أهاليهم أكدوا أن الأعياد الوطنية تكرّس مبدأ التضحية والولاء للوطن
دماء الشهداء الزكية فدا الكويت الأبية
1 يناير 1970
02:07 م
| كتب حسن الهداد |
أفراح تهل، ومناسبات جميلة تحل...
تفخر الكويت وهي تعيش فرحة أعيادها الوطنية بتسطير ذكرى وكلمات شهداء الكويت الذين سجلوا بدمائهم الزكية ملحمة حب للكويت الأبية، وكتبوا بتضحياتهم أسمى معاني الولاء للوطن، فذكراهم العطرة دائماً حاضرة في عقولنا والى الأبد، وروحهم تركت أجمل كلمات تحمل رسالة وفاء للشعب الكويتي كتبت بدمائهم الطاهرة كلمات اتفقوا عليها وهى «أهلي وأحبتي ليكن العيد الوطني عيداً يتجدد معه دماء الحب في العروق... وليكن عيد التحرير عيداً يتجدد معه دماء التضحية والعطاء... لذا تماسكوا وتحابوا وكونوا بنياناً مرصوصاً يحفظ الكويت من كل معتدٍ... وتكاتفوا من أجل الكويت فهي نعمة عظيمة من الله بها علينا وأكرمنا بخيراتها وتستحق منا ان نبذل من أجلها الغالي والرخيص، ونضحي في سبيلها بكل ما نملك لنحيا على أرضها وفي ربوعها حياة كريمة، وان الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الأرض هي من أعلى درجات التضحية من أجل الكويت الغالية التي ننتمي لها فمن غيرها لا حياة ولا وجود لنا وليكن الولاء لهذا الوطن المعطاء ونعطيها الحب والوفاء بكل جود وسخاء... فاليكم يا شعب الكويت يا أهلنا وربعنا كل اخلاصنا وندعوكم من كل قلوبنا ان تنموا طاقاتكم وتستثمروا قدراتكم وتسخروها من أجل كويتنا الغالية التي أعطت دون تردد وبذلت دون تقاعس فلك يا كويت قدمنا أرواحنا ونزفت دماؤنا». «الراي» التقت في تلك المناسبة المسؤولين في مكتب الشهيد ولجنة الأسرى وجمعية الأسرى وأهالي الشهداء، وهنا نص ارائهم:
في البداية قال رئيس مجلس الأمناء في مكتب الشهيد الدكتور جاسم الكندري: ان «فيض الأفراح التي تغمر المواطن الكويتي يشعره دائما بنعم الله عليه ويدعوه للتوجه الى الله بالحمد والشكر، ويتذكر قول راعي هذا البلد عندما قال ان نعم الله تعالى علينا لا تعد ولا تحصى، وان المولى أفاء علينا بخيرات وفيرة، وحبانا نعمة من أهم النعم، ألا وهي نعمة المحبة والتراحم والتكافل بين أهل الكويت، وان من واجبنا ان نستشعر هذه النعم ونرسخ معانيها في نفوس أبنائنا وأحفادنا».
وأوضح الكندري ان «احدى أهم نعم الله على الكويت هي نعمة الاستقلال التي كانت بداية مرحلة جديدة في حياة الكويت والكويتيين، اذ ظهرت الكويت دولة فاعلة على المستويات الاقليمية والعربية والدولية، وانطلقت فيها مرحلة بناء الدولة الحديثة بكل ما تعنيه من شؤون ادارية واقتصادية وعلاقات دولية، وقبل هذا كله بناء المواطن الكويتي القادر على مواكبة الحياة الحديثة ومتطلباتها العلمية والعملية».
وأضاف الكندري: ان «هذا العام يسعد الكويتيون ويفرحون بالذكرى الخمسين لاستقلال الكويت، وبالذكرى العشرين لتحرير البلاد من براثن احتلال غاشم استمر سبعة أشهر، أكدوا خلالها عمق تعلقهم بوطنهم واستعدادهم للدفاع عنه والتضحية من أجله، وبات عليهم الاستجابة لقول سمو الأمير بان يحكموا دائرة السياج لحماية ما يتمتعون به من نعم عظيمة، وان تلتقي قلوبهم وتلتف سواعدهم ليكونوا جميعاً درعاً حصيناً لهذا الوطن ومكتسباته وثوابته الوطنية».
