الشيخ جابر الخالد الصباح أول وزير داخلية خارج ذرية مبارك يتم تكليفه لوزارة الداخلية، ولا شك بأنه صاحب إنجازات قيّمة مع قصر المدة التي تولى فيها وزارة الداخلية، فالشيخ جابر لديه إنجازات تحسب له لا يمكن إغفالها، ومنها قضية التجنس التي تجمدت لفترة طويلة، فقد تعامل الشيخ جابر بكل أمانة مع هذه القضية الإنسانية وواجه الرأي العام بشفافية وجرأة عالية لم تكن معهودة سابقاً، فتم التعامل بقضية التجنس بكل ضمير.
في عهد الخالد تم تحويل إدارة المنافذ إلى إدارة عامة بعدما كانت في السابق تتبع إدارة عامة، وكانت تحتوي على 1400 شخص موظف في إدارة واحدة، وكذلك من الإجراءات التصحيحية أنه تم تحويلها إلى إدارة مستقلة
تتبع الإدارة العامة للمنافذ. وكذلك تمت في عهده إعادة الخيالة إلى العمل الأمني في الشواطئ البحرية التي تحقق الأمان في الأماكن الضيقة، والتي لا يمكن للدوريات الوصول إليها، وكذلك القيام بإجراءات تفتيشية في أماكن أمنية متعددة، مما أسفر جدية العمل وربطاً في الإدارت الأمنية، وكذلك تعيين الفريق أحمد عبد اللطيف الرجيب وكيلاً للداخلية خلفاً للفريق ناصر العثمان، لما يتمتع الفريق الرجيب بالجدية والحزم والخبرة الطويلة في المجال الأمني، وكذلك قيامه بتعيين ناطق رسمي لوزارة الداخلية، وهذا بلا شك خطوة إصلاحية جديدة تحسب للشيخ جابر الخالد بعدما تم تكليف العقيد محمد صبر للقيام بمهمة ناطق رسمي للوزارة. ورغم أن هذه التجربة قيمة وجديدة على الوزارة، لكن هناك لبساً بتداخل اختصاصات إدارة العلاقات العامة مع مهام الناطق الرسمي، إذ تم إلغاء برامج التوعية لهذه الإدارة، مثل رسائل أمنية على التلفزيون الرسمي لدولة الكويت، فهذه البرامج تساهم في توصيل رسائل توعية للمواطنين والمقيمين بالإجراءات والقرارات الجديدة الخاصة بالوزارة، وكان البرنامج يتمتع بكفاءات من ناحية المقدمين وطاقم العمل لما لهم من حضور إعلامي متميز، وكذلك برنامج الأمن معكم الذي كان موعده كل يوم سبت، إذ كان يقوم بالتعريف على الأمور الأمنية الغائبة عن الكثيرين من المواطنين والمقيمين. إضافة إلى أنه قد قلّت البرامج الإذاعية. ومع ذلك لا يمكن إنكار الدور الذي قام به العقيد الصبر بالتصاريح عن الكثير من القضايا التي تسبب زعزعة الأمن، مثل قضية النقود المزورة التي كادت أن تتسبب بكارثة اقتصادية، وكذلك توضيح الحقائق في قضية وفاة عائلة بيت عبدالله المبارك التي تسببت فيها شركة المبيدات الحشرية، إذ كانت من أبشع الجرائم وراح ضحيتها طفلان مع عاملتين من الجنسية الآسيوية. ولكن هل دور الناطق الرسمي ومهامه التركيز على جميع القضايا الأمنية أو محاربة الإشاعات المغرضة التي قد تسبب أزمة للبلد؟ لا شك أن القضايا الثانوية مختصة بها إدارة العلاقات العامة، لتقليل الحمل عن الناطق الرسمي.
نتمنى من الشيخ جابر الخالد المزيد من الإجراءات التصحيحية وغربلة وزارة الداخلية، لأنه الأمن والاستقرار أساس الحكم.
ناصر ناجي النزهان
كاتب كويتي
[email protected]