يهدي إليه الشباب محبي الفنون ويصقل مواهبهم إلى حد الإبداع والابتكار
«بيت لوذان»... في الكويت «منارة» للفنون
1 يناير 1970
04:48 م
|كتب عارف المشعان|
إذا كانت لوذان في الكويت القديمة ملاذا للسفن تقيها شر العواصف والرياح فان بيت لوذان في الكويت الحديثة منارة للفنون تسلح شبابها بأسباب الحضارة وتصقل مواهبهم بما يؤهلهم لخوض المنافسات الدولية.
وبيت لوذان الذي تأسس قرب السالمية في منزل الشيخ صباح السالم الصباح امير الكويت الثاني عشر رحمه الله هو مؤسسة غير ربحية تجمع تحت مظلتها الصغار والكبار من المبدعين.
ويعد البيت صرحا كبيرا ومهما في واقع الثقافة الكويتية، اذ يضم مختلف انواع التجارب الثقافية من رسم وموسيقى وتصوير فوتوغرافي وفن تشكيلي، ويسعى لتدريب الشباب والارتقاء بالفنون والحرف وابرز ابداع الفنان الكويتي.
ومما يدل على نجاح البيت ان دوراته لا تتوقف مثل دورة الرسم التي لم تتوقف منذ عام 1998 فلا تكاد تنتهي دورة حتى تبدأ الاخرى بسبب تزايد الاقبال عليها.
واصبح الطلاب والطالبات الذين تخرجوا في البيت اعضاء فاعلين في مجالاتهم وتمكن بعضهم من المشاركة الفعالة في منافسات محلية ودولية.
وبيت لوذان هو نموذج للبيت الكويتي القديم حيث يتكون من ثلاثة احواش. فالحوش الاول، هو حوش الديوان واصبح حوش المحترف الذي يتكون من ورش عمل تدرس فيها الحرف والفنون بكل اشكالها ويستطيع استخدام الورش كل من يرغب في الاستفادة منها. والحوش الثاني، حوش العائلة (الحرم) واصبح حوش الانشطة محاطا بالقاعات التي اخذت اسماء نباتات الكويت الصحراوية مثل نويرة، اثلة، صفصاف، سدرة، ثندة، حوذان، حيث تقام في هذا الحوش الانشطة الثقافية والتعليمية والحرفية والموسيقية والفنية وايضا تقام عروض لمنتجات من مختلف البلدان. والحوش الثالث، حوش المطبخ والذي خصص لمكاتب الادارة حاليا.
«الراي» التقت مسؤولي البيت والعديد من الشباب المبدعين في بيت لوذان ليحدثونا عن هواياتهم وابداعاتهم.
وهنا التفاصيل:
في البداية تقول مدير عام بيت لوذان الشيخة فرح الفواز الصباح: ان بيت لوذان محترف الفنون والحرف، صرح كبير ومهم في واقع الثقافة الكويتية، اذ يضم مختلف انواع التجارب الثقافية، وبيت لوذان هو مؤسسة خاصة غير ربحية، تسعى للتدريب والتعريف والتثقيف للارتقاء بالفنون والحرف وتبرز ابداع الفنان الكويتي من خلال التدريب على الفنون والحرف التي تم اختيارها بعناية فائقة ضمن استراتيجية واضحة وملموسة.
وتضيف الشيخة فرح «ان بيت لوذان اقيم في منزل الشيخ صباح السالم الصباح امير الكويت الثاني عشر رحمه الله وتم تأهيلة بالكامل ليصبح محترفا للفنون والحرف، والانشطة التي تقام في البيت كثيرة فهناك برامج للرسم الزيتي، والتصوير الفوتوغرافي والموسيقى (بيانو، عود، كمان وجيتار)، ويضم ايضا مكانا مخصصا (الدكان)، يباع فيه نتاج الفنانين والحرفيين الكويتيين والاجانب، وكذلك هناك استراحة الملتقى تقدم اطيب المأكولات الطازجة والمشروبات الساخنة والقهوة اللذيذة، في جو يطغى عليه الجو الفني».
وذكرت الشيخة فرح «انه سيقام نشاط كبير بمناسبة احتفالات الكويت الوطنية وهو المعرض السنوي العاشر لنادي بيت لوذان للتصوير الفوتوغرافي في الفترة من 23 - 27 / 1 / 2011 على ان تتوالى الفعاليات الاخرى بمناسبة اليوبيل الذهبي ومرور 50 عاما على استقلال دولة الكويت و20 عاما على تحرير الكويت و5 سنوات على تسلم سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت. ويقول عبدالله الجيران مشرف قسم الرسم في بيت لوذان: ان هواية الرسم تجد اقبالا كبيرا في بيت لوذان سواء من الشباب او البنات ودورة الرسم لم تتوقف منذ عام 1998 تنتهي دورة ونبدأ بالاخرى بسبب تزايد الاقبال عليها».