وأشار الكندري الى انه «في هذه الأيام تحل علينا الذكرى الخامسة لتسلم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مسند الامارة، بعد ان قضى زهاء خمسة عقود من عمره المديد في خدمة هذا الوطن»، مبيناً انه «في عام 1963، تقلد سموه حقيبة الخارجية، ورفع علم الكويت عضو جديد في الأمم المتحدة وظل يحمل أعباء السياسة الخارجية أربعين عاما عبر مراحل وتطورات دولية بالغة الدقة والخطورة فالذي رفع علم الكويت أمام منظمة الأمم المتحدة، هاهو اليوم يرفع اسم الكويت عاليا في كل صعيد وفي كل محفل عربي واقليمي ودولي هذا البلد الذي وصفه سموه بانه صغير بمساحته مؤثر وفاعل في أدائه وعطائه، فأصبح بفضل القيادة الحكيمة رمزا للديموقراطية، ومثالا في قيادة مسيرة التطوير والتحديث ومواجهة الصعاب، والعمل الجاد والحثيث من أجل رفاه مواطنيه».
وأضاف الكندري: ان «سمو الأمير، بما عرف عنه من حكمة سديدة ونظرة ثاقبة، أكد لنا وفي أكثر من مناسبة ان الكويت العزيزة تستحق ان نفديها بكل غال من روحنا ودمنا، ومن عزمنا وارادتنا، وان نتجاوز من أجلها المصالح الضيقة».
وأفاد الكندري ان «واقع الخبرة العملية المستخلصة من تجارب الحياة على الأصعدة كافة، بين لنا سموه ان عالم اليوم عالم متغير يحتم علينا الحركة النشطة لفتح آفاق جديدة لتطوير علاقات التعاون بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة في مختلف الميادين لاسيما الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لخدمة مصالح الوطن وتعزيز مكانة الكويت ودورها في المنظمات الاقليمية والدولية»، وطالبنا سموه بان نعمل دون كلل للحفاظ على هذا الوطن وأمنه واستقراره».
وتابع الكندري: «نحن الكويتيين لقاء هذا كله ليس لنا الا ان نقول سمعا وطاعة يا أميرنا، وقائد مسيرتنا».
وأعربت مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير عن فرحتها بمناسبة الأعياد الوطنية، مؤكدة ان «الكويت تعيش فرحة الأعياد الوطنية، وقالت: ان «ارادة الكويتيين انتصرت على كافة الصعوبات التي واجهتم كونها ارادة انطلقت من وحدتهم الوطنية الجامعة المانعة والحاضنة لجميع أبناء هذه الأرض»، مبينة ان «مكتب الشهيد سيشارك الكويت الحبيبة في أفراحها باقامة فعاليات ومهرجانات تتعلق بذكرى شهداء الكويت الأبرار».
ومن جانبه، أعرب رئيس جمعية الأسرى والشهداء الكويتية فايز العنزي عن سعادته بمناسبة الأعياد الوطنية التي تمر بها البلاد بأجواء مليئة بالفرح والسرور لدى كافة الكويتيين لاسيما ان ذكرى التحرير هي من الأيام التي نحتت في قلوب الكويتيين لاسيما بعودة الشرعية، والأمر الآخر ان تلك المناسبات تذكرنا بأبطالنا الشهداء الذين قدموا دماءهم الطاهرة من أجل إحياء وتحرير وطنهم من براثن الاحتلال الصدامي، وأصبحت تضحياتهم دروسا تقدم أرقى مفاهيم الولاء للوطن والذي زرع بالأبناء خاصة عندما علموا بالتضحيات الكبيرة التي قدموها شهداء الكويت».
وتمنى العنزي عودة رفات شهدائنا المتبقية من المقابر الجماعية في العراق من خلال الجهود الحكومية المبذولة في أقرب وقت لتحتضنها أرض الوطن وهذا أقل شيء يمكننا ان نقدمه لتلك الرفات الطاهرة».
وبدوره، أعرب مدير عام اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الكويتيين «ربيع العدساني عن سعادته باحتفالات الأعياد الوطنية التي تعيشها الكويت والتي يعبرعنها الكويتيون بالفرح والسرور لاسيما بالمناسبة الخامسة لتولي سمو الأمير مقاليد الحكم وتليها فرحة العيد الوطني المجيد والذكرى العشرين على عيد التحرير والذي يمثل حدثاً مهماً في نفوس الكويتيين الذي منّ الله به علينا بالتحرير ودحر فيه الظلم والعدوان».
