ما كنت أرغب أن يتقدم النائب د يوسف الزلزلة باستجواب لوزير الصحة الدكتور هلال الساير مع ان الوزير الساير كان يجب أن يترك المنصب الوزاري بعد «فضيحة» عقد جامعة ماكجيل التي أثرناها في مقال سابق!
في نظري إن الوزير الساير يبني قراراته وفق مستوى الارتياح مع من يوصل النصيحة أو التوصية، وهو ما يعرف بـ Level of Comfort وهو نهج قيادي خطير، ناهيك عن العقود الأخرى والتنقلات وخلافه من التجاوزات!
قد يكون هناك تضارب في الرؤى بين مقدم الاستجواب والوزير الساير وهو أمر مختزل بالأنفس التي لا نعلم دوافعها حتى وإن كان بعض التعليقات حولها صحيح!
كنت في البداية متوقعاً خيراً من الوزير الساير بحكم انه دكتور جراح، ولكنه لم يتقن الجراحة في معظم قطاعات الوزارة لوجود اختلال في الحالة المعنوية، والاستجواب في نظري لو تقدم به نائب آخر لأصبح أكثر فاعلية فالنائب الدكتور يوسف الزلزلة معلوم توجه!
لماذا نحن مع الاستجواب؟
طبعاً التجاوزات واضحة... فالعلاج بالخارج، وعقد الصدري، وعقد جامعة ماكجيل الذي عقد عبر وسيط ومتنفذ من الوزارة وليس مع الجامعة، ولا شك أن ملف الاستجواب سيتضمن قضايا يرى فيها المستجوب ومؤيدوه أنها تتضمن تجاوزات، والأمر في نهاية المطاف للنواب، ونتمنى من الحكومة أن تترك الساحة للنواب كي يقرروا دون تدخل منها!
والسبب الثاني في تأييدنا للاستجواب يكمن في أنه قدم في ظروف يفترض أنها مختلفة عن تلك الظروف التي قدمت فيها الاستجوابات السابقة، والشارع الكويتي يبحث عن الإصلاح ويطالب الحكومة بالتغيير للأفضل، وهي فرصة مناسبة للحكومة أن تقف محايدة فأداء الوزير يقاس بمدى تفاعله مع الأسئلة البرلمانية وطبيعة إدارته لقطاعات الوزارة، ولو أننا من باب المصداقية لمسنا بعض الإيجابيات من الوزير ولكن الهفوات أكثر!
قد يعتقد البعض إن هناك رابطا مشتركا بين استجواب النائب الزلزلة للوزير الساير والاستجواب السابق المقدم من النائب السابق عباس الخضاري لوزير الشؤون السابق أحمد الكليب، وقد يعتقد انه بني على أساس طائفي أو بسبب المصالح... ونحن لا نحكم على الاستجواب إلا بعد الاطلاع على محاوره!
مشكلتنا في الكويت أننا لا نغير إلا بعد أن يطفح بنا الكيل كما حصل مع وزير الداخلية السابق والذي كان ينبغي أن تستقيل الحكومة بأكملها بسببه!
على أي حال، الاستجواب حق دستوري لكل نائب يرى خللاً قد حط في منشآت تتبع وزير ما بعد أن يتم تقديم الأسئلة البرلمانية بهذا الخصوص ولننتظر حتى نجد الإجابة الشافية. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]