«خطاب الملك» نال 12 ترشيحاً للأوسكار ويتحضّر للتتويج
1 يناير 1970
02:46 م
ليل الثلاثاء بتوقيت الشرق الاوسط تم الاعلان في لوس انجليس عن لائحة الترشيحات لجوائز الاوسكار التي يعلن الفائزون بها في 27 فبراير. وقد اخترنا ان نضيء على الفيلم الذي حاز اكبر** عدد من الترشيحات وهي 12 ترشيحاً، ونقصد به الفيلم الانكليزي «THE KINGصS SPEECH» للمخرج توم هوبر، الذي حاز أخيرا جائزة افضل انتاج من رابطة المنتجين الاميركيين، ونال بطله كولن فيرث جائزة افضل ممثل من الغولدن غلوب.
الترشيحات:
- افضل فيلم.
- افضل ممثل دور اول (كولن فيرث).
- افضل ممثل دور ثان (جيوفري راش).
- افضل ممثلة دور ثان (هيلين بونهام كارتر).
- افضل سيناريو اصلي (ديفيد سايدلر).
- افضل ادارة فنية (ايف ستيوارت، جودي فار).
- افضل تصوير (داني كوين).
- افضل ملابس (جيني بافان).
- افضل مونتاج (طارق اتور).
- افضل موسيقى خاصة (الكسندر ديسبلات).
- افضل ميكساج صوت (بول هامبلن، مارتن جنسن، وجون ميدغلاي).
«خطاب الملك» محسوب حسابه منذ اشهر ان يكون نجم الاوسكار 83 رغم تفضيل صحافيي لوس انجليس الاجانب لشريط «الشبكة الاجتماعية» (فايس بوك) عليه ومنحه اكبر عدد من جوائز الغولدن غلوب. وهناك الاثر الذي يتركه شريط هوبر في كل محطاته، ونعتبره علامة لا تمحى من ذهن او قلب المشاهد.
والحقيقة ان الفيلم يقوم على اساسين امام الكاميرا هما كولن فيرث في دور دوق يورك الذي يصبح لاحقاً ملكاً باسم جورج السادس، والثاني جيوفري راش في شخصية ليونيل لوغ الذي استطاع تخليص الملك من علة التأتأة، وجعله يلقي خطاباً طبيعياً لا اشكالات فيه، لكن بعد معاناة ورفض وتهم، ومع ذلك صبر الطبيب الذي لا يحمل شهادة في مهنته، الا انه اعتاد على خدمة الجنود العائدين من ساحات المعارك وعندهم ازمات نفسية منها النطق غير السليم من جراء ما يواجهونه في ساحات المعارك من اجواء مرعبة.
لقد كان فيرث وراش من ألمع ما في الفيلم، اضافة الى العلامات الاخرى البارزة منها الاخراج والنص ثم الموسيقي فالصورة الرائعة، لكن مع 12 ترشيحاً في 12 ميداناً سينمائياً فهذا يعني ان الفيلم بكل ما فيه من ابداعات جذب الاعضاء الذين يصوتون على اي الافلام افضل من سواها في هذا الميدان ام ذاك.
نعم اجواء القصور تعود الى اواخر القرن 13 وما بعده، ونعم الملابس تعيدنا هي الاخرى الى ازمنة ماضية بعيدة. لكن اجواء الفيلم تعود بنا الى اجواء الماضي غير البعيد، فنتعرف الى اجواء القصور الانكليزية، حيث كان يحكم الملك جورج الخامس (مايكل غامبون) لكن صحته اعتلت ومات، فتولى ابنه الاكبر الحكم باسم الملك ادوارد الثامن (غي بيرس) وكانت المفارقة انه كان شاباً، عنيداً، يحب امرأة مطلقة وهو يصر على الزواج منها رغم ان الكنيسة لا تبيح له ذلك، وحاول كونه كملك رأس الكنيسة تجاوز هذا، الا ان رجالاتها لم يسمحوا له، عندها صارح الجميع بأنه لا يستطيع هزيمة قلبه، وهو يريد المرأة وسيتخلى عن العرش، وبالتالي تؤول الامور الى شقيقه الاصغر دوق يورك (كولن فيرث) الذي يتردد في قبول هذه المسؤولية وفي ذهنه انه لا يجيد التحدث لأنه يتأتئ، وانه لا خبرة له في مجال الحكم وان هناك مشكلة كبيرة في اوروبا اسمها هتلر، كل هذا يقف في رأيه حائلاً دون قبوله المتسرع تسلم سدة الحكم.
وبعد مشاورات مستفيضة بين القيمين على الامر، ومع دوق يورك وافق على اختراع بتسميته ملكاً تحت اسم جورج السادس.
عندما كان دوقاً كان يتردد على منزل ليونيل، وعندما توج ملكاً لم يتوان عن الزيارة نفسها مع زوجته الملكة اليزابيت (هيلينا بونهام كارتر) حيث كان يواصل الخضوع لنظام تدريب شاق لكي يتخلص من التأتأة، ما بين تمارين واقفاً وأخرى ممداً على الارض، ونموذج ثالث يؤديه وهو يقوم بالقفز في مكانه مع اعطاء اطرافه حرية وارتخاء كاملين.
كان الملك لا يخضع كثيراً في البداية لكل تعليمات ليونيل، كان مزاجه لا يحتمل ما يفعله، خصوصاً وانه ينتظر نتائج سريعة جداً تؤكد له انه يتحسن وان ما يفعله مجد، وأكثر من مرة حمل اغراضه وغادر على اساس انه لن يعود واذا به يعود، خصوصاً عندما دفعه ليونيل في احدى المرات لأن يسجل صوته طبيعياً فيما يُسمعه اصواتاً عالية في اذنيه، وعندما انتهى غير راضٍ اعطاه اسطوانة مسجلاً عليها ما كان يقوله فحملها وسمعها في قصره حيث دهش فلم يكن في صوته يومها اي تأتأة فعاد معتذراً ومتابعاً التمارين.
وكان للثقة بين الرجلين اثر كبير في تقدم حالة الملك، وبلوغه مرحلة الشفاء من التأتأة، لذا فان استكماله العلاج بعد تعيينه ملكاً كان لرغبة عنده في عدم الظهور ضعيف امام شعبه، لذا وبعد العديد من التمارين كانت الحصيلة الشفاء، لكن هذا لم يجعله يترك الرجل بل هو ضمه الى اسرة البلاط وسلمه مسؤولية محترمة.
مع 11 مساعداً قدم المخرج هوبر فيلماً قوياً عميقاً متماسكاً مؤثراً وفي الوقت نفسه انسانياً وان كان يجري في احد القصور، وكان لائقاً جداً بالممثل كولن فيرث لعب الشخصية الاولى بامتاع وروح خاصة جداً، لذا فان احداً لا يستطيع مهما واكب ممثلين آخرين في ادوار صعبة تجاهل او تجاوز فيرث في هذا الدور.
لكننا نصر على ال- ديو الذي ظهر في الشريط بين فيرث - راش، واذا كان من بشرى سارة ان ينالا معاً جائزتي اوسكار لأفضل ممثل اول وثاني، ولم تكن الادوار النسائية مجدية في الفيلم لأن حضورهن عابر (هيلينا بوتهام كارتر، جنيفر ايهلي، فرايا ويلسون، ورامونا ماركيز).