استُقبل استقبال الأبطال في ميدان التحرير... وأكثر من 100 ألف شاب وفتاة فوّضوا مدير صفحة «كلنا خالد سعيد» التحدث باسم «ثوار مصر»
وائل غنيم يبكي... ويبكي ملايين المصريين على الهواء
1 يناير 1970
06:03 م
| القاهرة - من نعمات مجدي |
تعرف المصريون اخيرا، على وائل غنيم محرك التظاهرات من وراء حاسوبه. فبعد ان خرج من مقر جهاز امن الدولة مساء الاثنين، ظهر على التلفزيون فتكلم وتلعثم وبكى رفاقه الذي سقطوا، وابكى معه ملايين المصريين.
وبدا الشاب النحيل، قصير القامة واشعث الشعر بعينين غائرتين تعبا بعد 12 يوما امضاها في سجون امن الدولة. ويعمل خبير الانترنت البالغ من العمر 32 عاما، مدير التسويق المنطقة الشرق الاوسط في «غوغل».
وهو يقيم في مقره في الامارات ولا ينقصه لا مال ولا جاه.
ويعد غنيم، أول من نادى بضرورة نزول الشباب في يوم 25 يناير في ثورة ضد النظام الحاكم، بعدما نادى بذلك أكثر من مرة على الصفحة التي أنشأها على «فيسبوك» وتحمل اسم «كلنا خالد سعيد»، واتخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن حرية الشعب.
قبل يومين من بدء التظاهرات (ا ف ب)، اخبر المسؤولين عنه انه ذاهب في اجازة الى مصر لـ «اسباب عائلية»، وكان ابرز الداعين الى التظاهرة الاولى في 25 يناير الشهر الماضي.
ورغم الارهاق تماسك خلال المقابلة التلفزيونية. الا ان قيام القناة بعرض صور رفاقه الذين قتلوا كان بالنسبة اليه اقوى من ان يحتمل.
وأشار مدير صفحة «كلنا خالد سعيد»، إلى أنه ليس بطلا لكنه مثل جميع الآخرين الذين شاركوا ونزلوا للشارع وتعرضوا للاعتقال والضرب والموت.
انحنى على الطاولة، بكى لدقائق وبصوت عال دون ان يلتفت الى المذيعة. تمتم بضع كلمات «والله العظيم دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد متبت (اي متشبث بالعامية) في الكرسي ومش عايز يسيبه».
ثم قال وهو مازال يبكي بصوت عال «عايز امشي». وغادر الاستديو على الهواء.
خلال المقابلة وقبل انسحابه لم يخف وائل غضبه.
قال لسجانيه والمحققين معه ان «خطفي جريمة واذا كان لا بد من ان اعتقل يجب ان يكون حسب القانون. لست ارهابيا ولا مهرب مخدرات حتى يطبق علي قانون الطوارئ».
ويضيف راويا حواره مع الضباط الذين حققوا معه «انا من يدفع رواتبكم لانني انا ادفع ضرائب وجميع المسؤولين موظفون ويحق لكم محاسبتهم» موجها كلامه الى المصريين عبر التلفزيون.
ويتابع غنيم «انه موسم التخوين. كان الضباط الذين يحققون معي لا يصدقون انني اتصرف بمبادرة شخصية مني مع زملاء لي مثلي. انا متهم بتنفيذ اجندات خارجية، قالوا عني انني خائن ثم غيروا رأيهم (...) واجندتنا هي حبنا لبلدنا».
وعن استقبال وزير الداخلية محمود وجدي له عقب اطلاقه وقيام الامين العام الجديد للحزب الوطني حسام بدراوي باصطحابه الى منزله بسيارته الخاصة، يقول وائل ان «وزير الداخلية كلمني من دون ان يعتقد بانني تافه وضعيف، بل كان متأكدا انني شخص قوي والفضل لشبان الميدان، وهم ايضا الذين جعلوا حسام بدراوي يوصلني الى منزلي».
ونقل وائل حواره مع بدراوي، الذي يكن له الاحترام، وروى «قال لي اخرجنا كل السيئين من الحزب، فقلت له، انا لا اريد ان ارى شعارا واحدا للحزب الوطني في اي شارع من شوارع مصر. على كل من يعتبر نفسه جيدا ان يخرج من صفوف الحزب الوطني وان يؤسس حزبا اخر»، مؤكدا أن «الحزب الوطني خرب بلدنا، وكوادره أكلها السوس».
كما قال لوزير الداخلية ان «النظام السياسي لا يخاطبنا بل يقول لنا اسكتوا كلوا وعيشوا (...) لا نثق بكل كلام يصدر عن المسؤولين فيه، كله كذب باعتبار انه ليس من الضروري ان يعرف المواطن الحقيقة».
ويصف النظام بانه «يملك منظومة لاعدام كرامة المصريين».
ووائل بدا ايضا متسامحا وغير حاقد. قال «الوقت ليس وقت تصفية الحسابات. وقد اكون راغبا بأخذ حقي من اناس كثر، الا ان الوقت ليس لتصفية الحسابات ولا لتقسيم الكعكة ولا لفرض الايديولوجيات (...) انه وقت المطالبة بالحقوق».
كما لا يهاجم سجانيه. وقال «تعاملت مع اشخاص محترمين في امن الدولة واذا حصل التغيير سيكون هؤلاء اشخاصا جيدين».
وأكد غنيم انه لم يتعرض للتعذيب. وقال «ربما تنتظرون مني ان اخلع قميصي لاكشف لكم عن حروق في جسدي من آثار التعذيب. لا، لم يعذبوني ولم يلمسوني».
واضاف: «انا لست بطلا، انا كنت وراء حاسوبي فقط انا مناضل الكيبورد. الابطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر».
