نوعية الملابس والريجيم القاسي وانخفاض درجات الحرارة والرطوبة عوامل مؤثرة
أمراض الشتاء «8» / برودة الشتاء... وراء حساسية وتشقق الجلد
1 يناير 1970
05:09 م
| بقلم د. أحمد سامح |
يتردد كثير من الناس علي عيادات المراكز الصحية يعانون من حساسية الجلد والشعور بحكة بما يعرف ارتيكاريا البرد، ويشكو اخرون من تشقق الجلد وجفاف ونضوب البشرة الذي يزعجهم كثيرا في مثل هذه الايام من كل عام.
وهذه المعاناة والشكوى تعود الي طبيعة طقس الشتاء من انخفاض درجات الحرارة وجفاف الجو الذي يؤثر في اكبر عضو في جسم الانسان المعرض لتغيرات الطقس في الشتاء والصيف والربيع والخريف لانه يغطي كل الجسم الذي يواجه التغيرات المناخية والبيئية.
والسؤال المهم الذي يسأله القراء الاعزاء: لماذا تحدث هذه التغيرات التي تصيب الجلد والبشرة بالامراض في مثل هذه الاوقات من كل عام في فصل الشتاء؟
والاجابة باختصار شديد ان فصل الشتاء تنخفض فيه درجات الحرارة ويتميز بجفاف الجو الذي يجعل الجلد يفقد الماء من طبقاته العليا مع عدم وجود الرطوبة وعدم انتقال الماء في الجلد من الطبقات الاكثر عمقا الى سطح الجلد وظاهره.
وبعض العادات الموروثة والمفاهيم السائدة التي نتبعها لاتقاء برد الشتاء وطلب الدفء يلجأ الكثيرون منا لارتداء الملابس الشتوية الصوفية والقفازات والجوارب التي قد تكون مصنوعة من الالياف الصناعية ومن الصوف فتسبب حساسية بالجلد تعرف بالحساسية التلامسية «contact dermatitis» واستخدام التدفئة الاصطناعية سواء كان ذلك بواسطة الدفايات او مكيفات الهواء الساخن يعمل على انخفاض نسبة الرطوبة وجفاف الجو المحيط ما يؤدي الى جفاف الجلد وتشققه والشعور بالحكة ونضوب البشرة.
ونتعرض في هذه الدراسة لاهمية الفيتامينات للحفاظ على سلامة الجلد ونضارة البشرة.
وتقدم هذه الدراسة وصفة طبية شاملة لحماية الجلد من القشف والتشقق والحساسية وتمنح نعومة البشرة وجاذبيتها في فصل الشتاء.
الجلد هو الغطاء الطبيعي لجسم الانسان وهو الحد الفاصل بين اعضاء واجهزة الجسم الداخلية والوسط الخارجي المحيط ويحميه من اذى العوامل الخارجية ويحفظه من تغيرات درجات حرارة الجو وانخفاض نسبة الرطوبة.
والجلد هو اكبر عضو في جسم الانسان ويزن عشرين في المئة من وزن الجسم وله وظائف فسيولوجية حيوية للانسان.
متاعب الجلد في الشتاء
تشقق الجلد او ما يعرف بالبشرة الناضبة يحدث عندما تنخفض درجة الحرارة وتقل الرطوبة فتفقد الطبقات العليا من الجلد اكبر قدر من الماء فيؤدي ذلك الى تشقق الجلد ونضوب البشرة واحيانا الشعور بحكة في الجلد.
هذا الانخفاض في درجة الرطوبة يزداد تفاقما بالتدفئة الاصطناعية ومكيفات الهواء التي تستخدم في الشتاء للتدفئة.
فبالاضافة إلى تسخينها الهواء فهي تجففه وتسلبه طراوته.
أسباب تشقق الجلد
السبب في تشقق الجلد في فصل الشتاء هو فقد الطبقات الخارجية من الجلد للماء وعجز الرطوبة عن الانتقال من الطبقات الاكثر عمقا إلى سطح الجلد وظاهره.
