نعم إنها فتنة قد نعرف أولها ولكننا لن ندرك مداها، وما نرى ونسمع عما يجري في تونس واليمن ومصر والبحرين وليبيا من أخطار تهدد كيان هذه الدول وبنذر الفوضى وحروب أهلية وتقسيم للبلاد.
نحن في الكويت لا نشكو جوعاً ولا بطالة، ونعيش حياة سهلة مريحة، ولدينا برلمان يحمل همومنا ومطالبنا، ومع ذلك خرجت يوم الثلاثاء الماضي بعض التجمعات المئوية للشباب بدأت بكلمة للدكتور أحمد الخطيب وحملت عباس الشعبي على الأكتاف مطالبة برحيل رئيس مجلس الوزراء، وآخرون بدعوة من تجمع ثوابت الشيعة تمهد لتجمعات مشابهة تطالب بحقوق خاصة بهم، أما المجنسون فيطالبون بتوحيد الجنسية أو التهديد بيوم غضب شديد، أما البدون فلم تعد تكفي بعضهم الحقوق المدنية والاجتماعية بل يطالبون بالمواطنة الكاملة للجميع فورا، وبأوامر من الخارج حدد لهم الزمان والأماكن خرجوا يوم الجمعة الماضي واشتبكوا مع قوات الأمن وشتموا بعض النواب ووصفوا مجلس الأمة بمجلس البطيخ، وأما أصحاب القروض فسيطلبون من الدولة بتسديد ديونهم من المال العام، بل والسماح لهم بالعودة إلى الاقتراض... وإلا سيكون الملتقى في ساحة الإرادة، أو الصفاة، أو التغيير. أما المطالب المهنية فحدث ولا حرج، فالمعلمون المواطنون لهم مطالب، والوافدون يطالبون بالمساواة بهم، وعلى الدرب نفسه مطالب لرجال القانون والعدالة من محامين وقضاة ورجال تحقيق وخبراء، لزيادة الكوادر، والقائمة طويلة.
ومجلسنا الموقر الذي لا يجتمع حتى ترفع جلساته إما لفقدان النصاب أو لمشاجرة بين الأعضاء، ونسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، عدا التأجيل وتشكيل اللجان. أما حكومتنا المسلوبة الإرادة فهي تحقق جميع الطلبات دون دراسة آثارها على البلد، وكلفتها على الميزانية، خوفاً من عدوى الثورات الشعبية عليها، وإن كان تحقيق هذه المطالب يعني التضحية بما بناه الأجداد والمخاطرة بحاضرنا ومستقبل أبنائنا، لكن ما دام ذلك يطيل فترة جلوسهم على الكراسي، فالكراسي لديهم أهم من مصلحة البلد، الذي يرى البعض فيه دولة موقتة... ويقول لنأخذ منها كل ما نستطيع وبأسرع وقت ممكن. إنها فتنة رحم الله من سعى في اطفائها قبل أن تستعر ويستحيل اخمادها.
إضاءة
«صح لسانك» نقولها لنائب رئيس مجلس الأمة السيد عبدالله الرومي والنائب عادل الصرعاوي بقولهما: إن الكويتيين أولى بخير بلادهم من الأغراب... غير عابئين بحفنة أصوات أمام مصلحة الوطن وشعبه.
مبارك مزيد المعوشرجي
[email protected] mailto:
[email protected]