المعارضة تتحدث عن «احتلال» ... وتكشف أنها «ستستنجد بإيران» ... وواشنطن تدعو دول الخليج الى «احترام حقوق» البحرينيين
«درع الجزيرة» تدخل البحرين لحماية المنشآت الاستراتيجية وإيران «لن تقف مكتوفة الأيدي» تجاه «أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة»
1 يناير 1970
07:56 ص
| الرياض - «الراي» |
بدأت دول خليجية، امس، في ارسال قوات الى البحرين، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها بمثابة «اعلان حرب واحتلال»، وهددت بانها «ستستنجد بايران» التي أعلنت انها «لن تقف مكتوفة».
وشلت الحياة في العاصمة البحرينية في شكل شبه تام، امس، مع التزام واسع بالاضراب العام الذي دعت اليه النقابات، فيما قام ناشطون معارضون للحكومة باغلاق معظم الطرقات المؤدية الى وسط المنامة حسب مراسل «فرانس برس».
وبث تلفزيون البحرين الرسمي مشاهد لدخول «طلائع» من قوات «درع الجزيرة» الى المملكة امس، تعبر جسر الملك فهد.
واعلن التلفزيون ان «طلائع قوات درع الجزيرة المشتركة بدأت بالدخول الى البحرين نظرا لما تشهده المملكة من تطورات».
وقال نبيل الحمر، وهو وزير اعلام سابق في البحرين ومستشار للاسرة الحاكمة في رسالة على موقع «تويتر»، ليل الاحد، ان قوات خليجية وصلت بالفعل للمحافظة على النظام والامن.
وكتبت صحيفة «غلف ديلي نيوز» ان قوات مجلس التعاون ستحمي المنشآت الاستراتيجية، مثل منشات النفط والكهرباء والمياه.
و«درع الجزيرة»، هي قوات خليجية مشتركة اسسها مجلس التعاون في 1984.
واكد مصدر سعودي مسؤول، طالبا عدم كشف اسمه، امس، ان «اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا مساء الاحد الى البحرين».
وذكر انه بموجب الاتفاقات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فان «اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها». واشار الى انه «تمت الدعوة مرارا للحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة».
وفي وقت لاحق، اكد مجلس الوزراء السعودي انه تجاوب مع «طلب البحرين الدعم» في مواجهة تهديد امنها، من دون الاشارة مباشرة الى تدخل عسكري.
وفي اعقاب جلسة برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اعلن وزير الاعلام عبدالعزيز خوجة ان مجلس الوزراء اكد مجددا ان دول مجلس التعاون «ستواجه بحزم واصرار كل من تسول له نفسه القيام باثارة النعرات الطائفية او بث الفرقة بين ابناء المجلس ودوله او تهديد امنه ومصالحه».
واعتبر ان «اي اضرار بأمن دولة من دول (مجلس التعاون) يعد اضرارا بامن جميع دوله... وفي هذا الاطار، أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن».
وقال خوجة، من ناحية ثانية، أن «العاهل السعودي شدد على رفض المملكة لأي تدخل في شؤونها الداخلية يؤثر على مصالح الوطن والمواطنين وأنظمتها القائمة على الكتاب والسنة والهادفة إلى المحافظة على أمن المجتمع السعودي واستقراره وسلامته من الفرقة والفتن».
من ناحيته، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور محمد قرقاش، امس، ان الامارات قررت ارسال قوة أمنية الى البحرين «للمساهمة في حفظ الامن والنظام» في المملكة.
في المقابل، اكدت المعارضة البحرينية انها تعتبر اي تدخل عسكري خارجي «احتلالا سافرا» وحذرت من «حرب» ضد المدنيين.
ودعت المعارضة، التي تنضوي تحت لوائها سبع جمعيات سياسية، اهمها جمعية «الوفاق»، المجتمع الدولي ومجلس الامن الى «حماية المدنيين» من «خطر التدخل العسكري الخارجي».
