دوسلدورف... مدينة خضراء بوجه معماري ساحر

1 يناير 1970 06:02 ص
تمثل المانيا خريطة سياحية شاملة بما حباها الله من جمال وتنوع في الطبيعة وما تزخر به مدنها من مناظر طبيعية وجبال وانهار تضفي عليها جمالا اخاذا.

وتعد مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية (نوردراين فستفالن) احدى المحطات السياحية المهمة في المانيا، هذه المدينة التي تمتلك الكثير من الروائع لتقدمها إلى زائريها، لاسيما وأنها تعد مركزاً للفنون والثقافة والاستمتاع بالحياة، وليس من المستغرب أن تجذب المدينة، التي تقع على نهر الراين، الكثير من السياح الذين يبحثون عن الترفيه والعلاج معاً، فطبيعتها الخلابة التي تتميز بالخضرة الدائمة تمنح زوارها مزيداً من الراحة والاستجمام والمتعة، كما أن وجود الزائر في دوسلدورف لدافع صحي، لن يمنعه أيضاً من تمضية أمسية ممتعة في المدينة القديمة التي يطلق عليها (ألتشتادت) والمعروفة بكونها (أطول طاولة شراب وطعام في العالم)، أوالقيام بنزهة تسوق في الشارع الراقي (كونغي سآليه)، أو التوجه إلى (ميناء الإعلام) حيث المباني المعمارية المذهلة، أو زيارة أحد المتاحف الشهيرة في المدينة.

عاصمة للموضة

ونظرا لما تتمتع به من طابع حضري ونزعة ثقافية تنضم مدينة دوسلدروف الى صفوف المدن الألمانية الكبرى التي تتمتع بأجواء رحبة وفسيحة، وتعد هذه المدينة عاصمة للموضة وموطن أكبر معارض الموضة في جميع أنحاء العالم وإحدى عواصم التسوق الأكثر أناقة.

رقي التسوق

وقد بات التسوق في المدينة بمثابة تجربة مثيرة، بالاضافة الى شارع الملك كونغي سالي الذي يعد اجمل وأرقى شوارع التسوق في اوروبا وطوله نحو كيلو متر ويعد أغلى مسافة في اوروبا، ويعتبرهذا الشارع مثالاً للتسوق الراقي وأسلوب الحياة الحديث، ويطلق عليه أهل دوسلدورف تحبباً اسم (كو).

ويتميز (كو) بعرضه المثير للإعجاب، وبخندق (كو-غرابن) الذي تتدفق فيه مياه دوسلدورف، وأيضاً بصف الأشجار الذي يضم نحو 120 شجرة كستناء. ويمثل الجانب الغربي من الشارع مقراً للبنوك والفنادق، أما الجانب الشرقي فيحتوي على الأروقة التجارية الدولية والمحلية الكبيرة.

ويقف هذا البوليفارد الشهير اليوم ليعبر عن نمط الحياة البراق مع ما يحتويه من متاجر راقية ومراكز تسوق فخمة، حيث تبرز فيه بالدرجة الأولى الموضة. ولا عجب في ذلك، فدوسلدورف تعتبر موطناً لمعرض الموضة (IGEDO ) ولعدد لا يحصى من صالات عرض أبرز المصممين الدوليين.

وهناك أيضا شارع شادو شتراسه الذي يمثل إحدى جنات التسوق على الأرض، إضافة الى سيفينس سنتر الذي نال لقب أفضل مركز تسوق في العالم وتنتشر في محيط المنطقة الفنادق الصغيرة والمطاعم والكثير من البوتيكات الصغيرة والمتميزة.

وجولة على الأقدام في المدينة القديمة تتيح أيضا مشاهدة الكثير من التحف المعمارية والنصب التذكارية التاريخية وإمكانات جيدة للتسوق إضافة الى أماكن اخرى جاذبة وممتعة تسر الناظرين على امتداد ضفة نهر الراين القريب. وترتبط منطقة مرفأ ميدينهافن بالمدينة القديمة من خلال شارع الراين وهي تزداد شهرة وأهمية باستمرار من خلال الشوارع الفاخرة بمتاجرها الراقية، والعمارة المثيرة، في حين تجتذب المطاعم الحديثة أفواج السياح، ويمكن للزائر ان يجرب على ضفاف نهر الراين أطايب الطعام التقليدي في اجواء من الراحة والاطمئنان، وبالاضافة الى ذلك تتيح مدينة دوسلدروف تنوعا عالميا في مجال الموسيقى. تقع «حديقة السينما ألمانيا» بالقرب من صالة بوتروب كيرشهالة، وهي حديقة متميزة للمتعة وتمضية أوقات الفراغ، وتفتح هذه الحديقة من شهر ابريل حتى نوفمبر من كل عام، وموضوعها الرئيسي هو الفيلم.

وبالإضافة إلى الواحات الخضراء التي تتوسط المدينة مثل منتزه (راين بارك) وحديقة (هوف غارتن)، هناك نقاط جذب سياحي أخرى، نذكر منها: المنتزه الشمالي (نورد بارك) بحديقته اليابانية، وأطلال القصر الإمبراطوري (كايزر بفلاتس)، وكذلك قصر وحديقة (بينرات)، اللذان يمثلان بالفعل جوهرة ثقافية وسياحية.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه الطبيعة الخضراء رئة المدينة، فإن الهندسية المعمارية تعتبر الفن الذي يمنحها وجهها الحديث. فانطلاقاً من الساحة الثقافية (إيرنهوف) وبناء (دراي شايبن هاوس)، وصولاً إلى (ميناء الإعلام) (ميدين هافن)، تزخر دوسلدورف بتحف معمارية لبعض من أشهر المصممين المعماريين في عصرنا.

