المثلث / لكل من ظن أننا...!
1 يناير 1970
05:59 ص
| رهف عبدالله العنجري |
ثورة تونس ومصر ومطالبات الشعب العربي في كل دولة عربية مستقلة أو حرة يوجد شرارة الثورة شرارة الغضب، السؤال هنا لماذا؟ لماذا هذا الكره اتجاه نظم الحكم أو اتجاه ذوات** الحكام نفسها؟
لنحلل الموضوع دون تحيز و بموضوعية:
بعض هذه الدول يثور شعبها من الفقر و مستوى الدخل الذي لا يكفي للقمة العيش، وايضاً من سوء حال المعيشة من النواحي الصحية و التعليمية و الحاجات اليومية الأساسية.
وفي دول يثور ويهتاج الشعب من تفشي الفساد الاداري والسياسي والواسطات وسرقة المال العام، و دول أخرى يثور الشعب من أجل الحرية، حرية التعبير، حرية الاعلام، حرية الصحافة، حرية الكتابة، حرية الكلمة المسموعة وحتى حرية المشاركة في قرارات الدولة.
الانسان كرمة الله تعالى منذ ولادته بأنه حر وذالك كما قال عمر بن الخطاب: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، فهذه طبيعة الانسان منذ فطرته بأنه حر ولا يخضع للطاعة المطلقة الا لطاعة الله، فالانسان من طين ولكن له منزله خاصة غير عن باقي الخلق فالملائكة نفسها سجدت للانسان سجدت لآدم، فالكون كله سخر ليعيش فيه الانسان فلم تولدنا أُمهاتنتا لنستعبد حكامنا! أو نقدسهم أو نخضع لهم! فلانسان مكرم ولكن عندما يدنس ويُذل الحاكم كرامة الانسان بأي صورة كانت بالتجويع، بالقمع، بالظلم، بالذل أو بالتخويف، فهنا الانسان يثور فهنا الشعوب تشتعل.
الآن كثير من الدول العربية يرأسها حكام مستبدين لحقوق شعوبهم وينطبق لدولهم الأسباب التي تقود للثورة التي تم ذكرها، والأكثر من ذالك كله الحكام لم يخونوا شعوبهم فقط بل خانوا الأمة عندما اتخذوا قرار الصمت، حين اسرائيل اذلت شعوب العرب! لن اتكلم عن القرارات والمعاهدات التي قبل عشر سنوات بل عن التي قبل خمس سنوات حيث كنت أستوعب تلك الأحداث وأفهمها، لم أشهد في هذه السنوات الا التخاذل من قبل حكامنا نتيجة الصمت أو نتيجة مجاراة اسرائيل في قرارتها والاتفاق والتأييد الدائم وليس التفاوض؟! فحكامنا منزهين عن التفاوض لا يملكون الا القبول أو الصمت؟! رحمك الله يا سلطان عبدالحميد على الرغم من انك كنت ضعيفاً ولكنك لم تفرط في الأمة.
عندما اقرأ التقارير في السنوات القليلة الماضية عن جرائم اسرائيل اتجاه الأطفال، النساء والرجال وانتهاكاتها لحقوق الانسان ومعاهدات السلام وجميع الانسانات و جميع القوانين المحلية والعالمية وانها وضعت الشرق الأوسط بأكمله شعبه وحكامه تحت قدميها ومضت تحقق بروتوكولاتها وخططها، مضربة في عرض الحائط الانسان العربي! وحقوق الانسان العربي! وكرامة الانسان العربي! وهذا كله بسبب قرارات و مواقف حكام الانسان العربي؟!
فهل هذه أسباب كافية لتتحرك بها الضمائر!... فهل هذه أسباب كافية لتتكلم عنها الأفواه!... فهل هذه أسباب كافية لتكون الأجابة عن السؤال الذي كان في البداية «لماذا يثور الانسان»؟
داخل كل انسان عربي شرارة و حرقة أشعلها بو عزيزي فأدلعت نيرانها الوطن العربي بأكمله، والعجيب في الموضوع الذي أدلع الشرارة هو شاب عربي، شرارته أشعلت الضمائر الحية الكامنة في نفوس شباب الوطن العربي فاندلعت ثورة الشباب، فأثبتوا من ثورة مصر بأن الشعب العربي ليس قطيع غنم بل شعب يثور لكرامته وحريته ولا يرضى بعيش الحجر.
وأختتم هذا المقال بأروع الكلمات التى سرد لنا اياها الشاعر ابو قاسم الشابي:
فعجت بقلبي دماء الشباب
وضجت بصدري رياح أخر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود
وعزف الرياح ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما سالت:
يا أم هل تكرهين البشر؟:
أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع بالعي، عيش الحجر
www.almothalth.com