خالد اليوسف جزء لاينسى من تاريخ الرياضة الكويتية ... ويوارى جثمانه الثرى صباح اليوم
غاب عن «مكانه»... فضاعت منه «الحياة»
1 يناير 1970
11:48 م
| كتب إيهاب شعبان |
نعى الديوان الاميري المغفور له الشيخ خالد اليوسف السعود الصباح عن عمر يناهز 57 عاما، ومن المقرر ان يصل جثمان الفقيد الكبير الساعة السابعة الا ربعا صباح اليوم على ان يوارى جثمانه الثرى في التاسعة صباحا.
لقد آلمنا جميعا فقدان العزيز الشيخ خالد اليوسف الرئيس السابق لنادي السالمية.
إن فقدان الشيخ خالد يذكرنا بالعلاقة بين الانسان والمكان تكون احيانا عند الكثيرين عميقة الجذور يصعب انتزاعها أو استئصالها من داخله... ولو حدث يكون الامر شديد الوجع والألم، ويوجد رجال عديدون يرتبطون بمكانهم ولا تذكر اسماؤهم الا بذكر هذا المكان، والفقيد الراحل الشيخ خالد اليوسف الصباح ارتبط اسمه بنادي السالمية الذي كان زعيما وقائدا ورئيسا له لمدة ربع قرن من الزمن بخلاف فترات اخرى في ريعان شبابه، وخلال وجوده بالسالمية اعطى للمكان جهدا وعرقا وفكرا وجعله مكانا للتنوير الرياضي وقلعة للبطولات، ليس فقط في كرة القدم بل في كل اللعبات الفردية التي انطلقت بازدهار من هذا المكان الذي يقوده خالد اليوسف، كما كان وراء ازدهار اللعبات النسائية التي ما كان يمكن ان تشهد النور لولا اقتناعه بأهميتها ودعمه لها.
الشيخ خالد اليوسف عندما ابتعد عن المكان الذي احبه وهو ناديه الحبيب سقط فريسة للمرض، ولم يتحمل غيابه عن روتينه اليومي بذهابه الى النادي رئيسا له، ورغم انه نجح في الانتخابات الاخيرة كعضو الا انه شعر بان وجوده لم يعد كما كان، وان الافضل له ان ينسحب باستقالته، وكأنه كان ينسحب من الحياة كلها، اذ انه بدأ بعدها رحلة التراجع والمرض، وخلال سنتين فقط لاغير استسلم وابتعد وودع الحياة... والسالمية!
والحقيقة ان من يحكي عن تاريخ السالمية هو في الغالب يحكي عن تاريخ الفقيد الراحل، ومواقف النادي التي تكشف عن مكانته كان لليوسف دور كبير فيها خصوصا عندما كانت هناك مشكلات بين الاتحادات والاندية، وداخل السالمية كانت توجد غرفة عمليات للبحث عن الحلول السليمة منها على سبيل المثال لا الحصر اول مشكلة عصفت بالرياضة الكويتية في عام 86، عندما تم حل اتحاد القدم واللجنة الاولمبية فتدخل اليوسف واستضاف السالمية الاندية والاتحادات في اجتماع ايجابي خرج من بعده الجميع بصيغة توافقية ارضت الكل وساهمت بحل المشكلة.
وخلال الأزمة الاخيرة مع الاتحاد الدولي كان الفقيد الراحل قد قدم اقتراحا حكيما في الجمعية العمومية وعلى اثره تم تشكيل لجنة تضم الشيخ خالد اليوسف كممثل مع النائب مرزوق الغانم ويوسف البيدان والشيخ أحمد الفهد وتمت مخاطبة الاتحاد الدولي ومن ثم رفع الايقاف عن الاتحاد الكويتي لكرة القدم ما يؤكد الدور الذي يقوم به النادي من خلال ممثليه في مثل هذه الاجتماعات، ونزعم ان اليوسف لو كان في حالته الصحية لكانت المشكلة الان قد انتهت بعد ان طالت كثيرا.
والسالمية في عهد الشيخ خالد اليوسف كان يشارك في تسع ألعاب رياضية وتمثيله متميز في غالبية المنتخبات كاليد والمبارزة والاسكواش وكرة الطاولة اضافة الى كرة القدم في اوقات كثيرة.
«الهيئة» ترثي «العميد»
وتؤجل اجتماع «التنفيذي»
أعلن المكتب التنفيذي لمجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة تأجيل اجتماعه الذي كان مقررا عقده امس - الخميس - الى موعد يحدد لاحقاً، وذلك لوفاة فقيد الرياضة والرياضيين وأحد رجالات الكويت الابرار وأحد رعاة نهضتها الرياضية الشيخ خالد اليوسف الصباح رئيس مجلس ادارة نادي السالمية السابق وعميد رؤساء الاندية.
وقد نعت الهيئة العامة للشباب والرياضة فقيد الكويت والرياضة الكويتية المغفور له باذن الله الشيخ رئيس نادي السالمية السابق وعميد رؤساء الاندية الرياضية السابقة خالد اليوسف الصباح.
وقال نائب المدير العام لشؤون الانشاءات والصيانة بالهيئة عصام جعفر «ان الرياضة الكويتية فقدت برحيل الشيخ خالد اليوسف - احد اهم رجالاتها المخلصين الذين تفانوا في خدمة الوطن ولم يدخر خلال مسيرته الحافلة والثرية جهداً في اعلان شأنه ورفعته».
واضاف: «ان جميع العاملين والمنتسبين للهيئة العامة للشباب والرياضة يعتصرهم الألم برحيل هذا الفارس الذي ستظل بصماته خالدة على جبين الرياضة الكويتية، فلقد اسهم - رحمه الله - على مدى سنوات طوال في صياغة واقع ومستقبل الحركة الرياضية الكويتية من خلال ترؤسه لنادي السالمية الرياضي لاكثر من ربع قرن ارسى خلالها قواعد التطور والنهوض لهذه المؤسسة الرياضية ليضعها في مكانتها المميزة في سماء الحركة الرياضية... في تجربة فريدة ورائدة توجته عميداً لرؤساء الاندية العربية».
وقال ان الرياضة الكويتية عندما تودع الشيخ خالد اليوسف الصباح، فانما تودع فكراً ثاقباً وضميراً يقظاً كان حاضرا على الدوام في كل قضايا العمل الرياضي بدولة الكويت، فلم يغب طوال مسيرته الحافلة عن المشهد الرياضي برأيه السديد في دعم كل ما من شأنه الارتقاء بالحركة الرياضية.
ولقد اكتسب - رحمه الله - بما تمتع به من دماثة الخلق وسعة الصدر والصدق والاحترام والاخلاص، مكانة مميزة في قلوبنا جميعاً.
والهيئة العامة اذ تنعي بخالص الاسى الشيخ خالد اليوسف الصباح لتتقدم بأحر التعازي القلبية الى صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي عهده الامين وآل الصباح الكرام سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.