مرشح لنيل أغلب جوائز «الأوسكار»

THE KING S SPEACH خطاب الملك عزز ثقة الشعب بعظمة بلاده

1 يناير 1970 03:07 م
|إعداد: نجاح كرم|

واحد من أهم الأفلام المرشحة بقوة للفوز باثنى عشرة جائزة من جوائز حفل الأوسكار الشهر المقبل بينهما جائزة أفضل سيناريو وممثل وممثلة وممثل مساعد وموسيقى تصويرية واخراج**، والأهم من ذلك جائزة أفضل فيلم سياسي تطرق لحقبة تاريخية مهمة من تاريخ بريطانيا عن طريق التغلغل في خصوصيات لم يعرفها الكثيرون حول العالم لأحد ملوك بريطانيا أثناء حكم رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ابان الحرب العالمية الثانية.

فالحياة الخاصة لشخصيات سياسية مهمة وفاعلة في المجتمع تعتبر تابو ممنوع الاقتراب منها ومعرفة تفاصيلها في الواقع، لكن هناك من هو مغرم بمعرفة هذه التفاصيل لاخماد فضولة اللامحدود في معرفة خصوصيات ليست من حقه لكن اليوم أصبحت متاحة للجميع عن طريق السينما النافذة الحقيقية للسير الذاتية التي تعبر بشكل من الأشكال عن مكنون هذه الشخصيات وتداعياتها.

ولا يسعنا الا أن نذكر بأن السينما شهدت طوال الفترة السابقة انتاجات عدة لتوزيعات الأفلام السياسية التي تندرج تحت مسميات مختلفة ومنها أفلام وثائقية سياسية وأفلام الانتخابات وأفلام رؤساء الولايات المتحدة وأفلام الكوميديا السياسية والاثارة السياسية والدراما السياسية وكذلك الشخصيات السياسية التي استعرضت من خلالها قصص لشخصيات سياسية مهمة ومؤثرة على الصعيد السياسي كفيلم «الملكة» الذي تناول الفترة العصيبة لحياة ملكة بريطانيا بعد رحيل الأميرة ديانا في حادث مأسوي في فرنسا، وفيلم «علاقة خاصة» يستعرض خلاله رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتداعيات تواجده في منصبه، جون كنيدي كان له نصيب في كشف ملابسات الحادث الذي على اثره تم اغتياله على يد مجهول، فيلم الرئيس الاميركي الذي كشف بشفافية ادارة الرئيس بيل كلينتون من خلف أبواب البيت الأبيض، وفيلم السيرة الذاتية للرئيس جورج دبليو بوش وأبعادها.



قصة الفيلم

نعود لفيلم خطاب الملك الذي يتطرق لقصة سياسية ذات بعد انساني بحت، حيث تدور الأحداث عام 1925 لأحد ملوك بريطانيا وهو جورج السادس ويقوم بدوره الممثل «كولين فيرث» عندما قرر أن يلقي خطبة عبر الاذاعة للشعب البريطاني ورعايا بريطانيا في 58 دولة كانت تمثل الامبراطورية البريطانية التي لايغيب عنها الشمس بمناسبة توليه العرش بدلا من أخيه ادوارد الثامن « غاي بيرس» الذي تنازل عن العرش ليتزوج من المطلقة الأميركية الليدي سيمسون، ليتفاجأ الجميع بأن الملك لا يتمكن من الاسترسال بالخطاب بسبب التأتأة التي يعاني منها والتي تجعله غير مؤهل للقيام بدوره كملك في حين أن عدوه اللدود أدولف هتلر يلقي خطابات حماسية بكل سهولة ويسر، عندها قررت زوجته الملكة اليزابيث الأولى والدة الملكة اليزابيث الثانية « هيلينا بونهام كارتر» أن تتفادى الاحراجات المتكررة وسخرية البعض للملك عن طريق الاستعانة بمتخصصين في أمراض النطق لمعالجته ومنهم ليونيل لوغية « جيفري راش» الذي اصر بعد معاناة شاقة وشد وجذب من الوصول للهدف وتخطي المشكلة ليقوم الملك بمهمته في تعزيز ثقة الشعب البريطاني بقوة بلاده وعظمتها.



شخصيات الفيلم

لاشك أن تسليط الضوء على جزئية خفية من حياة الملك وبموافقة العائلة المالكة شكلت منعطفا جديدا في مسار التطرق للسير الذاتية لملوك بريطانيا على وجه التحديد، حيث قدم الفيلم فارقاً كبيراً بين الشخصية كونه ملكاً وشخصاً مريضاً يحتاج علاجاً مركزاً حتى يجتاز أزمته المخجلة، وتبين جليا ذلك عن طريق الدكتور الفذ ليونيل الذي أدرك ذلك وعلى اساسه نجح في مساعيه، كذلك سلط الفيلم الضوء وبشكل مباشر على الدور التي قامت به زوجة الملك الملكة اليزابيث وعزيمتها واصرارها على تخطي هذه العقبة التي عايشتها فترة طويلة وحاولت بشتى الطرق اظهار زوجها بشكل يليق بمركزه ومكانته، ولا يمكن أن نستعرض مجريات الأحداث دون التركيز على دور الممثل كولين فيرث الذي قدم شخصية الملك باتقان غير مسبوق وحرفية عالية في الأداء للجانب الانساني لملك بريطانيا في ذلك العصر المبهم لنا وغير المعروف في رسالة مفادها بأن التحدي الأكبر للحياة هو التغلب على الأزمات مها كانت أنواعها.



المخرج توم هوبر

المخرج توم هوبر يعتبر واحداً من أهم المخرجين البريطانيين بعد أن جنى ثمار نجاحه بترشحه لجائزة الايمي كأفضل مخرج عن فيلمه اليزابيث الأولى، اليوم يعبر هوبر عن سعادته البالغة بترشيح فيلم بخطاب الملك لعدة جوائز أوسكار رغم تصريحه بأن الفيلم كلف فقط خمسة ملايين جنية استرليني لكنه يعتبر أهم دراما تاريخية صور بشكل مبهر بعيداً عن الرتابة في نوعية هذه الافلام التي تمتاز بالسير الذاتية لشخصيات تاريخية.

الفيلم عرض في افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورينتو 2010.



إعداد: نجاح كرم

[email protected]