واضاف «ان بيت لوذان يقدم دورتين، دورة اساسيات الرسم او البيسك وهي تهتم بالطالب من الصفر ويتعلم خلالها معلومات كاملة لانها دورة غنية بالمعلومات، اما الدورة الثانية فهي الرسم الزيتي ويتعلم من خلالها الطالب كيفية استخدام والتعامل مع الالوان الزيتية». ويقول «اننا بدأنا نلاحظ من خلال مشاركات المعارض ان الشباب اصبح لهم نصيب الأسد من الاعمال الفنية الجميلة وهذه ظاهرة جميلة لان الفن يرتقي بالاحساس والذوق وحتى بالتعامل والسلوك». ويضيف «ان العديد من الطلاب والطالبات المتميزين تخرج في بيت لوذان واصبحوا فاعلين في هذا المجال من خلال مشاركاتهم الفعالة على مستوى الكويت وايضا المشاركات الخارجية».
وتقول فاطمة الهويدي: «ان الرسم هي هوايتي وموهبتي المفضلة التي أشكر الله عليها حيث جعل لي حياة خاصة مختلفة».
وتضيف: بدأت الرسم عندما كان عمري ثلاث سنوات حيث استخدمت وقتها الألوان المائية محاولة تقليد الرسوم المتحركة والصور المعلقة في المنزل، ومن ثم شاهد والدي ذلك وبدأ في احضار الالوان لي ولم أكن مقتنعة باستخدام الألوان، لكن مع تشجيع والدي واصراره على المحاولة معي وجدت نفسي أبدع فيها وارتبط بها وأصبحت الألوان تلون حياتي، خصوصا الالوان الزيتية. وتزيد «انا اتبع المدرسة السريالية لان مميزات تلك المدرسة أخْذ اشياء من الواقع ورسمها بطريقة خيالية غير واقعية، وهذا سر استخدامي للالوان الداكنة في لوحاتي حتى يركز معها كل من يراها محاولاً الوصول الى مغزاها. فأنا اعشق طابع الغموض».
وتؤكد «استطعت ان اطور موهبتي عندما دخلت دورات فنية في بيت لوذان وجمعية الفنون التشكيلية، بالاضافة الى اطلاعي على المواقع الخاصة بالرسم على الانترنت وذهابي الى معارض داخل الكويت وخارجها وهذا ما اثقل موهبتي وساعدني على تطويرها ولا انسى حبي للخيال وللافلام الخيالية التي ساعدت على توسيع خيالي».
الى ذلك تقول سارة المرزوق: اعشق سلفادور دالي الرسام المشهور وهو من المدرسة السريالية فعندما كنت صغيرة كنت اشاهد لوحاته الفنية فتعجبت كثيرا من رسوماته ومنذ ذلك الوقت وانا احب الرسم ودخلت الكثير من دورات تعلم فنون الرسم واخيرا دخلت في بيت لوذان حيث تعلمت كل ما يخص الرسم، واتمنى ان اشارك في المعارض والمسابقات العالمية وان انحت اسمي بين الفنانين العالميين في ذلك المجال، وان اصل للعالمية وهذا هو طموح كل فنان يحب فنه.
اما الفنان سلطان الدوالي فيقول: ان لوحاتي اقرب صديق لي واذا مر وقت لم ارسم يؤنبني ضميري واشعر بالتقصير ولكنها تعبر عن مشاعر داخلية ربما تكون بالعقل الباطن وبعضها يأتي اثناء استماعي للاغاني لكن معظم لوحاتي مرعبة وغامضة وذلك بسبب الالوان الغامقة، ورغم عدم حبي للالوان الغامقة في حياتي العادية ولوني المفضل هو الاخضر وحياتي بعيدة عن الغموض والرعب. ويضيف: ان الكويت لا تهتم بالفن التشكيلي، الاهتمام الوحيد للسياسة وما غير ذلك يأتي على الهامش، وفقط بعض الجهات المختصة التي تهتم بالفن التشكيلي، عكس الدول الاوروبية والتي تهتم باللوحات وتحللها حتى لو كانت قليلة الاهمية، ومنها يستطيع الشخص ان يتعلم، لان النقد يعلم ويطور.
