د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / أراجوزات في شارع المبادئ
1 يناير 1970
03:39 م
غريب أمرهم حقاً، وأعني أولئك المتقلبين بين المبادئ، فهم يتشقلبون في الهواء بكل حرية بين الحبال، ولا يمانعون على أي الحبال يقفون، دون حياء أو خجل من أحد، المهم أن هناك من يدفع مقابل تلكم القفزات البهلوانية ويصفق لها.
المعادون للتيارات الإسلامية في العالم العربي، وأحدد هنا (بعض) المنتمين للتيار المدعي لليبرالية والانفتاح على الآخر، غالباً ما نجدهم يصرّحون وبفجاجة عن حقدهم على التيار الإسلامي المتنامي في طول البلاد العربية والإسلامية وعرضها، خصوصاً عندما يحرضون الأنظمة الحاكمة للضرب بيد من حديد على رأس التيارات الإسلامية، ومنعها من ممارسة الديموقراطية، التي هي حق لكل إنسان، وما أحداث مصر منا ببعيد.
بعضهم أصبح تاجر شنطة، وبضاعته (حقوق الإنسان)، يا للعار! يدور بها بين المكاتب الفخمة والوزارات والشركات والقصور والفلل والشاليهات، إضافة للجواخير والاسطبلات إن لزم الأمر، يستعرض خلال جولته تلك ما يمكن بيعه بثمن بخس دراهم معدودة، بعد أن يمارس (دعارة سياسية) تخجل منها أشهر بائعات الهوى في أزقة سوهو اللندنية.
لهؤلاء وأشباههم وأشكالهم، والطيور على أشكالها تقع ممن اعتلى صهوة القلم، وتسنّم جمعيات نفع عام نُسِجَت في زواياها خيوط العنكبوت، أقول لهم دعوا عنكم الفلسفة، ولا تتكلموا بالمبادئ أبداً، فمقالاتكم لا تساوي الحبر الذي تكتبون به، تخصصوا للكتابة في الفن أو الرياضة، فهي الأقرب لكم، فالرقص على الحبال يربط بين الفن والرياضة.
مثال آخر لتبدل المواقف، والقفز بين الحبال، هذه المرة نجدها في الطرف المقابل، عندما يصمت أبناء (التيار الإسلامي) عن التدخل الأميركي السافر في أحداث مصر المحروسة، بشكل خاص، والفرنسي والألماني بشكل عام، بينما نجدهم في كثير من أدبياتهم يهاجمون الغرب (الكافر) الذي يقف في وجه القضية الفلسطينية، مسانداً لقيطته إسرائيل.
أقول قولي هذا مع إيماني بحق شعب مصر العظيم في تقرير مصيره، ودعائي بأن يحقن الله دماءهم، ويسكن شهداءهم الجنة، وأن يلهمهم من أمرهم رشداً، ويؤلف على الخير قلوبهم، فقد آلم كل المسلمين والعرب ما وصلت إليه الحال في أرض الكنانة، ولكن أهل مصر أدرى بـ (زقازيقها)، وهم القادرون على الوصول إلى بر الأمان، وثورة الشباب ستؤتي أكلها بإذن ربها مهما كانت النتائج، لأنها انطلقت دون أجندة خفية، ولم تحركها أيدٍ خارجية، فدعوهم وشأنهم ليقرروا مصيرهم، ولندعوا الله لهم بالتوفيق والسداد والرشاد اللهم آمين.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh