| لطيفة جاسم التمار |
تفاجئنا الأقدار بما حدث في قلب الأمة العربية والإسلامية مصر الحبيبة، لم نتصور يوما أن يحدث كل هذا لمصر... مصر العروبة... مصر التضحية والعطاء لكل من يحتاج لها، يحس كل عربي بأنها أم حنونة عليه، تحميه وترعاه لم يكن من المتوقع ولو لوهلة أن يحدث ما حدث يوما لأمه، يعتصرنا الحزن والأسى فثورة الشعب الجائع مازالت مستمرة لا يعرف أو يتوقع ما سيحدث، صور الدمار والخراب والنهب والسلب تجتاح الشارع المصري. لكننا كنا نقف وقفة حب ورد للجميل لشعب مصر وندعو الله لهم بالطمأنينة والأمان وكما قال الله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» إن مصر في رباط إلى يوم القيامة، كما أن رسولنا الكريم كرمها عندما قال «إن جند مصر خير جند» هذه أزمة تمر على مصر لا تكسرها بل تقويها ولا تهزها، إن مصر هي الأمان وإن مرت بأزمات عديدة لكنها تخرج منها قوية منتصرة لأن الله كتب لمصر الأمان في قرآنه.
وما يتوجب علينا كعرب أن نقف جنبا إلى جنب مع إخواننا المصريين متمنين لهم السلامة والأمان، طالبين من كل مصري التكاتف مع أخوه المصري لحماية مدخرات الأمة وحضارتها، لا نريد لرمزنا أن يهتز أو يمرض لابد أن تتكاتف قيم الحب والولاء للوطن حتى نقطع الطريق نحو منتهزي الفرص ممن يسول لهم الشيطان نهب أمهم فلابد من إحكام القيود على الدخلاء المخربين، للذود عن الوطن الغالي والحفاظ على عزه وعرضه. فيا شعب مصر الكويت والكويتيون يقفون معكم قلبا وقالبا مستنكرين ما حدث لكم داعين الله القدير أن تتخطوا هذه الغمة بخطوات واسعة تجاه التقدم والازدهار ومعاودة البناء إن شاء الله.
ما يوجعنا نحن ككويتيين أننا شديدو الالتحام والتواصل مع الشعب المصري، ففيهم أنساب وأقارب لنا وأصدقاء وأهل، نخاف عليهم ونرجو سلامتهم فهذا الشعب لم يشعر بغياب الأمان منذ عقود بعيدة، نحن عشنا هذا الإحساس في أيام الغزو المريرة لا أعادها الله علينا وعلى كل من نحب، والشعب المصري يعيش اليوم إحساس الغبن والفقر هذا الإحساس عاش معه طويلا فكل من رأى الشارع المصري عن قرب عرف مطالبه الكبيرة بالتغيير، لكننا لم نكن نتوقع كل هذه الثورة الكبيرة، بالطبع كان لثورة تونس الأثر الكبير بل الشرارة الأولى التي أفضت إلى هذه الانتفاضة غير المسبوقة بتاريخ مصر الحديث والقديم،، فالشعب قد وصل إلى حالة رثة من الاستعباد يريد التحرر ليصبح إنسانا متحررا في وطنه وأخيرا للمصريين الخيار؟
* ماجستير أدب عربي
[email protected]