وتقول ماجدة اليوسف: منذ صغري كنت ارسم الشخصيات الكرتونية وأحاول تقليد أي رسم أراه أمامي، صحيح أنها لم تكن دقيقة ومتقنة الا أنها كانت مصدر سعادتي. ومن هنا اكتشفت موهبتي وأول من اكتشفها وشجعني عليها هي والدتي.
وتضيف: الرسم يجب أن يتواجد فيه التشجيع لاستمراره، وانا أحصل على التشجيع من عائلتي بالدرجة الأولى ومن أساتذتي وأقاربي ومن جميع من حولي. ونوهت «ان هواية الرسم لها حدان، السلبي والايجابي ولهذا أحاول ألا أمارس هوايتي إلا في عطلة نهاية الأسبوع وكذلك في العطل الرسمية وأوقات الفراغ ان وجد. وبحكم دراستي لا أجد كثيرا من الوقت ولهذا أحاول بقدر المستطاع أن أخصص وقتا كافيا لكل منهما. وزادت: شاركت في معارض عديدة على مستوى الكويت، في الجامعة ومعرض الهيئة العامة للشباب والرياضة، وبيت لوذان وبالاضافة الى المسابقات الشبابية التي تقيمها جمعية الفنون التشكيلية.
التصوير
ويقول المشرف العام للنادي بهاء الدين القزويني: ان نادي بيت لوذان للتصوير انطلق في يناير عام 2001، وكان الاول في الكويت للتصوير الضوئي، وطرح تجريبيا مدة سنة لكي نرى تجاوب محبي التصوير الضوئي مع النادي، وهو مخصص للهواة فقط، رغبة في تحقيق التنافس المتكافئ في ما بينهم، وتبني المهتمين منهم ودعمهم ماديا ومعنويا، وللنادي اسهامات كثيرة في رقي مستوى المشاركات في مسابقات التصوير الفوتوغرافي، وانجاح الكثير منها، وحصد أعضاء النادي منذ نشأته الكثير من الجوائز من مختلف مسابقات التصوير على المستوى الخاص أو على مستوى الدولة، والنادي يوفر الورشات العملية والمحاضرات والمهام لمنتسبيه. واضاف: ان النادي الذي ينتسب اليه الكثير من الشباب والشابات بدأ يركز على المشاركات الدولية لتنويع الافكار واكساب الخبرة لأعضائه. ويقول «القزويني»: ان الهواية من أهم عوامل شغل الفراغ والاجتماع مع جمع من المهتمين لإبراز هذا النوع من الهوايات،
وأن الصور تعكس رؤية طيبة لشباب اتحدت هوايتهم في التصوير فجمعوا تحت سقف النادي مجموعة رائعة من الصور الجميلة. وتقول مريم فاضل: بدأت في التصوير منذ 5 سنوات والان أعشق التصوير والكل في العائلة يحسدني على امتلاكي أرشيفا كاملا لكل أفراد العائلة والمقربين، ويشمل كل المناسبات الخاصة، ما شكل عاملا مساعدا على اختياري نمطا معينا في التصوير، وهو التصوير المعني بالتفاصيل وحصلت على العديد من الشهادات والدورات المتخصصة والفضل يعود لبيت لوذان على اظهاره موهبتي في التصوير.
ويتحدث يوسف القلاف عن حبه للتصوير ويقول: في البداية التحقت بنادي بيت لوذان للتصوير الفوتوغرافي ومن هناك بدأت وصرت أطور موهبتي وساعدني الأستاذ الفاضل بهاء الدين القزويني فهو الذي علمني أساسيات التصوير ومبادئه ولم يبخل عليّ يوما بأي معلومة كما تعلمت على يده فنون استخدام اضاءة الاستديو وطرق توزيعها ولولاه لما وصلت لما وصلت اليه في الوقت الحالي فكلمة الشكر قليلة جدا بحق هذا الأستاذ العزيز.
ويضيف: اعتبر التصوير متنفسي الوحيد للتعبير عن مشاعري السعيدة أو الحزينة وفيه أجسد مشاعري بلوحات تترجم ما اشعر به بمجرد النظر اليها، فلكل موقف في حياتي لوحة فوتوغرافية تعبر عنه واعتز بها لأنني اعتبرها أحاسيسي التي تجسدت وليست مجرد صورة أو لوحة.
