ردت على «أهلا بك في التحرير»... «تسعدني رؤيتكم»
كلينتون: البحرين وحلفاؤها الخليجيون يتبعون مساراً خاطئاً
1 يناير 1970
11:20 م
| القاهرة - «الراي» |
قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أمس، إن البحرين وحلفاءها الخليجيين الذين أرسلوا قوات لمساعدتها في اخماد احتجاجات مناهضة للحكومة، «يتبعون مسارا خاطئا».
وأضافت في مقابلة مع شبكة «سي بي اس»، أمس، نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق. نعتقد أنه لا توجد اجابة أمنية عن تطلعات ومطالب المحتجين».
ودعت السلطات، الى للتفاوض من أجل حل سياسي مع المحتجين.
وتابعت: «كما أوضحنا في شكل تام لشركائنا في الخليج الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم الحكومة البحرينية. انهم يتبعون مسارا خاطئا».
من ناحية اخرى زارت كلينتون صباح امس، ميدان التحرير في القاهرة، حيث تجمع عدد من المارة لالقاء التحية عليها، وتوجه اليها احدهم، قائلا «اهلا بك في (ميدان) التحرير». واجابت «تسعدني رؤيتكم».
ورافق مسؤولون مصريون، كلينتون واطلعوها على مجريات الاحتجاجات التي قادت الشهر الماضي الى استقالة حسني مبارك.
وقالت كلينتون ان «مشاهدة موقع الثورة التي كان وقعها عظيما في العالم امر رائع بالنسبة الي».
واضافت انه «تذكير جميل بقوة (...) تطلعات العالم الى الحرية وحقوق الانسان والديموقراطية».
كما اجرت كلينتون، محادثات مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء عصام شرف.
واكدت خلال لقائها طنطاوي، بحضور نظيرها المصري نبيل العربي، استمرار تقديم المساعدات للجانب المصري واستمرار الدعم الاقتصادي لإيجاد فرص عمل للشباب.
وكانت كلينتون التقت في وقت سابق أمس، شرف، الذي أوضح أن الحدث التاريخي الذي قامت به مصر «يهدف إلى تحقيق الحرية والتحول إلى الديموقراطية والعدالة الاجتماعية»، وأكد أن عملية التحول «ستؤكد على مبادئ حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة والمشاركة السياسية الفاعلة لجميع الفئات المهمشة في المجتمع».
وصرح الناطق باسم مجلس الوزراء مجدي راضي، بأن شرف عرض بالتفصيل مع الوزيرة للموقف الاقتصادي خلال المرحلة الحالية، حيث أكد أن مصر خلال هذه المرحلة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة تمثل عبئا على موازنة الدولة.
وأعربت كلينتون عن سعادتها بالتواجد في مصر في هذه الفترة المهمة من تاريخها، وأوضحت أن الولايات المتحدة «تنظر إلى ما يحدث في مصر كونه حدثا يمكن لجميع المصريين أن يفخروا به»، مؤكدة أن الولايات المتحدة تأمل وتتطلع إلى إتمام جميع خطوات التحول الديموقراطي بالشكل المناسب، انطلاقا مما تكنه لمصر وللشعب المصري من تقدير كبير».
وأضافت: «الولايات المتحدة وأصدقاء مصر الآخرون يمكنهم تقديم العون والمساعدة طبقا لما تقتضيه الأولوية المصرية خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها».
وكانت كلينتون، وجهت التحية للشعب المصري، في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي مساء أول من أمس، قائلة «لقد كسرتم القيود وتخطيتم المصاعب لتحقيق حلم الديموقراطية، ونحن نقف بجانبكم لتحقيق آمالكم».
وتابعت: «نحن نهنئ الشعب المصري الذي كتب فصلا مهما وجديدا في تاريخ مصر».
ونوهت كلينتون إلى أنها بحثت مع العربي عددا من الموضوعات التي تهم الجانبين، لافتة إلى أنها جاءت إلى القاهرة «كي تصغي أكثر مما تتحدث».
وأشارت كلينتون إلى أنها حذرت في أوائل يناير الماضي في منتدى المستقبل في الدوحة من أن المنطقة ستشهد توترات شعبية إذا لم يتم تبني خطوات إصلاحية من قبل الأنظمة الحاكمة، وأضافت: «وبفضل الشعب المصري - ومصر أم الدنيا - لهم تهانينا».
وأوضحت أن المباحثات تطرقت إلى الوضع في ليبيا، مؤكدة أنها تشعر بالقلق البالغ حيال المصريين الموجودين هناك.
ورحبت كلينتون بخطوة تفكيك جهاز أمن الدولة، معربة عن أملها في إعادة بناء جهاز أمني مسؤول يحظى بثقة الشعب.
وأعلنت أن الإدارة الأميركية رصدت 90 مليون دولار مساعدات آنية للاقتصاد المصري.
وحول موقف واشنطن من الاستفتاء على المواد الدستورية المقرر اجراؤه السبت، قالت: «نحن نؤيد ما يقرره المصريون في تحديد مستقبلهم الديموقراطي».
وأكدت كلينتون أنها التقت عددا من المعارضة الليبية، وقالت «إن واشنطن ستعزز المساعدات الإنسانية لليبيا، كما ستنظر في سبل دعم المعارضة».
وحول موقف مصر من تطورات الأوضاع في البحرين، قال العربي ان «مصر تؤيد أي طرف يدعو إلى المزيد من الحرية، وإلى الديموقراطية، أما في ما يتعلق بالتفرقة بين - السنة والشيعة - فهذا أمر لا علاقة لمصر بها، لأن مصر تنظر إليهما على أنهم مواطنون بحرينيون».
وقالت كلينتون إن واشنطن «تدعو إلى الهدوء، خصوصا وأنها تشعر بقلق من العنف الطائفي»، مؤكدة «أن استخدام العنف من أي طرف سيزيد الوضع ويصعّب الوصول إلى حل سياسي». وأشارت إلى أنها أجرت اتصالا بنظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل، لافتة إلى وجود اتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدة بعضها البعض، وقالت إن «الترتيبات الأمنية لا يمكن أن تكون بديلا للحل السياسي». وكشفت كلينتون عن وجود مسؤول أميركي رفيع المستوى حاليا في البحرين، «يعمل مع جميع الأطراف». وجددت تأكيدها أنه «لا يمكن حل المشكلة البحرينية من خلال الحل الأمني وحده، وإنما من خلال الحل السياسي».