بيان استقالة الحكومة جاء فيه «في ضوء ما تشهده الساحة المحلية من مستجدات تمس الوحدة الوطنية والأمن الوطن»... والله أكبر عليك يا حكومة!

لقد قلنا مراراً وتكراراً أن أحداث التاريخ هي الفيصل منها نعلم من هو المجد ومن هو المغرد خارج السرب!

الحكومة المستقيلة شهدت: إرسال الطائرات العمودية وقوات مكافحة الشغب في الصباحية، وكسرت الدواوين، وهوجم البشر العزل في ديوانية الحربش، و«جرجروا» الشباب والشياب، وزادت ملاحظات ديوان المحاسبة وفضائح العقود، وتجاوزت قنوات شق الوحدة الوطنية حدود الحرية، واختتمت تقاعسها في قضية مقتل الميموني، وتعال رقع في مواقفها إزاء الأوضاع الأخيرة!

طيب... إذا كانت هذه «الانتكاسات» قد حصلت في عهد الحكومة المستقيلة فكيف لنا فهم بيان استقالتها!

لا نريد موظفين كبارا، نريد وزراء أصحاب قرار وإدارة سليمة للدولة فالأشخاص لا خلاف عليهم وإن كانت هناك بعض الملاحظات على بعض الوزراء في هذا الجانب... إنها تذكرني بالمثل القائل «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»!

بودي أن أسأل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية عن سبب عدم قيامه بإصلاح أوضاع الداخلية التي وعدنا بها. وبودي أن أسأل وزير الصحة عن عقد جامعة ماكجيل. وبودي أن أسأل النواب: من فيكم يجرؤ على كشف ذمته المالية، ومن منكم لديه معلومات عن فساد ولم يدل بها، وبودي أن أسأل الجميع: هل فهمتم الدرس، وهل للاستجوابات الثلاثة صلة في ما تشهده الساحة؟

الأسئلة كثر والخوض في بعض الأمور يضعنا في زاوية نبحث بعدها عن «واسطة» تخرجنا من تداعياتها ولهذا السبب تركناها للعقلاء لعلهم يفيقون من غفلتهم، فالأمر لم يعد محلياً وتجاوزت التداعيات حدود الدولة الجغرافية ولو من الجانب النفسي... و«ما هقوتي البعض يفهم»؟

أعتقد ان الأمور «صلعت» ولا حكومة سادسة ولا سابعة تفيد إن كانت الحكومة المقبلة ستعمل وفق منهجية مشابهة. إننا نريد حكومة غير، حكومة تدير دولة مؤسسات، بفكر قيادي سليم، وبقانون يحترم ويطبق على الكبير قبل الصغير!

إن الأمر بيد ولي الأمر سمو الأمير حفظه الله ورعاه وندعو المولى عز شأنه أن يحفظ البلاد والعباد من شوائب الأنفس وأن يرزقنا بحكومة تدير الدولة على نمط يجلب الأمن والأمان وتجنبنا حالة الاحتقان. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]