«افتتحت مطعماً في الجهراء سنة 1959»

علي سلطاني: كنت عاملا في المطعم الإيراني في سوق المباركية سنة 1951 براتب شهري 40 روبية

1 يناير 1970 10:02 ص
إعداد سعود الديحاني

نحن اليوم مع من ادرك الكويت والعمران لم يدب بها، ضيفنا شاهد البساطة التي كانت تغمر البلاد، يحدثنا عن بدايات عمله وكيف طور نفسه. لقد اسس مطاعم عدة يوم كانت هذه المهنة قليل روادها في الكويت كما يتطرق معنا عن مواقف عدة في حياته شاهدها هو نفسه كانت شاخصة في الكويت واليوم اختفت فلنترك له ذلك:

أنا من منطقة اصفهان في ايران وكثير من اهل منطقتي جاؤوا للعمل في الكويت فليس اسم الكويت غريبا علينا لكن انا كنت اعمل في عبادان وهي منطقة نفطية ايرانية وبها منشآت نفطية ضخمة معروفة على مستوى العالم والشركات كانت انكليزية في ذلك الوقت تغيرت ظروف العمل في هذه الشركات التي كان يديرها الانكليز وصار ايام مصدقي تأميم النفط الايراني وذهب من كان يعمل من الانكليز الى العراق وكان هناك صديق لي انكليزي اعمل معه في النفط قال لي انا سوف اذهب واعمل في الكويت وارشدني الجهة التي سوف يكون بها في الكويت وعنوانه وهو المستشفى الاميركاني الذي كان في الكويت جئت للكويت سنة 1951 عن طريق البحر بعبارة شراعية وكانت الوسائل البحرية غالبها كان على الهواء شراعي انا كنت احد من استقل هذه الوسيلة ومعي كثير من المسافرين الذين كانوا راغبين للسفر للكويت اخذنا اكثر من 20 ساعة مع ان ليس هناك مسافة بين عبادان والكويت في المركب «اللنج» الذي يعمل على ماكينة مدة لا تأخذ اكثر من 4 ساعات اما نحن اخذنا اكثر من 20 ساعة لأن المركب شراعي، وصلنا ونزلنا في الفرضة الميناء القديم المقابل لقصر السيف وصديقي الانكليزي كان يعمل في ثانوية الشويخ حين تأسيسها وانشاء منشآتها وقد ذهبت اليه وكان طريق صحراوي من الكويت الى حيث البنيان كله رملي.

سنة 1951 سكنت في دروازة عبدالرزاق في الغرب من شارع الميدان في بيت الحاج محمد الوزان والعبارة التي جئت بها كانت شراعية ومنطقة السيف كانت الفرضة فيها والمراكب تحط بها وكل من جاء الكويت من ايران كان مثل طريقي على العبارة وينزل عند السيف لكن انا كان عندي جماعة سبقوني للكويت لذا اول ما جئت قال صديقي الذي كان معي في السكن في دروازة عبدالرزاق ان الامن يريد موظفا وعامل لاجل كي الملابس انا ما صار لي فترة قادما من الكويت لذا ذهبت بسرعة الى الامن العام وهو في قصر نايف اليوم محافظة العاصمة وشرطة فيها في الامن العام والشيخ عبدالله المبارك كان موجودا في ذلك العام ومقر عمله في الامن العام وكذلك عبدالله الاحمد كان مقر عمله في الامن العام وهو له هيبة وصاحب نظام وانا رأيته على سيارة، وبيت «الصباح» كلهم «طيبون و(زينين) وانا ذهبت الى الامن العام من اجل خبر الوظيفة (اوتي) لكن لم يحصل نصيب لكن من الامن العام تحولت الى مطعم حيث ارشدني احدهم فذهبت الى المطعم الايراني كان مقابل سوق الحريم واسم المطعم مطعم الاخوة اظنه كان لبوشهري اشتغلت عاملا في هذا المطعم مدة ثلاثة اشهر وتعلمت في هذا المطعم وكان راتبي فيه 40 روبية وموقع المطعم بالقرب من البنك وسوق الحريم والحمام الايراني.