وأكد العدساني ان «هذه المناسبة السعيدة تذكرنا بأسمى معاني التضحية التي قدمها شهداء الوطن من أجل وطنهم والتي أسست قاعدة متينة تعبر عن الارادة الحقيقة التي جبل عليها الكويتيون وباتت مبدأً أساسياً في حياتهم والتي قدمت أفضل دروس الولاء والتضحية وباتت عنواناً يقتدي به الكويتيون كافة»، مشيراً الى ان «الوحدة الوطنية للكويتيين هي سر تصديهم لأي عدوان وهي سر تطورهم وارتقائهم للأفضل في كافة الأصعدة».
ومن جهته، قال عبدالله وهو ابن الشهيد علي العجمي: «تنطلق فرحة الأعياد الوطنية من ذكرى التضحيات التي سطرها شهداء الكويت الأبرار فضلاً عن المناسبة الخامسة للذكرى العطرة لتولي والدنا الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم لاسيما ان الأعياد الوطنية ما هي الا عنوان للتضحية من قبل شهدائنا الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل وطنهم»، مبيناً ان «الاحتفالية في الأعياد الوطنية أيام يفرح بها الناس وتتذكر شهداءنا الأبرار الذين نحتت تضحياتهم في قلوبنا وكرست الولاء لدى الكويتيين»، شاكراًً سمو الأمير على مكرمته الأميرية لأبنائه المواطنين وهذه ليست غريبة على والدنا الغالي».
وبدوره، قال جراح وهو ابن الشهيد رمضان العنزي: ان «الكويت عز وفخر لنا وبمناسبة الأعياد الوطنية دائماً أتذكر مراحل الصبا والاحتفال بها والاستمتاع بفعالياتها، وكنت أتوقع ان عند هذه المرحلة يتوقف الاحتفال ولكن كل يوم وكل احتفالية يزداد عشقي للكويت واحتفال معها بأعيادها المجيدة»، مؤكداً ان «مكتب الشهيد أيضاً كان يقيم فعاليات وطنية بهذه المناسبة ونحن أبناء الشهداء نحرص كل الحرص على المشاركة والمساهمة في اظهار هذا الحدث بالصورة المرجوة منه وهذا يعد واجبنا لان الكويت تستحق منا الكثير هذا ما تعلمناه من تضحيات شهدائنا بان الكويت هي الباقية»، شاكراً سموه على مكرمته الأميرية التي ستعدل أوضاع الكثير من الكويتيين».
ومن جانبه، أكد حسن ابن الشهيد مطر شرهان ان «الاحتفالات بالأعياد الوطنية وخاصة عيد التحرير بحد ذاته يعد مفخرة وعزا لنا كأسر شهداء، لاسيما تلك المناسبة تذكرنا بالتضحيات التي قدموها لنا شهداءنا من أجل الكويت وأصبحت بمثابة درس علمنا كيف نحب وطنا وكيف نضحي من أجله في وقت الشدائد»، مبيناً ان «مكتب الشهيد له باع في تلك الاحتفالات الوطنية ودائماً نشارك بها فأقول الى الأمام يا كويت وأكملي مسيرة التقدم والازدهار وجميعنا نرفع رؤوسنا في ظل آل الصباح الكرام».
ومن جانبه، أكد فهد ابن الشهيد خالد الشمري ان «الاحتفالات بالأعياد الوطنية تعتبر فرحة للجميع وبما ان الكويت تعيش الآن أيام الأعياد والله يديمها علينا يجب على الجميع ان يشارك بتلك الفعاليات بحب الوطن»، واضاف: «بهذه المناسبة أهني نفسي وكل أسر أبناء الشهداء بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي والدنا الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم وفي تلك المناسبات لا يمكن ان نصف فرحتنا وفي الوقت نفسه تذكرنا بالبطولات التي قاموا بها شهداءنا من أجل الكويت»، مبيناً ان «مبادرة سمو الأمير بالمكرمة الأميرية هي ليست بغريبة على صاحب القلب الكبير».
وأكد عبد العزيز عبد الله شقيق الشهيد حسين عبدالله ان «الاحتفال بالأعياد الوطنية هي من المواقف الوطنية التي يجب المساهمة بها ولو بالفرح والسرور وخاصة ان هذه الأيام تذكرنا بأعزائنا الشهداء الذين قدموا أفضل التضحيات من أجل تحرير بلدهم من براثن الاحتلال الصدامي الأمر الذي يستوجب علينا ان نتذكر بطولاتهم ونحكيها لأبنائنا كي نكرس الولاء في قلوبهم ونعرفهم كيف يحبون وطنهم ويضحون من أجله اذا تعرض لمكروه». وطالب عبدالله» من الحكومة السعي في تسمية الشوارع الداخلية المقابلة لمنازل الشهداء بأسماء الشهداء كي تكرس الولاء لدى الأجيال القادمة».
