دعا إلى وحدة الصف العربي لمواجهة إسرائيل

وزير الدفاع السوري: فخورون بالدم السوري المسال لتحرير الكويت

1 يناير 1970 02:48 ص
كونا - هنأ وزير الدفاع السوري العماد علي حبيب الكويت بالاحتفالات الوطنية، متمنيا للشعب الكويتي في هذه المناسبات العظيمة كل التوفيق والنجاح والازدهار.
ورحب حبيب عقب لقائه الليلة قبل الماضية وفد جمعية الصحافيين الكويتية برئاسة أحمد يوسف بهبهاني بحضور السفير الكويتي في دمشق عزيز الديحاني والملحق العسكري الكويتي المقدم عادل العنزي ورئيس اتحاد الصحافيين السوريين الياس مراد، رحب بزيارتهم دمشق « اقدم عاصمة مأهولة في التاريخ»، متمنيا لهم طيب الاقامة في بلدهم الثاني سورية التي يكن شعبها للكويت « قيادة وحكومة وشعبا» كل المحبة والمودة والتقدم الدائم.
وشكر العماد حبيب الوفد الاعلامي الكويتي على تكبده عناء السفر الذي اعتبره « تكريما ووفاء واصالة عربية نعتز بها جميعا» لشكر سورية على مواقفها الداعمة تجاه الكويت خلال فترة الغزو العراقي.
وقال انه مدعو لحضور احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، مشيرا الى انه سيلبي هذه الدعوة بكل رحابة صدر. وحمل وزير الدفاع السوري الوفد الكويتي كل التحية والتمنيات بالسعادة والتقدم الدائم للكويت، معربا عن اعتزازه بتقليده وسام الكويت (ذو الوشاح الاكبر من الدرجة الاولى) من قبل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد في احدى زيارته الى دمشق.
وتطرق وزير الدفاع السوري خلال اللقاء الى أحداث الغزو العراقي والقرار « التاريخي» الذي اتخذه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في الوقوف الى جانب الحق الكويتي والمساهمة في قواتها بتحرير الكويت، كما سرد تفاصيل دقيقة ووقائع للاحداث ودور بلاده تجاه ذلك العدوان.
وقال نقلا عن الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي استمع منه الى شرح حول واقع الحال على الحدود السعودية - الكويتية بعد الغزو العراقي « يا علي ان مشاركتنا ووقوفنا الى جانب اخواننا الان سيذكرهما التاريخ».
وقال : ان « الغزو العراقي نزل نزول الصاعقة ليس على منطقة الخليج وبلاد الشلام فقط بل على العالم أجمع»، مشيرا الى قول الرئيس الراحل حافظ الاسد في 12 سبتمبر عام 1990 « ان غزو الكويت واحتلالها كارثة كبرى وخطيئة لا تغتفر».
ولفت الى ما طرحه الرئيس حافظ الاسد في القمة العربية التي عقدت انذاك في القاهرة من موقف واضح وجريء جدا طلب فيه تحريك القوات السورية لتحرير الكويت الى جانب القوات السعودية والكويتية والاماراتية، معربا عن اعتزازه لاختياره له لهذه المهمة ليكون قائد القوات السورية التي ستتجه الى تحرير الكويت.
وقال : ان « الاسد قرر اختياري قائدا لهذه المهمة والتوجه على وجه السرعة ودون تأخير الى السعودية لتقديره ونظرته للامور البعيدة جدا وأهمية الحدث وذلك رغم وجود خطورة في ان تقوم اسرائيل بشن عدوان على سورية مستغلة التمزق العربي الذي احدثه الغزو العراقي خصوصاً انني كنت انذاك قائد فرقة على أهم الاتجاهات وهو اتجاه قنيطرة - دمشق».
وأوضح انه تم بعد ذلك التنسيق مع الأشقاء في السعودية وكذلك الكويتيين الموجودين في السعودية للتحضير لاستقبال القوات السورية والانتقال بعد ذلك الى حفر الباطن حيث تم تحريك القوات السورية في 24 اغسطس واستقبال بعد ذلك الفرقة المدرعة والقوات الخاصة والمستشفيات الميدانية.
وقال : ان « المهمة كانت في بادئ الأمر مهمة دفاعية على الحدود السعودية - الكويتية خشية ان تتابع القوات العراقية الهجوم على السعودية وبعدها تحولت المهمة الى مهمة تحرير وتخليص الكويت من هذا الكابوس جنبا الى جنب مع القوات المصرية والسعودية والكويتية وغيرها من القوات».
وأضاف : ان « القوات السورية دخلت بعد ذلك مع القوات العربية في 24 فبراير الى الكويت حيث تم رفع العلم السوري بتاريخ 28 فبراير فوق مقر السفارة السورية في الكويت بحضور ممثلين عن الجالية السورية الموجودين في الكويت وبعد ذلك عقد اجتماع للقوات العربية في منطقة ام الهيمان لتوزيع مهام القوات العربية على مدن الكويت والكشف عن المتفجرات».
وأشار الى ان القوات السورية كلفت أولا بتغطية منطقة حولي ومن ثم اسند اليها مهمة جمع الاسلحة والذخائر والالغام والمتفجرات والآليات التي استشهد من جرائها ثمانية شهداء من الجنود السوريين واصابة 16 آخرين بجروح.
وقال : انه « في عام 1991 صدر قرار عودة القوات السورية بعد ان قمنا بعمل ينطلق من ايمان وفكر عروبي وقومي كان يستدعي مساندة بعضنا بعضا وتحمل كل الملمات وهو فخر لنا «.
وشدد على ضرورة وحدة وتقارب الصف العربي باعتباره عامل قوة للعرب جميعا، لافتا الى ان « اسرائيل تتخوف من التقارب العربي وتسعى جاهدة الى تعطيله لان في ذلك مصلحة كبيرة لنا».
وأشار في هذا الاطار الى ايام الوحدة بين مصر وسورية والتي جعلت اسرائيل انذاك بين المطرقة والسندان.
من جهته أعرب رئيس جمعية الصحافيين أحمد يوسف بهبهاني في كلمة له عن شكره لما قدمته سورية تجاه الكويت من دعم ومساندة لتحريرها من براثن العدوان العراقي الغاشم، مستذكرا مواقف الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي كان وقوفه الى جانب الحق الكويتي عامل قوة للكويت.
كما أعرب بهبهاني عن ارتياحه لتطور علاقات التعاون المشترك بين الكويت وسورية في مختلف المجالات، مؤكدا ان «التعاون الذي نراه اليوم هو تكملة لمسيرة العلاقات المميزة التي تربط بين البلدين عبر التاريخ».
بدوره ثمن أمين صندوق الجمعية ونائب رئيس تحرير جريدة (الانباء) الكويتية عدنان الراشد الدور السوري في تحرير الكويت، مؤكدا ان الموقف الشجاع كان محل احترام وتقدير كبيرين من قبل الكويت «قيادة وحكومة وشعبا».
وأعرب الراشد عن اعتزاز الشعب الكويتي بان الدم السوري سال على ارض دولة الكويت مثلما سال الدم الكويتي على ارض سورية خلال فترة السبعينات.