«باب الحارة» والمسلسلات التركية أعادت موضة السبعينات مجددا

الشنب «المبروم»... «رزّة» في الجامعة

1 يناير 1970 01:09 ص
|كتب علي الفضلي|

لا يزال الشنب يمثل رقما صعبا يسيطر على جٌل معارك الموضة والستايل في الحرم الجامعي بين الطلاب الذكور، فالشنب الذي كان لا يعترف به قبل زمن ليس بالقليل في عالم الموضة، لا سيما عندما اقتحمت (السكسوكة) هذه المعركة، أضحى وجود الشنب في الوقت الحالي أمرا ضروريا، خصوصا وأن العديد من الشباب يستخدمه للوفاء بالعهود والحلف عليه في حال ما تورط ولم يصدقه أحد!.

وعلى الرغم من أن الشنب كان في السابق يمثل ضرورة ملحة بالنسبة للرجل، فان مفهوم الشنب قد تغير مع مر السنين، حتى أضحى منذ زمن قريب يمثل شبهة لصاحبه كونه ليس مواكبا لعصر الموضة الجديد، ويتلقى صاحبه النكات والسخرية من قبل الآخرين، ويعيش في هذه الحالة في عالم منعزل، لكنه قد يفعلها ويقوم بازالته عند تزايد الضغوطات عليه، واذا أحس بايجابية ذلك.

موضة الشنب التي عادت مجددا بين الأوساط الشبابية، قد يجد البعض أنها قد جاءت نتيجة للتأثر الاعلامي، خصوصا مع اختراق المسلسلات والأفلام التركية لفضائياتنا العربية، وتجدد المسلسل السوري باب الحارة في كل سنة، واسترجاع بعض المسلسلات المحلية التي عرضت أخيرا لموضات وستايل الشباب أيام السبعينات، وكل هذه المسلسلات عمدت ألا يخلو معظم ممثليها من الشنب (المبروم برم).

ولعل من بين أهم تلك الأفلام التي فرضت نفسها أخيرا هو فيلم شنب للمخرج الشاب مقداد الكوت، وهذا الفيلم الذي امتد لخمس عشرة دقيقة سلط الضوء على معاناة شاب ليس لديه شنب في الوقت الذي كان فيه الشنب يحتل مكانة مهمة في المجتمع واعتباره رمزا مهما للرجل.

عودة الشباب لهذا الستايل القديم الجديد لقي ترحيبا كبيرا من قبل عدد من الطلاب، الذين أكدوا في حديثهم لـ «الراي» أن هذه الموضة التي دأب عليها الشباب أخيرا جاءت في محلها، فقد أعادت للطالب الجامعي هيبته ومنحته منظرا أكثر كشخة و(رزّة)، مشيرين في الوقت ذاته الى أن الشباب الكويتي قد أصابه الملل من الصرعات والموضات الجديدة التي لا تعطي للشاب مظهرا لائقا له.

«الراي» ألقت الضوء على هذا الموضوع مع مجموعة من الطلبة في الجامعة فكانت الآراء التالية.



ستايل السبعينات

يرى فهد المعمري أن الشباب قد أصابهم الملل من الموضات والصرعات المتكررة، وبدأوا أخيرا البحث عن الستايل القديم كالذي كان رائجا أيام السبعينات، مبينا أن الستايل القديم يعطي الشاب مظهرا أكثر رجولة خصوصا اذا كان شنبه (مبروم برم)، لكن بالرغم من ذلك فان المعمري لا يعتبر الشنب مقياسا للرجولة، فهي مجرد موضة متناسبة مع طبيعة الرجل، ويؤكد المعمري أن الشنب هو نقطة التحول في مظهر وستايل الشاب، فمن أراد الكشخة فعليه الاهتمام بالشنب.



قانون الشنب الجامعي

يعتقد بدر فيصل أن موضة الشنب التي بدأت تروج بين الشباب حاليا «أعادت للشباب هيبتهم وجعلتهم أكثر رزانة وكشخة، مستدركا بالقول: لو كان الأمر بيدي لن أسمح لأي طالب يدخل الى الجامعة من دون شنب، فيجب أن نفرض عليهم قانون الشنب الجامعي!».

ويوضح بدر الذي أطلق شنبه بعدما قضى عليه ذات مرة وأصابته الحسرة والندم على ذلك، أنه لن يعود لفعلته هذه «فوالدتي لم تكن راضية عن ذلك»، مؤكدا حسب قوله: الشنب بالنسبة اليّ يمثل شيئا أساسيا في الرجل ومن دونه لا يمكن أن نعرف الرجل، فما الفرق من أن تجلس مع رجل ليس لديه شنب أو مع امرأة!، ونحن في الجامعة بحاجة ماسة للشنب فهو يميز الطالب عن الطالبة».



الرجال بأفعالهم

بدوره، يؤكد محمد الفضلي انتشار ظاهرة الشنب بين الأوساط الشبابية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مبينا أن هذا الأمر جميل «وحلاة الرجال بالشنب»، لافتا الى أن الشنب لا يعتبر دليلا على الرجولة فكم من شنب لا يحل ولا يربط في أبسط الامور، لكن الرجل بأفعاله.

ويقترح الفضلي على الشباب أن يحرصوا على تحديد شواربهم بأنفسهم وعدم ترك الخيط والمخيط للحلاق، فهناك العديد من الشباب تورطوا واضطروا الى حلق شواربهم على الصفر نتيجة لاخطاء فنية - احيانا تكون متعمدة - من قبل الحلاق.



