مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أستاذ لأستاذه

1 يناير 1970 04:35 ص
مع أنني عملت لفترة طويلة في التعليم والإدارة التربوية إلا أنني عندما ألتقي بالدكتور محمد سعود العماني، وهو طبيب بشري ناجح في عمله، ومن عمر أبنائي، أشعر انني عدت إلى مقاعد الدراسة تلميذاً لا أستاذاً، فهو ذو ثقافة حديثة هائلة ومتابع جيد للساحة المحلية، وكما يقولون ان التلميذ يساوي أستاذه زائد الفترة الزمنية بينهما، وأنا لا أخجل من القول إنني أجد الفائدة والمتعة في الحوارات معه في ديواني أو في أماكن أخرى، تلك الحوارات التي قد تشتد أحياناً لاختلاف القيم والمثل والرموز بين جيلي وجيل الدكتور محمد، ولكنه يصر على رأيه ويرغمني على القبول به على مضض لمحبتي له، وعندما نختلف على أمر يستعين ببلورته السحرية المسماة بالآي فون ليخرج أدلته من الشبكة العنكبوتية بلحظات، ويصعب عليّ أن أعود إلى مراجعي من الكتب والمجلات والقواميس لأثبت أدلتي لبعدها عن يدي، وهو جزاه الله خيراً يحاول جاهداً تدريبي على التعامل مع أدواته السحرية، من الآي بود والآي فون واليوتيوب... وهي لمن في مثل سني وقدرتي البصرية طلاسم وأحاجي صعبة الحل ليست كالكتاب الذي ألمسه بيدي وألفته منذ فترة طويلة، مع الدكتور محمد أشعر بالسعادة إذا غلبني في النقاش فهو الغد وأنا الأمس، ولمصلحة الكويت أن يكون المستقبل أجمل من الماضي وقادته أكثر ثقافة وأقوى قدرة على اتخاذ القرار مستعملاً أدوات العصر الالكترونية، وأخشى أن تطول فترة وصول دكتور محمد وأمثاله الكثيرون من الشباب في الكويت إلى سدة القرار وتمثيل الشعب وقيادة البلد وبناء المستقبل على أسس علمية تحمل الأصالة والتطور، فإن طال وقت وصولهم إلى مراكز القيادة قد تقل حماستهم، ويسبقهم الوقت.



مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]