د. وائل الحساوي / نسمات / احذروا من الاستدراج !

1 يناير 1970 01:30 ص
ارتدادات التسونامي المصري مازال صداها ينتشر في العالم كله، والكل يتساءل كيف حدث ما حدث، وهل يمكن لنظام بتلك القوة والبطش ان يسقط هكذا من خلال تظاهرات سلمية لشعب أعزل؟! ان هذه الدروس سيتم تناقلها طوال الاجيال وهي تجسد ملحمة شعب أعزل قال لجلاديه «كفاية... ارحل» وان أهم درس فيها هو انه قد كسر حاجز الخوف لدى الشعب المصري، ولاشك ان المجموعة التي التقت يوم 25 يناير لتتحدى النظام هي مجموعة شجاعة ومغامرة لأنها لم تحسب حساب ردود أفعال النظام الذي كان يمكن ان يقطع رؤوسها جميعا.

كم أتعجب من الانظمة الاخرى التي رأت كيف يتم نحر أشقائها بتلك السهولة ثم هي تعتقد بأنها أقوى منهم ولن يصيبها ما أصابهم وبدلا من تغيير طريقة ادارتها للأمور في بلدانها نجدها تجهز نفسها وتتعلم من غيرها كيف تتصدى للجماهير اذا ما حاولت تقليد من سبقها وتجهز المشانق والتهم المعلبة للتصدي للثائرين.

لكن لاشك ان الاسلوب والطريقة التي سلكها اهل مصر لتغيير أحوالهم قد لا تنجح مع غيرهم وقد ترتد عليهم بدمار كبير لسنا بحاجة اليه فلابد من عدم استسهال الشعوب الاخرى لتلك الطريقة الوعرة ويجب عدم الزج بالشباب اليافع في تلك الطاحونة المدمرة ويجب توجيه الشباب في كل مكان الى ان يأخذوا حذرهم من مخططات الاعداء الذين قد يغرونهم بالخروج ويسهلون لهم الامور لكي تحدث المجازر في بلدانهم وتضعف شوكتهم. ان تغيير المنكر له طرق كثيرة لابد من سلوكها، لابد من مراعاة احكام الشرع وتوجيهات العلماء قبل الاقدام على اي خطوة.



لا تمنعوا الناس مما ينفعهم

شاهدنا كيف كانت صلاة الجمعة هي اعظم مناسبة لتجمع الشعب المصري وقبلها الفلسطيني للانطلاق ما يدل على ان المحرك الاساسي لتلك الجموع هو اعتقادها الديني، لذا فإنني أتعجب ممن يحذر من وصول التيارات الاسلامية الى السلطة، وقد أجد العذر للغرب او للكيان الصهيوني للتخويف من الاسلام لكنني لا ادري ما سبب تخوف كثير من المحللين في البلاد الاسلامية من وصول الاسلاميين الى المشاركة في الحكم مادام عن طريق ارادة شعبية وبالطرق الشرعية!

ان الواجب على الشعب المصري ان يضع نظاما متقنا يحقق الارادة الشعبية ويحرص على تحقيق العدل والمساواة بين الناس ويضع الضمانات لكي لا يتم اختطافه من الجيش او الاحزاب، ومادام الشعب مقتنعا بأن الدين الاسلامي هو الأنسب له والأفضل لحل مشاكله فلماذا يخوف البعض الناس وينسبون الى الاسلاميين ما لا يجوز نسبته اليهم؟!

ان المادة الثانية من الدستور المصري تنص على ان الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع وقد ارتضاها الشعب منذ عهد السادات، والواجب على كل من يتولى الحكم في مصر ان يحرص على تطبيق الشريعة الاسلامية دون تردد ففيها الخير له ولأجياله.





د. وائل الحساوي

[email protected]