الماء

كان الماء في الكويت شحيحا وقليلا من الشط الذي في العراق يأتون به عند الفرضة انا ادرك ذلك، هناك برك يتجمع بها الماء ويأتون المهارة على العربانات يحملون الماء ويذهبون به الى البيوت انا رأيت المهارة هم الذين يأخذون الماء من البرك في الشرق والجبلة اظن ان هناك ثلاث برك وهناك مصنع ثلج واحد.



الشامية

بعدما تعلمت في المطعم الذي كان في سوق الحريم انتقلت الى منطقة الشامية وهي كانت خارج سور الكويت وفيها عمران قليل بيوت على طراز قديم لكن فيها كراجات لتصليح السيارات كانت السيارات قليلة في ذلك الوقت لكن حين قدومي اخذت تكثر شيئا فشيئا انا اسست فيها مطعما ايرانيا لأنه صار عندي خبرة واخذت المطعم سنين لأن المنطقة فيها أناس كثيرون وعمال عزاب وسيارات وكراجات صار المطعم مربحا واستمررت فيه سنتين بعدها تحولت الى منطقة الشرق لأن صار فيها سوق وصارت محطا للعمال وكذلك فتحت فيها سينما الحمراء والفردوس لذا نقلت مطعم الشامية الى منطقة الشرق وعملت في مطعم البستان واذكر انني زرعت شجرة امام المطعم وهي الى وقت قريب وهي موجودة في المكان نفسه تغير العمران وهدمت المنازل والبيوت لكن ظلت هذه شجرة موجودة في المكان نفسه الذي زرعتها فيه قبل 50 سنة امام مطعم البستان الذي عملت فيه سنة 1954.



الشيخ

كثير ما رأيت الشيخ عبدالله المبارك يمر عليّ وانا في المطعم الذي كان في الميدان وكانت سيارته كاديلاك مذهبة وهو شخصية في اللباس العسكري وهو اذا رآني يناديني.



يوسف

صار بيني وبين يوسف كمال معرفة وصداقة الذي كان في المجلس البلدي وقد امتدت صداقتي معه الى اليوم.



الدوغة

أنا تنقلت في كثير من مناطق الكويت في العمل في المطاعم الايرانية فكانت منطقة الدوغة التي هي الفروانية اليوم بها سوق وبيوت على النظام القديم شندل وطابوق الكهرباء قليلة والطريق بينها وبين الكويت رملي انا عملت في احد المطاعم في هذه المنطقة واذكر اننا استأجرنا المطعم من يوسف.



تقديم

الوجبات التي كنا نقدمها في المطعم هي المعتادة اليوم لم تتغير الا قليلا في طريقة الاعداد كنا نطبخ العيش «الرز» والمرق والكباب والخبز والسمك واللحم والزبائن من الكويتيين وغيرهم، اما العمال الذين معنا في معطم فكانوا من ايران كان عملنا يبدأ من الصباح الباكر والساعة 11 مساء نغلق المطعم لكن ليس كل وقت مرات نغلق المطعم مبكرا على حسب تقديم الوجبات التي كنا نعدها للزبائن والعيش والمرق كان بروبية وتاالحم والعيش بروبية وكذلك فيه وجبات بنصف تالروبية والخبز الذي نخبزه نشتريه من السوق هو بنفس الكمية التي كنا نأخذها قبل 60 سنة لم تتغير والبلد الوحيد الذي لم يتغير فيه الخبز هو الكويت.



الجديد

بعد فترة من العمل في مطعم دروازة عبدالرزاق ثمنت المنطقة وعملوا شارعا جديا ولذا تركنا المكان لأنه صار مستملكا للحكومة وانتقلنا الى منطقة الشرق في القرب من مسجد الصحاف ونشطت البلدية وتأسست كثير من اداراتها واذكر هناك موظفا اسمه عبدالله الفلاح كان من الموظفين الذين يأتون في التفتيش.



