د. علي عبد الله جمال / صكوك الولاء والانتماء!

1 يناير 1970 09:00 ص

يبدو أن قدر الكويت والكويتيين أصبح التصدي لبلاء من نوع جديد. فمع اتساع رقعة الحرية الصحافية والتزايد الطردي لعدد الصحف المحلية اليومية التي من المفترض أن تساهم رسائلها الإعلامية في إثراء المجتمع المدني ورقيّه في شتى المجالات، نرى أن بعض الأقلام والأبواق لا تتورع عن دق إسفين الفتنة والفرقة والطائفية في هذا المجتمع غير مكترثة بعواقب ما تروّج له من سموم بين ما تطرحه من أحرف وسطور. وهي من ناحية تعلم أن ذلك يساهم في جعل الكويت منطلقاً «لمؤامرة نشر الفوضى في العالم العربي»، على حد وصف وزير الخارجية.

فلقد أمست هذه الآفة خبزة وقوتاً يومياً لأولئك الذين يمتهنون الصحافة رغبة منهم في نفخ الجيوب، والترويج لمخططهم المكشوف من دون الالتفات إلى تاريخهم المتخم بالسواد وماضيهم المملوء بالعبث والرياء!

فليتمعن الذين يعتقدون بامتلاكهم لمطابع وحقوق نشر وتوزيع «صكوك الوطنية»، وليتفحصوا تاريخهم جيداً. فلن يسمح أبناء هذا الوطن بأن يثقب هؤلاء سفينة الكويت في محاولة يائسة لإغراقها. فامتلاكهم للماكينة الإعلامية لا يعطيهم الحق في ترويج سمومهم وتدليس الحقائق وتقوّل الكذب على أهل البلد واستصغار عقول الناس!

فلا تدنّسوا الوطنية بتبنيكم لها، ولا تلطّخوا الولاء والانتماء لهذه الأرض بتغنيكم بها بالألسن نفسها التي تغنّت باسم صدام وبالأوتار المشروخة نفسها التي عزفت الألحان المسمومة له!


د. علي عبد الله جمال


طبيب وكاتب كويتي

[email protected]