دان تقصير السلطتين وأعلن أن اجتماع اليوم يبحث عن حلول

البراك: لا نضحك على أنفسنا معاناة «البدون» مستمرة منذ 40 عاماً

1 يناير 1970 10:32 ص
كشف النائب مسلم البراك ان لجنة البدون ستجتمع «اليوم» الاثنين لتنظر بجميع المقترحات المتعلقة بمعالجة الاوضاع لفئة البدون خصوصا الحقوق المدنية الاجتماعية.

وقال البراك ان من يتساءل لماذا خرج هؤلاء بهذا الوقت هو انعكاس طبيعي لمعاناة استمرت لـ 40 عاما فلا نضحك على انفسنا فهناك تقصير واضح من الحكومة ومجلس الامة ولابد ان يقف الجميع امام مسؤولياته.

واشار البراك لما صرحت به احدى النائبات بان عدد البدون 90 الف شخص وادعت بان 60 في المئة منهم تواجدوا في الكويت اثناء الاحتلال وهذا امر غير صحيح ومحاولة للهرب من حل هذه القضية والقفز على حقوق هذه الفئة التي قدمت خدمات جليلة بمشاركتها في الحروب القومية وحرب تحرير الكويت. وعبر البراك عن اعتقاده بان نائبة تدعي هذه المعلومات لن تسعى لحل المشكلة، مشيرا إلى ان هؤلاء ليسوا مجرمين حتى يتم التعامل معهم بهذا العنف لان تجمهرهم كان سلميا بدليل وجود اطفال ونساء ضمن التجمهر.

واستخدام القنابل والمياه الحارة والطائرات الهيلوكبتر اكبر اساءة للبلد لان بعضهم من استشهد والده في الحروب القومية، مضيفا ان من استشهد في موكب سمو الامير الراحل لم يجنس ابناؤهم حتى هذه اللحظة، ما يعني بان الحكومة لن تنتقل لمنح فئات اخرى متسائلا: اين المعالجة الحكومية بعد ان حددت احصاء 65 للمعالجة.

ولفت البراك ان اللجنة المركزية للبدون تضع اصولاً للبدون دون دليل ثابت وتجبرهم على الحصول على جوازات من دول اجنبية ثبت فيما بعد انها جوزات مزورة.

وأصبح حالهم مثل اللي (يدور الماي ويلقى الماي هماج...).

وذكر البراك ابناء المتجنسين في 2006 الذين لم تجنس أبناءهم حتى الآن والحديث بأنه سيتم حل قضيتهم بعد 5 أعوام وهم حالياً يعانون الأمرين بلا عمل وتُوصد سبل الحياة الكريمة فكيف نقول لهم اصبروا 5 أعوام؟!!

ووصف البراك الحكومة بأنها غير جادة بحل هذه المشكلة وتريد ان تعمق من جراح هذه الفئة ولو كانت لديها جدية واحد في المئة لاتجهت في الاتجاه الصحيح.

واستغرب البراك بعدم تجنيس أبناء الشهداء في موكب الأمير الراحل وهل مطلوب ان نبحث عن أصوله أم نسعى لتكريم أبنائه وهو الذي شرفنا بالدفاع عن رمز البلد، مشيراً الى من شاركوا في الحروب العربية وقال لهم الراحل صباح السالم في مطار الكويت بأنهم «كويتيون» ومنهم من استشهدوا ومن أصيب فهل المطلوب بحث عن اصول هؤلاء؟!

وقارن البراك بين البحث عن اصول الشهداء في الحروب وبين الفنانين والفنانات الذين لم يبحثوا عن أصولهم وتم تجنيسهم مع احترامنا وتقديرنا للجميع.

وأشار البراك لوجود الجيل الرابع لهذه الفئة وهم أبناء من شارك بالحروب العربية وحرب التحرير، لافتاً بأن هؤلاء الأبناء تم أخذهم من داخل المنازل في عمليات قبض عشوائية في المظاهرات الأخيرة.

وطالب البراك من وزير الداخلية اطلاق سراح المعتقلين فوراً ومنع تعرضهم للتعذيب لأن التجمع كان سلمياً وانه حضر التجمع في منطقة الصليبية وحث المتجمهرين على الانصراف واستجابوا له، وبعد ذلك قامت القوات الخاصة بضرب الدروع لخلق حالة من الاستفزاز والاحتكاك مع المتظاهرين لضربهم كما حصل في ديوان الحربش واليوم الثاني خرج القياديون في وزارة الداخلية وكذبوا على الشعب الكويتي وكذلك في قضية محمد غزاي حينما تلا وزير الداخلية السابق بيان الداخلية، وكان من بدايته لنهايته كله كذب وتزوير فيما تبين ان سجل محمد غزاي لا يوجد فيه إلا مخالفة مرورية واحدة.

وقال البراك آن الاوان لانهاء هذا الملف لاقرار الحقوق المدنية والقانونية وتوظيف المدرسين والاطباء والممرضين والممرضات الذين تم منعهم من العمل بعد ان تغربوا في دول أخرى لطلب العلم بدلاً من أن تأتي من الفيليبين والهند فهل يعقل أن نمنع عنهم الحياة والرزق ونقول لهم (عيشوا مواطنين شرفاء...). وشدد البراك على الدولة مسؤولية حق التعليم والعيش الكريم ومع احترامي لبيت الزكاة فهناك من يرفضونه وآخرون يقبلونه في منحه المساعدة.