امغره

بعد الدوغة ذهبت الى امغره وهناك افتتحت مطعما على الكيلو 21 وهذا المطعم هو الذي قضيت اكثر عملي فيه وهو في الجهراء بالقرب من محطة البنزين وقد استمررت فيه 40 سنة وكان صديقي هو شريكي يوسف كمال وفي البداية كان الموقع في القرب من الشارع لكن عندما انشئ الخط السريع ازيل موقع المطعم وصار ابعد من موقعه القديم لكن على امتداد الاعوام الطويلة صار المطعم معروفا وانا اديره فموقعه المحاذي للشارع والصحراء ومدخل امغرة جعل اهل الشاحنات تتخذ منه مقرا لها ويكونون زبائن دائمين عندي وكذلك كل اهل الجهراء دخلوا هذا المطعم كان يوميا اكثر من 200 سيارة تقف امام المطعم واكثرهم من شاحنات الصلبوخ لأننا على الطريق فيأكلون من المطعم وانا افتتحت المطعم في الستينات، واثناء الغزو اتخذ الجيش العراقي المطعم مقرا لهم ومطبخه جعلوه مطبخ للعسكر وانا في تلك الايام كنت مسافرا الى ايران وحصل الغزو خلال سفري وقد تحطم مبنى المطعم ونهبت كل محتوياته وانا بعد التحرير اعدت بناءه وتجهيزه من جديد وهذا المطعم ثلاث مرات انا اعيد بناءه اول مرة عند ازالة موقعه لأجل طريق الجهراء ثم لأجل الخط السريع ثم من اجل الغزو.



المطار

مطار الكويت كان في النزهة التي هي المنصورية وانا اقلعت وسافرت من هذا المطار اما لما كنا نذهب عن طريق البحر كنا نواجه متاعب في تغير احوال البحر اما عندما صارت الخطوط الجوية الكويتية صار السفر سهلا لأن ايران قريبة وبلدي اصفهان فيها مطار وانا من منطقة تيران تبع اصفهان واذكر اول طائرة ركبتها كانت ذات محركين ونزلت في عبادان ثم وصلت الى اصفهان وهي اول طائرة تقلع من الكويت الى ايران.

وقريتي التي تبع اصفهان اسمها تيران وهي مشهورة في العنب والرمان ألذ وأحلى عنب منها وهي ذات حدائق وبها نهر وآبار وفيها احلى لوز وهي منطقة زراعية ونحن عندنا اراض ووالدي كان مسؤول في مختارية هذه القرية عباس راغب.



الأسماء

اول مطعم اعمل فيه كان اسمه السرور وهو الذي كان في الشرق اما الذي كان في الجهراء فاسمه مطعم عمر الخيام بعد ذلك غيرنا اسمه الى ركن السلطان اما الذي كان في الشامية المطعم «الحديث» اما الذي كان في المباركية فاسمه الايراني.



أول

اول مطعم ايراني في الكويت كان للحاج عبدالله حسين الخرساني داخل السوق «المباركية» وهو محل الجعفر الوزان وكان الشيخ عبدالله السالم يمر على هذا المطعم الذي في سوق المباركية ويجلس مع التجار في هذا المطعم اذكر منهم احمد الكمال والحاج محمد الوزان وعباس اغا علي وحجي عبدالله القراشي وتجار كبار يجلسون والشيخ يجلس معهم وكان هذا المطعم هو اول مطعم بجانبه اول مخبز وكذلك كان هناك تجار هنود يجلسون في هذا المطعم.