وعلى نهر الراين مباشرة، وخلف جسر (أُبركاسيلر بروكه) تقع (إنزمبله آم إيرنهوف)، حيث تم بناء مجمع للتوسعة في العام 1925-1926، ليحيط بقصر الفن «كونست بلاتس» الموجود منذ عام 1902. وبناءً على تصاميم من (فيلهلم كرايس) تم إنشاء مباني معارض أخرى ومبنى القبة الفلكية ومبنى مدرجات الراين (راين تيراسن)، أي أنه قد تم إنشاء مركز معارض للصحة والرعاية الاجتماعية والتمارين البدنية لحوالي 7،5 مليون زائر، ويوجد هنا اليوم متحف (قصر الفن) وقاعة الموسيقى (تون هاله)، ومنتدى نوردراين فستفالن للثقافة والاقتصاد.

ومن المباني الشهيرة الأخرى في المدينة، يبرز مبنى (فيلهلم ماركس هاوس) الذي يعد واحداً من أوائل مباني المكاتب في ألمانيا، كما يعتبر مبنى مانيسمان العالي (ارتفاعه نحو 93 متراً) واحداً من أعلى المباني في دوسلدورف، وهناك أيضاً مبنى برلمان ولاية (نوردراين فستفالن)، الذي يزين منظر واجهة الراين.

أما أعلى مبنى في دوسلدورف، فيتمثل حتماً في برج الراين (راين تورم)، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 234 متراً. ولا ينبغي لأي زائر أن يفوت المنظر البانورامي الساحر الذي يمكن مشاهدته من خلال المطعم الدوار الموجود في قمة البرج. وقد صمم هذا البرج، الذي تم تشييده بين عام 1979 و1982، المهندس (هارالد دايلمان).كما أضاف إليه فنان الإضاءة (هورست باومان) أكبر ساعة عشرية في العالم، وهي مسجلة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وإلى جانب الهندسة المعمارية الفريدة، فإن لدى دوسلدورف وجهاً فنياً وثقافياً غنياً ليس له مثيل بين أقرانها في ألمانيا، حيث تضم 26 متحفاً وأكثر من 100 معرض فني، وتعتبر مركزاً مهماً للأحداث والفعاليات يستقطب سنوياً ملايين الزوار.

وتزخر دوسلدورف بالمرافق الثقافية، بدءاً من الحديقة البحرية العامة المحبوبة، مروراً بمتاحف متخصصة فريدة مثل متحف (هِتيَنس) الذي يختص بالخزف والفخار والزخرفة، وصولاً إلى متحف (قصر الفن) ومتحفي (كيه20) و(كيه21) اللذين يمثلان المجموعة الفنية لولاية (نوردراين فستفالن). ويعد حوالي نصف متاحف وصالات عرض دوسلدورف مخصصاً للفنون البصرية. وإذا أضفنا إليها أكثر من 100 معرض ومكان فني، فسيتضح الدافع الذي كان وراء اعتبار دوسلدورف مدينة الفنون الجميلة في غرب ألمانيا.

خدمات صحية عالمية

في مدينة عالمية كدوسلدورف، لن تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تلاحظ تنوع الخدمات الراقية التي توفرها المدينة لزائريها، فبمجرد أن يصل الباحثون عن الرعاية الصحية إلى مطار دوسلدورف، الذي يعد ثالت أكبر مطار في ألمانيا ومحور النقل الجوي في ولاية (نوردراين فستفالن)، سيجدون في مدينة مطار دوسلدورف القريبة العديد من المرافق الصحية المتخصصة والمريحة، فعلى سبيل المثال توفر مؤسسة (رادبراكس للطب الوقائي) تقنيات علاج متطورة وبمستوى عالمي في مرفقها الصحي في المطار، والذي يتردد إليه عملاء محليون وعالميون قاصدين خدمات قسم الأشعة، والطب النووي، والعلاج الإشعاعي.

فنادق فخمة

كما تسهم الفنادق الفخمة في دوسلدورف، مثل فندق (إنتركونتيننتال)، في تعزيز صورة المدينة بوصفها مركزاً مهماً للسياحة العلاجية ووجهة مفضلة من قبل العملاء الأثرياء من حول العالم، وذلك من خلال تطوير عروض رعاية صحية رفيعة المستوى بالتعاون مع المراكز الطبية في المدينة. وبشكل عام تزخر مدينة دوسلدورف الى جانب غناها بالأماكن السياحية والترفيهية بالمستشفيات المشهورة محلياً وعالمياً، فمثلاً يتألف مستشفى دوسلدورف الجامعي من 34 عيادة فردية وأكثر من 30 معهداً، ويعمل فيه ما يقرب من 6000 موظف، مما يجعله واحداً من أهم المراكز الطبية في المنطقة وأكبر مزود للمرضى الداخليين والخدمات الطبية في دوسلدورف.

ومن أبرز تخصصات هذا المستشفى الأورام مع أمراض الدم وزرع الخلايا الجذعية، وجراحة المخ والأعصاب، والأمراض العصبية وأمراض النساء والتوليد، والكبد، وزرع الكلى، وجراحة القلب وكذلك جراحة الأطفال وأمراض سرطان الأطفال.