اعتبر الدكتور جمعان الحربش أن توقيع عقد كلية الهندسة فضيحة سياسية لأن توقيع عقد إنشاء الجامعة صدر في شهر 4 من عام 2004 والمفترض أن تنتهي في 2014!
يا سبحان الله بعد 7 أعوام تظهر لنا وزيرة التربية الحمود محتفلة بتوقيع عقد إنشاء كلية... وللنائب الحربش كل الحق في توجيه هذا الاستغراب، وكذلك محطة الزور، وغيرها من المشاريع المعطلة!
لو أن الوزيرة الفاضلة، ومسؤولي وزارة الأشغال، وجماعة خطة التنمية حجزوا تذكرة سفر إلى الرياض واستأجروا حافلة تطوف بهم حول مدينة الرياض لعلموا أننا في وضع مزر... فعند مغادرتك لمطار الملك خالد بن عبدالعزيز الدولي ترى على يمينك تحفة عمرانية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، مباني في غاية الروعة، وجسورا معلقة تربط بين المباني، وعلى اليسار نهضة عمرانية قد نحتاج لعقود كي نفهم طبيعة العمل هناك!
القول المأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب» نراه ماثلاً أمامنا، فالأمور في حاجة إلى إخلاص في العمل بعيداً عن التسييس، و«الفلوس» التي لا يشاهد أثرها «البشر» نرى أن وجودها من عدمه سيان!
مشكلتنا في الجامعة أننا نعتقد أننا «الصح» و«نكابر» ونماطل وتمر 7 أعوام والإخوان في الدول المجاورة يوقعون عقود إنشاء لجامعات أكبر مساحة وأجمل تصميماً، وينجزونها في غضون أعوام قليلة، بالكثير 4 أعوام ونحن «فساد إداري» وفضائح سياسية كما ذكر النائب الحربش!
ولو قمت بزيارة المستشفيات وعاينت المواقف المتعددة الأدوار لعلمت أن «سرطان التصميم والتنفيذ» قد أصاب منشآتنا، يعني «الذكي» الذي صمم المواقف المتعددة الأدوار لم يفكر في كيفية وصول المرضى للعيادات الخارجية، أو كيف لزائر مريض أن يصل إلى الأجنحة، هناك اختراع اسمه «جسور معلقة مكيفة» تربط بين المباني ومواقف السيارات لكن الإخوان «نايمين بالعسل»!
طرق مغلقة، مبانٍ متهالكة، زحمة مرورية، ويتحدثون عن التنمية... يا سلام عليكم!
لو أعطوني «شوية مليارات» ورحموني من فسادنا الإداري ومنحت الحرية المطلقة للعمل لأخذت من عامل فترة الإنجاز وجودة العمل بداية للعمل حيث الناس تريد من تلك المليارات أعمالاً ملموسة لا مشاريع وقانون كالجامعة يوقع في 2004 وبعد 7 أعوام يوقعوا عقد كلية الهندسة «شنوا قاعدين تسوون طول السبعة أعوام: لا يكون تصميم ودراسة عروض!»... مادام الأمر هكذا فلماذا لا نحضر مهندسي الدول المجاورة ومقاوليهم لينفذوا مشاريعنا العالقة! هل السبب في المصالح حول «أجزاء الكيكة»؟ ربما! هل هو فساد قيادي؟ لا شك نعم! هل غياب القرار والبيروقراطية والحسد من العوامل؟ طبعاً نعم!
إذاً، ما هو الحل!
مما تقدم نترك الحل لمن يخاف الله في بلد تسير حاله من سيء لأسوأ، والـ « الفلوس» إن لم تساعدنا في تنمية البشر والخدمات من منظور متلقي الخدمات فلا فائدة من ضخها. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]