الأسواق

اذكر سوق الحريم من الاسواق القديمة التي كانت موجودة من اول الخمسينات وهو يختص في احتياجات الحريم وغيرها وكان الناس كثيرا ما ترتاده وهو بالقرب من سوق التمر وسوق الغربللي وسوق الجت الذي فيه علف المواشي... وانا ادركت سور الكويت والدروازات التي كانت بوابات له كنا عندما نذهب للأحمدي نخرج من الشامية وعندما نذهب الى ثانوية الشويخ نخرج من بوابة الجهراء ولم يكن الذي يخرج في النهار يستطيع العودة في المساء لأن الدروازات تغلق في الليل وعليها حرس... اما حراس الاسواق فكانوا مختصين في الاسواق وفي الليل تسمع صوتهم صاحي صاحي ولم تكن الكهرباء متوافرة بل فانوس مصباح «سراج».



المطر

اذكر حينما حصلت الهدامة صارت الكويت كأنها غرقانة وتهدمت البيوت وكان الشيخ سعد في ذلك الكويت شباب ساعد الناس وهو انقذ الناس بنفسه حتى انني رأيته يساعد الناس في ذلك الوقت.



المرور

انا رأيت بنفسي اول اشارة مرور في الكويت في الشارع الجديد في شارع المتصل في الميدان وهي اشارة يدوية يرفع الشرطي يده للمقابل في الشارع ويمشي السيارات ثم يرفع يده علامة قف وتقف السيارات وهكذا يرفع ويخفض يده وهو وسط الشارع والشرطة لا يلبسون الكاب بل غترة وعقال وفي العقال شعار واذكر تلك السنة التي غيرت الشرطة لباسها من غترة وعقال الى كبوس «كاب».



التميز

صراحة انا ادركت الكويت من حكم الشيخ احمد الجابر وهو اخر حكمه ثم ادركت زمان الشيخ عبدالله السالم حتى وفاته وصباح السالم وكذلك الشيخ جابر الاحمد واليوم انا رأيت الشيخ امير البلاد حفظه الله الشيخ صباح الاحمد الذي اود ان اذكره انني لا استطيع اميز كل الاجيال هي في تطور ونهضة الى اليوم العمران والثقافة واتساع المباني متصل من شيخ الى آخر.



الخير

انا عملت في الكويت اكثر من 60 سنة وليس عندي شهادة لكن من خير الكويت ارسلت اولادي الاربعة للدراسة في كندا كل ذلك من خير الكويت وانا تزوجت في الكويت وتربي اولادي فيها وفي مستشفى الولادة مستشفى الصباح كان احد اولادي هو من اوائل من ولدوا فيه والحمد لله من خير الكويت درس اولادي واكملوا تعليمهم في كندا.



الصبح

كانت وجبة الريوق هي الجبن وكبده اما الغداء وهو الوجبة الرئيسية التي كنا نستقبل بها الزبائن وهم كثر على اختلاف جنسياتهم وكذلك كان ايضا العشاء لا يقل زحمة عن الغداء ولم تكن المطاعم كثيرة لكن جاء مطعم كبير صار له سمعة وهو مطعم الوطن في شرق.



الكي

انا وجدت لي وظيفة في الكي لكن عامل ولم ارض ان اكون عاملا على الكي لأن عندي طموح وارغب في تطوير نفسي فأنا كنت شابا عمري 14 عاما ولي تطلعات ورأيت كثيرا من جماعتي شقوا طريقهم في الحياة... ومن علاقتي مع الناس كنت اذهب الى المخفر في الخمسينات ايام الشيخ عبدالله الاحمد واكفل الايرانيين عندما تحصل لهم مشاكل.



معاش

اول راتب - ولأنني كنت صغيرا في السن - اشتريت لعبة بهذا المعاش ولا تزال هذه اللعبة عندي في بيتي في ايران.



البساطة

ادركت البساطة في الكويت كنا نرى الشيخ عبدالله السالم وهو يمر من غير حراسة في سيارة حتى في احدى المرات رأى حادثا فوقف وشاهد الحادث، كانت الناس متجمهرة على هذا الحادث لأن حوادث السيارات كانت قليلة والسيارات كانت قليلة.