ووجهت الجمعيات السبع، نداء للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان مشترك اعتبرت فيه ان «شعب البحرين في خطر حقيقي يتهدده بشن حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين من دون اعلان حالة الحرب»، في اشارة الى القوات الخليجية. واعلنت المعارضة، من ناحية ثانية، انها التقت ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة، لمناقشة الية للحوار الوطني بهدف انهاء أسابيع من الاضطرابات.
واكد ولي العهد، اول من أمس، الاستعداد لطرح مسألة توسيع صلاحيات مجلس النواب وان تكون الحكومة تمثل ارادة الشعب، وهو مطالب للمعارضة، كما جدد الدعوة الى البدء بالحوار الوطني باسرع وقت.
وكشف رئيس تجمع الوحدة الوطني الشيخ عبداللطيف المحمود، ان رئيس «الوفاق» الشيخ علي سلمان، ابلغهم خلال الاجتماع الاخير، انه سيتعبر قوات مجلس التعاون الخليجي «قوات احتلال، وسيطلب الدعم من الجمهورية الايرانية، في حال التعرض للشيعة في البحرين».
واوضح انه «بات واضحا وقوف حزب الله مع الوفاق».
وحمل الجمعيات السبع الوصول الى «طريق مسدود، بسبب اصرارها على انشاء مجلس تأسيسي يقر الاصلاحات»، موضحا انه «رغم الاتفاق على كل الصلاحيات ووضعها على طاولة الحوار، الا ان هذه النقطة كانت سدا في طريق الحوار، رغم اننا قلنا لهم اننا سنطرح التعديلات على استفتاء شعبي».
وتابع: «اضطررنا ان نقول لهم، انكم تدفعون البحرين لتحترق، اخضرها ويابسها».
وفي الاطار نفسه، طالبت كتلة المستقلين وكتلة الاصالة في البرلمان، الملك الشيح حمد بن عيسى آل خليفة، الى اعلان «الاحكام العرفية».
واكد رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان آل خليفة، ان المملكة «لن تقبل المساس بأمن وسلامة المواطنين ولن تسمح بالنيل من السلم الاهلي».
وقال في كلمة بثتها «وكالة الانباء البحرينية»، امس، ان «النهج غير الحضاري وغير السلمي الذي يعرض الجبهة الداخلية للخطر «لن نسمح به أبدا»، داعيا المواطنين الى التعاون مع رجال الامن «من اجل ان تمر المملكة من هذا المنعطف».
وبدت الحياة شبه متوقفة، امس، في البحرين، حيث اغلقت المدراس والشركات والمصانع تلبية لدعوة الاضراب العام، فيما يسود توتر غداة مواجهات قوية بين المتظاهرين والسلطات في دوار اللؤلؤة وسط المنامة وقرب مرفأ البحرين المالي.
كذلك توقفت جامعة البحرين، عن التدريس غداة مواجهات عنيفة اسفرت عن اصابة عشرات الطلاب بجروح. واتهم ناشطون «بلطجية» بمهاجمة طلاب معتصمين معارضين للحكومة بالعصي والقضبان الحديد.
ودعا البيت الابيض، امس، الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الى «احترام حقوق» سكان البحرين بعد ارسال قوات سعودية الى هذه المملكة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية تومي فيتور: «نحض شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين والتحرك في شكل يدعم الحوار بدل تعطيله».
وفي طهران، أكد وزير الخارجية علي أكبر صالحي، امس، أن ايران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه «تدخل السعودية في البحرين».
وقال: «إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين»، داعيا الحكومة البحرينية إلى عدم التعامل بعنف مع المحتجين.
وأضاف: «نحن نتوقع من الحكومة البحرينية أن تتعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب، وأن تحترم الأساليب السلمية التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه المطالب». حسبما ذكرت الإذاعة الإيرانية. < p>