رسالة الشهيد
•الشهيد: جاورت الشهداء، ونزلت بمنازل الانبياء والصديقين ولقد بذلت الغالي والنفيس فداءً للوطن الغالي.
•الى وطني الحبيب: لو كان لدي أغلى من الروح لبذلتها فداءً لك يا وطني الغالي الكويت.
•لأسر الشهداء: اجتمعوا دائما على محبة الوطن، ولا تتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
•للأبناء: ابذلوا ما في وسعكم من أجل وطنكم وعليكم الامتثال بالسمع والطاعة لولي الأمر، وعليكم بضرورة الاهتمام بنهل العلم من مختلف مشاربه ومناهله لنيل أعلى وأرقى الشهادات كي ترتقوا بوطنكم وتكونوا مصدر اعتزاز وفخر له.
•للعالم أجمع: ان الجزء اليسير الذي قدمناه من أجل الوطن لا يساوي ولا يعادل ما قدمه الوطن لنا طيلة حياتنا الى استشهادنا... ولا يزال الوطن يقدم لأسرنا وأبنائنا فلك العزة والكرامة.
بطولة شهداء
• الشهيد خالد أحمد علي دشتي هو أحد أفراد مجموعات المقاومة الكويتية الباسلة التي ترك نشاطها آثاراً لا تمحى، فعندما اجتاحت القوات المعتدية أرض الوطن انتابته مثل كل الكويتيين مشاعر الغضب، فكان في تلك الساعات في منزله فذهب مسرعاً الى مخفر منطقة بيان للتطوع، وقرر المرابطة والصمود والتحدي، فعندما انضم لمجموعة المقاومة قام بمهام كثيرة أوكلت اليه، وبرع في تركيب صواعق القنابل ودأب على نقلها الى مجموعات المقاومة الأخرى، كما ساهم في اعداد الهويات المموهة للعسكريين وجهز بالتعاون مع مستشفى مبارك عيادة ميدانية لأفراد المقاومة، واتخذ من حديقة منزل والده مخبأ سرياً للذخائر والأسلحة التي جمعها من مخازن الجيش لامداد المقاومة، حتى اقتحمت مجموعة من قوات العدو منزل والده واعتقلوه وقتلوه يوم 3 سبتمبر 1990».
• الشهيد محمد جاسم رميضين هو أحد أفراد المقاومة والذين كان له مهام فهو ذا همة عالية شارك في العديد من العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال مثل اطلاق النار على سيارات التاكسي التي تنقل أتباع النظام للاستيطان بالكويت، كما قام بتفخيخ السيارات ونقل الأسلحة وتسلم النقود من سمو الامير ( أبو ناصر ) وتوزيعها على الأسر المحتاجة، وأعد الكثير من الاجازات المموهة لكثير من الكويتيين، واشترك في عمليات التفجير في منطقة صباح السالم، ومن المهام التي أوكلت اليه عملية الربط بين مجموعات المقاومة التي كانت تتعاون مع مجموعته، الشهيد قال لزوجته مودعاً «هذا يوم الدفاع عن الكويت... فان انا خرجت وغيري خرج منها.. فمن يدافع عنها؟!»، قاوم الغزاة بكل شجاعة وبكل ما يملك من امكانيات حتى سال دمه الطاهر شهيداً لدى الله عز وجل.
• الشهيد عماد يوسف الرشيد وهو أحد أفراد المقاومة حيث انضم الى خلايا مقاومة من العسكريين فخطط مع زملائه لعمليات مسلحة عدة ضد جنود الاحتلال على الرغم انه ليس عسكرياً وليست لديه خبرة باستعمال السلاح الا ان حماسته وشجاعته وحبه لوطنه جعله يحرص على تعلم استخدام السلاح ليواجه العراقيين، وكانت له مهام كثيرة منها اعداد قنابل «المولوتوف» في منزله وزود بها أفراد المقاومة وتوزيع المنشورات المنددة بالنظام العراقي للتأكيد على شرعية وحكم آل صباح، واستهدف مع زملائه القوات المحتلة في نقاط التفتيش على طريق الفحيحيل وشاطئ المسيلة، قام باحراق دبابة عراقية في مشرف بقنبلة يدوية وفجر ما بداخلها من ذخيرة. وفي 21 سبتمبر اتصل بعض أفراد المقاومة بالشهيد عماد الرشيد وأبلغوه ان المخابرات العراقية ستأتي في الفجر لاعتقاله واعتقال أفراد أسرته، وتم اعتقاله وقتل في سجون العراق وعثر على رفاته في احدى مقابر العراق الجماعية.