وعن نجاح تظاهرة 25 يناير، قال: «كنا نتواصل عبر النت نفتح منتديات الحوار ثم نتخذ قراراتنا في شأن التظاهر بالغالبية».
وحرص على التأكيد ان «الاخوان المسلمين لم يكن لديهم اي علاقة بالدعوة الى هذه التظاهرة الاولى ولم يشاركوا فيها».
وتوجه وائل، بالعزاء لأهالي وأسر الشهداء منذ ثورة 25 يناير، ووجه رسالة لأمهات الشهداء قائلا: «يا أمهاتنا نزلنا الشارع وتظاهرنا عشان مصلحة الوطن وليس للتخريب، وكلنا ضد التخريب والفوضى». وبعد انسحاب وائل، قال السيناريست والشاعر مدحت العدل، وهو خمسيني والدمع في عينيه، «اخجل من جيلي الذي لم يتمكن من القيام بما قام به وائل ويقوم به جيله».
الى ذلك، بلغ عدد أعضاء صفحة «تفويض» غنيم للتحدث باسم «ثوار مصر» على موقع «فيسبوك» نحو 108.215 عضوا حتى ظهر امس.
مؤسس الصفحة، قال إن غنيم أظهر قدرة بالغة في التحدث باسم جموع الشباب، رغم رغبته الشخصية ومطالباته بألا يتحدث الشارع عنه كبطل أو أنه «مفجر الثورة»، معتبرا الشعب «بطل الثورة الحقيقية».
وأضاف: «غنيم حرك الملايين للمطالبة بإصلاح أوضاعهم، وأقل ما يجب على هؤلاء الملايين تجاهه هو تفويضه للتحدث باسمهم، لأنه أجدر من يقوم بهذا الدور».
وعصر امس، استقبل وائل غنيم استقبال الابطال لدى وصوله الى ميدان التحرير. وقال شهود ان الاف المتظاهرين تدافعوا لتحية وائل غنيم بمجرد علمهم بوجوده في الميدان واخذوا يصفقون والدموع في اعينهم ويهتفون «تحيا مصر تحيا مصر».
وافاد الشهود بان غنيم تحدث الى المتظاهرين قائلا: «لست بطلا، انتم الابطال، انتم الذين بقيتم هنا في الميدان». واضاف «لازم تفضلوا مصرين على مطالبنا، علشان خاطر شهدائنا لازم نفضل مصرين على مطالبنا».
وقاطعه المتظاهرون اثناء حديثه هاتفين «الشعب يريد اسقاط النظام، الشعب يريد اسقاط النظام».
الحزب الحاكم يشكو
من اتهامات «جزافية» ضده
القاهرة - يو بي أي - اشتكى الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر، مما وصفه بالاتهامات «الجزافية» التي يبثها البعض ضد أعضائه وقياداته، معتبرا أنها لا تخدم عملية الحوار الوطني.
وقال محمد عبد اللاه، الأمين العام المساعد للحزب وأمين الإعلام، امس، ان الاتهامات الموجهة الى الحزب «تتنافى مع مبادئ وقيم التعددية والتسامح وقبول الرأي الآخر».
وكان الحزب الحاكم أعلن السبت الماضي، استقالة أعضاء هيئة مكتبه، بعد أيام من تقارير أفادت بتورط بعض قيادييه في استئجار بلطجية للاعتداء على المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك.
وأضاف عبد اللاه في بيان، «إن المروجين لهذه الاتهامات يغلب عليهم الفكر الإقصائي وسياسة الاستبعاد التي تتنافى مع أبسط قيم ومبادئ الديموقراطية». وطالب أعضاء الحزب بـ «التحلي بالصبر ورباطة الجأش أمام تلك الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة».
«بلطجية» يهاجمون محطة كهرباء
القاهرة - يو بي أي - أفاد موقع صحيفة «الأهرام» الالكتروني، بان نحو 500 من «البلطجية»، هاجموا صباح امس، محطة إنتاج الكهرباء الرئيسية في منطقة النوبارية شمال القاهرة.
واضاف ان العاملين في المحطة استنجدوا بالجيش، طالبين الحماية من الهجوم خوفا من سرقة معدات المحطة التي تنتج الكهرباء لمناطق واسعة في منطقة الدلتا والعبث بها.
وأشار الموقع الى انه تلقى اتصالات هاتفية من داخل المحطة بان «البلطجية» أغلقوا تماما مداخل المحطة ومخارجها ومنعوا دخول وخروج العاملين بها، كما هددوا بتفجير خطوط الغاز التي تغذى المحطة التي تنتج نحو 22500 ميغاواط.
وأضاف ان العاملين في المحطة اضطروا إلى إيقافها وفصلها عن الشبكة الوطنية للكهرباء. وتابع ان قوات من الجيش معززة بالمدرعات بدأت بالتوجه للمحطة لإنقاذها من العابثين.
الوزير السابق عصام شرف
يتقدم مسيرة تطالب بإنهاء حكم مبارك
القاهرة - رويترز - قاد وزير النقل السابق عصام شرف، امس، مسيرة تطالب بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك.
وقال شهود ان المسيرة طافت بالمنطقة التي يوجد فيها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء ووزارات عدة، من بينها وزارة الداخلية في وسط القاهرة.
وتابعوا أن المسيرة ضمت أعضاء في هيئات التدريس في الجامعات وطلاب دراسات عليا واخرين.
وذكر أحد الشهود ان المشاركين في المسيرة رددوا هتافات من بينها «الشعب يريد اسقاط النظام». وأضاف: «حين مروا أمام مجلس الشعب هتفوا باطل... باطل».