مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / المتغطي بأميركا عريان

1 يناير 1970 04:36 ص
فجأة وبعد اتهام النظام السوداني بالإبادة الجماعية لشعبه وانشاء وحماية وتسليح ميليشيات تقتل الرجال وتغتصب النساء وتجند الأطفال، وقيام رئيس الجمهورية بجرائم حرب ضد الإنسانية، والمطالبة باعتقاله ومحاكمته دولياً، ووضع السودان تحت حصار اقتصادي طويل... فجأة عادت أميركا عن كل تلك المزاعم والاتهامات وأصبحت تسعى لتحسين العلاقات مع نظام عمر البشير ورفع العقوبات عنه وعن نظامه بل وعدت بدعمه بالمليارات لتقويته، كل ذلك مقابل تخلي نظام البشير عن ثلث السودان وما به من خيرات وبشر، أما الشعب السوداني فلا يهم الغرب بشيء وإن استمرت معاناته، وفجأة أيضاً وبعد 3 عقود من حكم الرئيس حسني مبارك لمصر. حكماً وصفته الدوائر الأميركية بالمستقر الساعي لدعم السلام بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأنه الحليف القوي لها، وقد كان رؤساء أميركا يزورنه على الدوام، وآخرهم منذ شهور كان باراك أوباما بالقاهرة يخاطب منها شعوب العرب والمسلمين، وبعد أن شاخ الرئيس حسني مبارك وأصيب بالأمراض، وخوفاً من وصول من لا يعمل على خدمتهم كما عمل هو، تحول في عينهم في يوم وليلة نظامه إلى نظام ديكتاتوري قامع للحرية، مزور للانتخابات، وحامي للفساد، ويصدر الكونغرس الأميركي أمرا له بالخروج من الحكم فوراً، كأن مصر ولاية أميركية أو إحدى مدنها، فبعد 30 عاما خدمة يقول له الأميركيون... اذهب فوراً لا نريدك. وصدق الاستاذ مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة «اكتوبر» المصرية عندما استشهد بالمثل الشعبي المصري القائل «المتغطي بأميركا...عريان»، فلا هي حمت الشعب السوداني من ظلم حكامه كما وعدته، ولا تريد أن تسمح لرئيس كان أحد نقاط الارتكار لتطبيق سياساتها في المنطقة بالخروج مرفوع الرأس من قصر الرئاسة، ولعل في ذلك رسالة واضحة للشعوب والحكام الذين يربطون أنفسهم بالقوى الخارجية، فالمتغطي بالأجنبي عريان... وإن طال الزمان.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]