من ناحيته، تقول انوار الفوزان: احب التصوير كثيرا فمنذ صغري وانا اهوى الكاميرات والتصوير لكنني أمارس التصوير كهواية الا أنني اقبل العروض التي تقدم لي من قبل الشركات والمجلات وسبق أن عملت مع عدة مجلات وتصدرت أعمالي بعض أغلفة المجلات وكذلك صورت الاعلانات التجارية التي بدأت تستهويني في الآونة الأخيرة. وتضيف: ان أكثر ما استفدته من التصوير الصبر، فَلِكي احصل على لقطة معينة لابد لي أن أصبر وأتحمل وحتى أتمكن من كبس زر الكاميرا في الوقت المناسب ينبغي لي أن أنتظر كثيرا في بعض الأحيان.
الموسيقى
يقول «جابر الريس»: بدأت بالبيانو لأنه الأقرب لقلبي بعدها تطورت مع الأورغ وحاليا ادرس الغيتار وأنوي دراسة الكمان ولكن يبقى البيانو هو الذي يتملكني واحبه.
ويضيف الريس: الموسيقى هوايتي المفضلة والاولى واكون سعيدا جدا وأنا أقضي وقتي بها، لكن طبيعة العادات والتقاليد في المجتمع الكويتي لا تسمح لي ان أمتهن العزف، لكن أعتقد ان المجتمع لا يمانع من ممارسة الهوايات، ولعل تجربتي مع بيت لوذان بمثابة تدريب وتعليم لي في هذا المجال، والاساتذة في بيت لوذان افادوني كثيرا، ومازلت مستمرا وأتمنى ان أصل لمرحلة أدرك فيها كل ما أحتاج لتطوير ما أقوم به. ويؤكد: جيلنا معظمه يستمع للموسيقى الحديثة خصوصا لاننا نستخدم آلات حديثة اصواتها كهربائية تخرج اصواتا عدة معاً ولكني احيانا وانا اعزف خصوصا على البيانو استرجع الاغاني والموسيقى القديمة، التي اكون فيها على راحتي، ولكن جو الشباب والحركة مع الاورغ والغيتار يميل واميل معه الى الموسيقى الحديثة، وانا اقدم موسيقاي للشباب فيجب ان احب ما اقدمه حتى يصل لهم لذا انا اتابع الموسيقى الحديثة التي يستمع لها الشباب هذه الايام، وعادة وانا استمع لاي اغنية اركز معها ولكن ليس مع الكلمات عادة فقط مع اللحن وطريقة التوزيع، وماهية الآلات المستخدمة وهل استطيع من ادائها بآلاتي او اخراج الصوت نفسه، فهو يكون تقنيا قبل ان يكون حسا.
من جانبه، يقول بدر الياسين: بدأت الموسيقى عندما كنت اشارك في قسم الموسيقى في المدرسة ثم الحفلات وحاليا المشاركات الوطنية خصوصا احتفالات هلا فبراير ولكني شاركت أخيرا مع بيت لوذان واقمت حفلة يذهب كل ريعها للمحتاجين من الدول النامية، وهذا الشيء يشعرني باني اقدم شيئا وان لي دورا فعالا في المجتمع. ويضيف: ان احد اصدقائي اخبرني ان بيت لوذان يقدم دورات في فنون الموسيقى فذهبت هناك واشتركت تحت اشراف الاستاذ السيد زادة، وحقا هو من اكثر الناس الذين جعلوني احب الموسيقى اكثر ولقد حببني في الكمان وجعلني ارغب في تعلمه، وانا حقا سعيد بهذه التجربة، وسعيد بمشاركتي معهم. ويقول: طموحي يتجه نحو التلحين فلي محاولات بسيطة عدة واتمنى ان اصل في يوم الى ان اصبح ملحنا يتعامل معي أكبر النجوم ويطلبون ألحاني لأغير النظرة المتدنية للموسيقيين خصوصا في الكويت.
اما سامي العلي فيقول: بدأت تعلم العزف في الصف الاول الثانوي وبدأت المتابعة مع المدرسة والاشتراك في حفلاتها، وأثبت فيها براعة، ما جعلني أشارك في الاحتفالات الوطنية مع المدرسة.
ويضيف العلي: أعشق الموسيقى كثيرا، لكني أتمنى أن أكون ذا موهبة، فأنا أهوى العزف على أكثر من آلة، عشقت البيانو وتعلمته وعزفت عليه، فأنا أشعر انه أكثر تطورا، أستطيع اخراج قطعة كاملة بكل توزيعاتها عن طريق الاورغ، وأخيرا تعلمت العزف على الغيتار وأفكر في تعلم الكمان، وأعتقد أن لديّ موهبة العزف، وأنا أحاول أن أطورها وأنميها، وان كان البيانو هو الأقرب الى قلبي فهو غاية في الدقة.< p>< p>< p>