د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / عندما يكون الصمت خطيئة
1 يناير 1970
03:39 م
الصمت فضيلة، نعم أعلم هذا، وهكذا تعلمنا، ولكن الصمت في وقت يجب عليك الحديث فيه يعتبر منقصة في حقك، فماذا لو كنت أنت السلطة المهيمنة، وبيدك مقاليد الأمور؟ عندها يكون الصمت خطيئة كبرى في حقك وحق الوطن.
نعم أقولها وكلي أسف لموقفك المخجل الصامت، فقد ذكرني موقفك بصورة القردة الثلاثة، لا أرى لا أسمع... لا أتكلم، بل لا يعنيني ما يحدث حولي، المهم أن أبقى في منصبي لأطول فترة ممكنة، ولتحترق الكويت بمن فيها، لا يهم!
تكلم يا سيدي، قل شيئاً، فالصمت في هذه الأيام خطيئة كبرى، طبق القانون على المخالفين، كن منصفاً، لا تحابي أحداً في سبيل المحافظة على كرسيك، فقد سئمنا تلك التحالفات المكشوفة المشبوهة، أقولها وقد امتلأ قلبي حزناً على وطن تتقاذفه الأهواء، ويتنافس في تمزيق نسيجه سياسيون مستعدون ليتحالفوا مع الشيطان من أجل المحافظة على كراسيهم!
تعبت والله من الصمت، ولم يعد الصمت فضيلة، ارحل أرجوك، لتكن الكويت هي الفيصل والمرجع، فقد أثبتت الأيام أنك أضعف حلقة في النظام!
رحيلك سيدي يجلي الظلاما/ رحيلك مطلب أمسى لزاما/ فبعدك سوف تزدهر الثريا/ وتنبت أرضنا زهر الخزامى/ وجودك سيدي أضحى ثقيلا/ ترجّل واتقي اليوم السهاما/ بلادي تستحق بأن تضحي/ وصدقني بأنك لن تلاما/ وجودك خانقي يا ليت شعري/ أأيقاظ أمية أم نياما/ سألتك سيدي (ارحل)... لترحل/ وجودك زاد في النار اضطراما/ شباب اليوم قالوها وإني/ نصحتك فاشدد الآن الزماما/ وغادرْ لا تردَّدُ كل يوم/ يزيد وجوُدكم فيه الظلاما.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh