يحبون مثلما نحب، يعشقون مثلما نعشق، يكرهون مثلما نكره، يأكلون مثلما نأكل، يتزوجون مثلما نتزوج، يتكاثرون مثلما نتكاثر، يمرضون مثلما نمرض، يضجرون مثلما نضجر، يسمعون عوض دوخي ورويشد وعبدالكريم وشادي الخليج وفرقة التلفزيون مثلما نسمع، تطربهم الأصوات والسامري والخماري مثلما تطربنا، أغلبهم يشجعون العربي وأكثرهم يشجعون القادسية، لكنهم جميعاً يشجعون المنتخب مثلما نشجع، يجلسون على المقاهي والدواوين مثلما نجلس و«نضغط» ونتسامر ونلعب، يصوتون بالانتخابات مثلما نصوت، يسقطون بالانتخابات مثلما نسقط، بعضهم يؤمنون بولاية الفقيه الايراني ويتبعون تعاليمه مثلما بعض آخر يرجعون لمرشد الاخوان المسلمين المصري ويتبعون ارشاداته ويتبرعون له، فهم الفرقة الناجية وأنتم كذلك، وهم يعرفون الحقيقة المطلقة وأنتم أيضاً، حيث بعضهم يقدس الخميني والسيستاني وغيرهما مثلما البعض الآخر يقدس ابن تيمية وابن باز وغيرهما، رغم أن كلكم ترددون لا كهنوت بالإسلام وتمارسون علينا أدوار القساوسة والكرادلة والبطاركة، بعضهم يرضى بضرب الكويتيين ويرفض ضرب البحرينيين في حين البعض الآخر يرفض ضرب الكويتيين ويقبل بضرب البحرينيين، هم لديهم مجانينهم وأنتم لديكم مجانينكم، لا أحد أحسن من أحد، هم ورثوا مذاهبهم بلا بحث أو تعب أو تمحيص وأنتم ورثتم مذاهبكم بلا تمحيص أو تعب أو بحث، واليوم وأمس وستظلون للنهاية مختلفين على الميراث بلا سبب أو نتيجة، الحياة أسهل وأبسط من تعقيداتكم الكريهة وتركاتكم الثقيلة التي تستمدون منها أهميتكم على بعضكم البعض.
حقيقة، لو وارثين عمارتين عالبحر مو أحسن لنا من هالتركة اللي «متقلقصين» فيها؟!
فهد البسام
[email protected]