زراعة الشنب

من جهته، يدعو خالد عبدالسلام الشباب الذين لا يملكون شنبا أن يقوموا بزراعة الشنب والبحث عن أي شيء للحصول عليه، مشيرا الى أن الاهتمام بالشنب أفضل من الاهتمام بالشعر ووضع الجل عليه كما يفعل الكثير من الشباب، لافتا الى أن ستايل الشباب الجديد جاء في محله فهذا الستايل يعطيهم منظرا أكثر خشونة.

ويوضح عبدالسلام قائلا: الشنب مهم بالنسبة للطالب الجامعي في ظل عدم التطبيق الكامل لقانون منع الاختلاط! وأعتقد أن الشباب قد استشعروا هذا السبب أخيرا وهو الامر الذي يفسر لنا اهتمامهم بالشنب، لافتا الى أن الموضة الجديدة للشنب المبروم برم هي موضة مناسبة للطالب الجامعي، فلو رجعنا بالذاكرة الى أيام الستينات والسبعينات حينما كان طلاب جامعة الكويت ذوي أشناب لا يشق لها غبار فسندرك أهمية هذه الموضة وجماليتها بالنسبة للطالب الجامعي.



مع الخيل يا شقراء

من جانبه، يرى ناصر الشمالي أنه من الواجب على أي شاب أن يفكر تفكيرا متأنيا قبل الاقبال على أي موضة أو صرعة جديدة، وعدم الانفلات وراء أي موجة كالمثل الشعبي القائل: مع الخيل يا شقراء، موضحا أن الأمر المهم في الموضوع هو أن يظهر الشاب بشكل مقبول وطبيعي خالٍ من التعقيدات والحركات التي تخرج بين الفينة والأخرى.

ويستدرك الشمالي قائلا: لا يعجبني الشنب (المبروم برم)، فما الذي سيصل به صاحبه؟ هل سيتفوق دراسيا؟ أم أنه يطمح أن يدخل موسوعة غينيس؟ على الشباب الالتفات الى أمور تنفعهم مستقبلا وترك الموضات والصرعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ويحذر الشمالي الشباب من تكرار الأخطاء مجددا واتباع كل هبة مستحدثة، مبينا أن ما جعل الشباب في وقت سابق يقبلون على حلق الشنب على الصفر هو الاعلام وتأثيراته، واليوم أيضا يأتي الاعلام بثوب آخر لينقل الشباب لموضة مختلفة، مبينا ان الشباب أصبح أكثر عرضة لاستقبال تأثيرات الزخم الاعلامي الموجه نحوه، لذا لا بد عليهم الا يتبعوا هذه الاهواء وان يكونوا على طبيعتهم وعلى سجيتهم خير من اللهاث وراء الموضة.



الغاية تبرر الوسيلة

وعلى الجانب الآخر، يرجع محمد الخليفي سبب عودة هذا الستايل الى حاجة الشباب للشنب خصوصا مع التزامهم بالوعود مع أصحابهم (الغاية تبرر الوسيلة)، فكلنا يعلم مدى الكسل والأهمال الذي اصبح سمة مميزة بين الشباب، وبالتالي فان الشاب عندما يضع يده على شنبه ويعد أن ينجز عملا فانه سيحاول جاهدا أن يلتزم بذلك.

ويعيب الخليفي على بعض كبار السن ما يقومون به من ازالة شنبهم وكأنهم لا يزالون في سن المراهقة، مبينا أن الشنب يعطي للرجل مظهرا مناسبا له وبالتالي فان الحاجة للشنب أمر ضروري.



اهتمام عالمي وعربي بالشنب


يتمتع الشنب باهتمام بالغ على الصعيد العالمي، ولاسيما أن الشنب أصبح له يوم عالمي وجمعيات ومنظمات متعددة ترعى هذا الجانب المهم من الرجل، بالاضافة الى وجود العديد من المسابقات السنوية لاستعراض الشنب والتي تستقطب مشاركين من مختلف بلدان العالم.

ونظرا لحساسية الشنب العربي فان الانسان العربي لم يتجاهل رمز رجولته كما يعتبره الكثيرين، فالشنب يحظى باهتمام كبير لديه، فمنذ وقت ليس ببعيد انطلقت فكرة انشاء رابطة تجمع المهتمين في هذا الشأن أطلقت على نفسها رابطة أصحاب الشوارب الطويلة، وهذه الرابطة التي تأسست في مصر على يد فتحي أحمد محمود المشهور بفتحي شنب استقطبت ما يقارب 200 عضو من أصحاب الشوارب الطويلة، حيث تسعى هذه الرابطة الى مساعدة الناس وتحقيق مصالحهم من خلال ارتباط اعضائها بعلاقات متينة مع المسؤولين.

وبحسب مؤسسها فتحي شنب فان من أهم شروط الانضمام لهذه الرابطة التي تسعى الى التوسع اقليميا أن يكون المتقدم ذا شارب متميز لا يقل طوله عن 20 سنتيمتراً، وأن يُحسن معاملة الآخرين، وأن يكون ذا صدر رحب، خاصة أنه سوف يواجَه بتعليقات شديدة السخرية، وأن يكون ذا شخصية قوية حتى لا يضطر الى حلق شاربه تحت أي ظروف، بالاضافة الى عدم البخل على شاربه بأي مصاريف يحتاجها للعناية به.

ربما سننتظر في المقبل من الأيام قيام مجموعة من الشباب الكويتي بتأسيس قائمة طلابية جديدة اسمها شنب أو جمعية الشنب الشبابية - مهما اختلفت التسميات - المهم انها تستهدف الاهتمام بالشنب، خصوصا أن الحاجة باتت ملحة في الوقت الحالي للابقاء على شنب الشباب الكويتي وانتهاز فرصة انتشار موضة الشنب بعد ردح من الزمن كان الشنب فيه لا يرى بالعين المجردة!