وأفصح البراك عن بعض الحالات من البدون التي تستأجر منازل من 200 - 300 في الصيف وتقوم من شهر 10 - الى شهر 5 بالذهاب للبر للسكن هناك لتوفير هذه المبالغ متسائلاً: مساعدات الكويت تصل الى اقصى بلاد العالم فهل يعقل ما يحصل في الكويت. وبيّن البراك ان معاناة البدون لا يعلم بها إلا الله.

وهناك شباب في عمر الزهور في الشوارع بلا عمل فلا ننظر من جانب عنصري فهناك الجيل الرابع من فئة البدون ومسؤوليتنا المحافظة على الجانب الانساني والتحرك السريع من اجل ذلك.

وقال البراك نأمل ان تعقد جلسة خاصة يوم الخميس المقبل لمناقشة القضية وخلال يومين ستمثلها لجنة البدون من تقديم تقريرها لوضعه على جدول اعمال المجلس ونطلب من الحكومة ان تسعى الى انهاء الملف وعدم وجود التصعيد الأمني الذي تدعيه.

وزاد: تسمى قضية البدون قنبلة موقوته ويجب معالجتها ليس باطلاق القنابل عليهم بل بوضع اسس الحل لمعاناة الانسانية لهذه الفئة والتي لم تسجل خيانات من جهتها وليخرج وزير الداخلية احصائية ان وجدت، مؤكداً ان هذه الفئة هي اقل الفئات التي ترتكب الجرائم اليومية مع انهم يعانون ضنك العيش ومعاناتهم صعبة ويعملون عملاً يدوياً لتوفير 1 - 2 دينار في اليوم.

واضاف البراك ان احدى الكويتيات ابلغته بأن ابنها الاكبر همس باذنها لطلب مبلغ دينار واحد حينما سألته لماذا الهمس اجابها بأنه خجل من اخوته الذين يصغرونه سناً، مشدداً على ضرورة حل معاناتهم ومثل ما نؤذيهم بتصرفنا هذا نؤذي الكويت وامنها.

ومن ناحية اخرى، شدد البراك على اهمية شريحة المتقاعدين العسكريين والمدنيين على حد وسواء مطالبا بالسعي لتحسين مستواهم المعيشي واحتياجاتهم تقديراً للجهود الجبارة التي بذلوها اثناء خدمتهم للوطن والمواطن، مطالباً الحكومة انصافهم والوقوف بجانبهم وزيادة رواتبهم للتغلب على الظروف المعيشية خصوصاً ان رواتبهم ثابتة واحتيجاتهم ومتطلبات ابنائهم تزيد. وبين البراك في تصريح صحافي ان الزيادة الاخيرة التي شملت العسكريين في الجيش والشرطة والحرس الوطني والاطفاء وهم يستحقونها ولكن علينا عدم نسيان المتقاعدين من هذه المؤسسات العسكرية الذين ادوا خدمات جليلة وبذلوا جهوداً كبيرة في خدمة الوطن، موضحاً البراك انهم الآن نتيجة لطبيعة عملهم العسكري لا يستطيعون ممارسة العمل بعد ان تركوا الخدمة لان جهدهم اصبح لا يكفيهم حتى يعوضوا ما تم خصمه من رواتبهم اثناء خدمتهم ولان بعد تقاعد العسكري تلغى جميع البدلات وهي كثيرة من مرتباتهم ولاتحسب ضمن المعاش التقاعدي الذي يتقلص بشكل كبير.

واشار البراك ان الراتب التقاعدي للعسكرين لايفي بالمتطلبات المعيشية لاسرهم وبما ان هذه الزيادة اتت واعطيت للعسكريين المتواجدين في الخدمة «وهم يستحقون ذلك» فلا يمكن ان ننسى المتقاعدين، قائلا البراك ان مبلغ الزيادة الذي وضع لرتبة معينة تحسب نسبة التقاعد وتعطى لصاحب الرتبة المتقاعد لتعويضهم عن البدلات التي سقطت منهم واثرت على مستواهم المعيشي والاسري واحتياجات ابنائهم فلابد ان يتم تعويضهم عن الجهد الكبير الذي بذلوه طوال هذه السنوات وقدموا خدمات كبيرة وجليلة للبلد من خلال مواقعهم.

واوضح البراك ان الراتب التقاعدي هو راتب ثابت وفي المقابل الالتزامات تزداد والابناء يكبرون والاسعار ترتفع وان هذه الزيادة المجزية للعسكريين التي اقرها المجلس الاعلى مشكوراً ولكن من المفترض عدم نسيان المتقاعدين العسكرين، مؤكداً ان من تقاعد قبل اشهر لو يعلم باقرار هذه الزيادة لانتظر ولكن «الخير فيما اختاره الله سبحانه وتعالى» فيجب الاهتمام بهذه الشريحة الذين لم يستفيدوا من هذه الزيادة وتخفيف معاناتهم ومساندة اسرهم بهذا الاتجاه. وتمنى البراك من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ان يراعي هذا الجانب وانه يضعهم في الحسبان، وان يقدم طلباً الى المجلس الاعلى للدفاع لمراعاة هذه الفئة المهمة والحرص عليها والاهتمام بها، مشيراً البراك بانه سيكون هناك اجراءات مستقبلية وكلام آخر بشأن المتقاعدين المدنيين فيما بعد للسعي الى تحسين اوضاعهم والحرص على انصافهم.