سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الثورة... ويراع الشباب

أرض الكنانة هي ارض كريمة وآمنة ومطمئنة وساحات عبر هذه الدنيا ضمن بقاعها تترى فيها حركات فكرية وسياسية فكل يوم نشهد ثورة في مكان واحتجاجا في بقعة والمطالبة بحق في حين وقف الشباب منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي في ميدان التحرير بالقاهرة، هذا الميدان التاريخي الذي عبرت من خلاله قوافل شتى تدعو الى الحرية وتسجل للتاريخ فكرة اصر هؤلاء الشباب على بلوغ غايتهم للوصول الى غاية قد تعمل على إصلاح المسيرة السياسية في بلدهم التي قد ينبثق عن اصلاحها اصلاحات متعددة اقتصادية واجتماعية وعلمية.

اكد هؤلاء الشباب قول الأديب:

شبابي إذا كنت لا استطيع

أحقق فيه منى أمتي

وأرفع فيه لوائي العزيز

ليخفق بالنصر والعزة

فلا كان هذا الشباب العقيم

ولا كان زهوي ولا عزتي

سطر هؤلاء الشباب اسطورة رائعة قد يفتقد كثير من الناس لجذوة روحها الوقادة، واشتد الوطيس وبدأ يواجه القرار السلمي بانفجارات هائلة في مقار الشرطة في كثير من المحافظات في زمن واحد، واختفت الشرطة عن مظاهر الحياة والشباب يصر ويهتف وينادي والاعلاميون يقتلون والبيوت تنهب والمؤسسات تخرب كأنما هولاكو نزل على ارض الكنانة، لماذا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

ثم اتى يوم الغضب ثم يوم الرحيل والشباب صامدون أتاهم كل شيء حتى الخيول والجمال والاشعاعات التي تعمي البصر ونيران المنجنيق وهم الصابرون، واتت الشخصيات والاحزاب كلٌ يدلو بدلوه واستجيبت للشباب بعض مطالبهم في تعديل المواد 76 ،77 من الدستور ومنهم من قال: المادة 82 لا تخول لنائب الرئيس ان يقوم بحل المجالس البرلمانية، ومطالبات كثيرة وآراء متعددة وشباب يهتف بالحرية والتغيير وبلطجية يعيثون بأرض الكنانة فسادا فيروعون الاطفال ويسرقون البيوت ويعتدون على المحرمات.

شباب ابي، وخطط متنوعة ومختلفة ومتباينة، وآراء متضاربة لشخصيات مرموقة يأتي اليوم يدلو برأي فيناقضهُ في الغد.

سلم الله ارض الكنانة ورزقها الأمن والأمان وحقق النصر المؤزر الذي كتب خارطة لمصر بيراع الشباب وبتدفق اصوات الحناجر عالية وهدارة.

اني ملكت في يدي زمامي

وانتصر النور على الظلام

وغردت حمامة السلام

اني ملكت في يدي زمامي

حريتي انا الذي احميها

احبها... احب من يفديها

انا الردى للطامعين فيها

انا الذي للحب والسلام.

فلتعش ثورة الشباب



سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي