تركي العازمي / تغير شكل السياق ونمط فكرة القيادة...!

1 يناير 1970 06:32 ص
ذكر الزميل الدكتور عبداللطيف الصريخ العلاقة بين «الفيس بوك» و«التويتر» ونمط فكرة القيادة، وإنني أرغب في توضيح بعض الجوانب للفائدة العامة.

أولا القيادة ليست بمنصب Leadership is not a position وهذا دفعنا لتبيان سبب الخلل في منظوماتنا، والقائد لا يعتبر قائداً من غير تابعين مؤيدين لنهجه، ويثقون فيه ويعرضون تطلعاته لمن يعملون معهم للوصول إلى الغايات السامية للقائد، وبلا شك إن الجميع يتأثر في مناخ المحيط الذي يعمل به وهو ما يطلق عليه اسم Context.

ما حصل في مصر هو عبارة عن وجود قيادة بالاسم بحكم المنصب وإن التابعين لهم منسجمين مع رؤاهم بغض النظر عن حقيقة السياق، ولا يوجد عموماً قائد فعال ضعيف في جانب الكاريزما، وهي سمة يفترض أن تكون من ضمن الخصال مسلم بتوافرها، في مصر كانت هنالك قيادات ترسم، تخطط، تنفذ دون الرجوع لحاجة التابعين وهم هنا مختلفين من سياق لآخر حسب ثقافة المجاميع وبالتالي نجد أن صفة القيادة لا تنطبق عليهم سواء كانت تحويلية، سلوكية، موقفية أو أي نظرية آخرى من نظريات القيادة والتي جاء في آخرها نظرية حديثة يطلق عليها القيادة الموزعة/المشتركة Distributed Leadership وهي تعني أن صفة اتخاذ القرار موزعة وغير محصورة في القائد على أعلى الهرم وبالتالي تعزز القرار الجماعي، وهي نظرية معمول بها في الغرب حاليا لذلك تجد أهافهم ترسم بدقة ويتابعون مراحل التنفيذ بشكل دوري.

ولأن الشعب المصري في العقد الحالي والذي سبقه كان في حاجة لمن يربطهم مع بعضهم لمعرفة الاحتياج المتوقع الحصول عليه، وبين عطاءات القياديين الذين هم بالأساس ليسوا بقياديين لعدم توفر تابعين لهم حيث كانوا يرسمون لمجاميع تحيط بهم وهي نسبة وتناسب لا تعد تذكر فتنتفخ «الكروش» لمجموعة والسواد الأعظم تحت خط الفقر، ومع مر الأعوام تراكمت التداعيات حتى باتت التكنولوجيا المخرج الوحيد. إن التكنولوجيا سواء الانترنت، الفيس بوك، التويتر هي وسيلة للتعبير وهذا يؤكد أن القيادة ليست بمنصب، فالمجاميع المنسية وجدت من يربطها وظهرت أسراء في 2008 وبعده الشباب من غنيم مسؤل غوغل في الشرق الأوسط، وغيره ممن نقلوا صورة الواقع المخالف لرؤية القياديين، وهي حالة معنوية والمعنويات دفعت بثقافة التكنولوجيا لتكون وسيلة للتعبير عن الكبت الذي يعانون منه، والتواصل الدقيق المبرمج نقل الصورة للجميع حول حقيقة من نراهم في الصحف من قياديين لا يفقهون احتياجات التابعين لهم، وللعلم فالقياديون في المناصب السياسية لا يمكن أن تطبق عليهم نظريات القيادة لأن السياسة لعبة لا تعترف بالاخلاقيات والمعنويات التي تعتبر أساس شرح تدارس العلاقة بين القائد والتابعين له.

هذا ما حصل في مصر وانعكس أثره على الوضع في الكويت على سبيل المثال بعد قبول استقالة الوزير الخالد والآتي من الأيام سيظهر لنا عوامل انعكاسية حيث مفهوم «كل شيء تمام طال عمرك» لم تعد موجودة.... إننا حتى في خطة التنمية لم نسمع عن ورش عمل يجتمع فيها القياديون مع العاملين، ولم نر مجاميع من مختلف المؤسسات يتقاسمون الحديث عن فاعلية مؤسساتهم سوى على مستوى وكيل وطالع... والحديث طويل جداً في هذا الجانب والله المستعان.





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]