تركي العازمي / هدوء الحكماء!

1 يناير 1970 06:31 ص
لبست الكويت ثوب الفرح واستمتعنا بانسجام اجتماعي خلال شهر فبراير، واتسمت المرحلة بهدوء العقلاء، ولا نعلم طريقة التعامل مع أحداث المقبل من الأيام! نذكر هذا المشهد ونعود بالذاكرة إلى الأحداث الأخيرة التي أثرت في نسيج المجتمع الكويتي، والقصد هنا يراد منه التذكير فالتاريخ أحداثه تشكل العبر والدروس للعقلاء في فترة زمنية في غاية الحرج، ومنها يعالج الحكماء الوضع حتى وإن كان الكي آخر العلاج.

شريط الذكريات مؤلم جدا بدء بمشهد الصباحية 2008 وانتهاء بحادثة ديوان الحربش المأسوية، ومقتل المطيري، مروراً بحادثة ديوان السعدون، والغطاء الإعلامي الفاسد، وعلى مرأى من الحكومة وعقلاء هذا البلد... إنه لوطن كريم بعطاءات أفراده وقوة نسيجه الاجتماعي وتكاتف معظم فئاته في أحلك الظروف، وقد يظن البعض أن المآسي قد ولّت بعد زحزحة الوزير السابق الشيخ جابر الخالد، ونحن هنا من وجهة نظرنا الشخصية نرى خلاف ذلك فالمسألة متعلقة بأمن البلد القومي وطريقة إدارة الدولة.

السؤال المطروح حالياً... هل الحكومة جادة في معالجة التراكمات الناتجة عن الاستجوابات والاسئلة البرلمانية والأحداث المذكورة أعلاه؟ لا أظن ذلك فالحكومة لم تستطع حل مسألة الزيادات والكوادر بغطاء دستوري يضمن المساواة.

لقد قبلوا استقالة الخالد من جانب وجاءت المطالبات بتعديل بعض مواد الدستور وتغيير الحكومة ورئيسها، وقد شن الفريق الموالي للحكومة حملة تصريحات مضادة!

نحن مواطنين ومواطنات في حاجة إلى تغيير جذري في طريقة إدارة الدولة، وفهم احتياجات البناء للفرد الكويتي في إطار دستوري يمنحنا مزيداً من الحرية المسؤولة، ويبعد عنا المال الذي أفسد نفوس البعض!

إن المرحلة المقبلة في غاية الحساسية، وفي حاجة إلى وقف حالة هدوء الحكماء كي يقولوا رأيهم ويقفوا بجانب الحق، فالجميع من دون استثناء يدرك بيقين تام أن مستوى بعض الوزراء والنواب لا يرقى إلى طموح شباب الكويت!

مجتمعنا الكويتي أغلبه من فئة الشباب، 26 عاماً، وهذه الفئة العمرية لها تطلعات خاصة لا يفهمها الكثير من الكبار ممن يعتقدون ان الأكبر سنا يستحق المنصب السياسي العالي وهو قول مقبول شكلاً ومرفوض مضموناً فبعض الكبار غير ناضجين، و«بلاويهم» لا يمكن حصرها، وتصريحاتهم غريبة، فمنهم من يرى أن رأيه هو «الماشي» ومنهم من يلمع نفسه كي يصبح مسؤولاً بارزاً وهو «غاطس حتى قمة رأسه» في حقل الفساد، ومنهم لا يعرف للاتزان وضعاً في الكلمات التي تخرج منه للعلن وترجع عليه «عكسية»، طبعاً هذا ينطبق على بعض الوزراء والنواب والمسؤولين!

يحدث هذا في الكويت نظراً لغياب المعايير واختلاف المفاهيم التي تشكل ثقافة المجتمع الكويتي الحديث، بالإضافة إلى غياب مبدأ الثواب والعقاب، وحكومتنا معظم قراراتها تأتي كردود أفعال!

مما تقدم، نرى أن الوضع في غاية الحساسية، ويجب التأمل في أسباب الاحتقان السياسي والاجتماعي على حد سواء بعيداً عن تلك اللجنة المشكلة مع احترامي لأعضائها، وعموماً يقول المثل الشعبي «قالوا انفخ يا شريم قال ما من برطم». والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]