وتوجد عوامل متعددة تعمل على تشقق الجلد مثل الشيخوخة والملتزمون برجيم قاس ومكيفات الهواء الساخنة واستخدام الصابون القلوي مع الاكثار من الاغتسال بالماء الحار واطالة المكوث فيه وترك الماء يجف على الوجه واليدين. كذلك التعرض للبرودة وارتداء الثياب الصوفية الخشنة ونقص الاحماض الدهنية عند اتباع رجيم قاس.
الوقاية من تشقق الجلد
• يجب زيادة نسبة الرطوبة في هواء المنزل بنسبة لا تقل عن 40 في المئة وذلك باستعمال المكيف الدافئ مع ادخال تعديلات زيادة نسبة الرطوبة فإن لم يكن هذا مستطاعا فمن الممكن استخدام مرطب خاص لهواء الغرفة.
• يجب عدم الاغتسال والاستحمام بماء شديد الحرارة وتجنب الصابون القلوي.
• تجفيف الوجه والايدي والاطراف تماما بعد الوضوء وعدم تركها تجف على الوجه والبشرة والجلد.
• عدم ارتداء الملابس الصوفية والمصنوعة من الالياف الاصطناعية لمن يعانون من الحساسية ضد هذه النوعية من الملابس والاقمشة.
• يجب المحافظة على الصحة العامة وتلافي اي نقص في العناصر الغذائية المهمة والفعالة في الطعام الذي يجب ان يكون متوازنا ويحتوي على الفيتامينات والاملاح الحيوية المتوافرة في الخضراوات والفاكهة الطازجة.
• تشمل اساليب الوقاية الفعالة استخدام الصابون الرقيق وزيوت الحمام الملطفة وانواع من الكريمات التي تساهم في اعاقة تبخر الرطوبة من سطح الجلد وتبقي على نعومته وليونته ومرونته وتمنع تشققه وجفافه.
الملابس الشتوية وحساسية الجلد
الملابس الشتوية مصنوعة غالبا من الاصواف والاقمشة المصنعة من الالياف الاصطناعية «بولى استر - الحرير الصناعي» ونتيجة لطبيعة هذه الاقمشة فهي قد تصيب الانسان بحساسية مفرطة خصوصا عند بعض الناس الذين يرتدون هذه الملابس ويستعملون المواد التي تسبب الحساسية لسنوات متوالية دون ان تظهر عليهم اعراض الحساسية ودون اي مشاكل وازعاجات صحية.
ولكن فجأة وعلى حين غفلة يظهر الطفح الجلدي عليهم ويصابون بالحكة الشديدة واحمرار الجلد.
وبعض الناس تنشأ فيهم الحساسية المفرطة بعد تعرضهم لاشياء كثيرة بينما غيرهم الذين يتعاملون مع ذات الاشياء لا تنشأ فيهم الحساسية والسبب مجهول لكن دراسات طبية حديثة ترجعها إلى خلل في الجينات الوارثية.
وتوجد كثير من المواد نتعرض لها كل يوم في المنزل وفي العمل وفي الاسواق ما يسبب الحساسية المفرطة في الاصحاء.
علاج حساسية الجلد
لعلاج حساسية الجلد الناتج عن ارتداء الملابس الصوفية والملابس المصنوعة من الالياف الاصطناعية والقفازات والجوارب والكوفية المصنوعة من الصوف والالياف الاصطناعية ايضا في الشتاء نقول انه عند ثبوت انها السبب في هذه الحساسية المفرطة يجب عدم ارتدائها واستبدالها بملابس قطنية على الفور كما يستخدم الكمادات الباردة وغسول الكلامينا والمراهم الملطفة والادوية المضادة للهستامين.
ارتيكاريا البرد
تظهر درنات جلدية وردية اللون قد تنتج عن حساسية الطعام او الادوية الا انها تحدث عند التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة او الاستحمام بالماء البارد.
قدم الخندق
تحدث عند التعرض لاجواء باردة مع ارتفاع نسبة الرطوبة وانقباض الاوعية الدموية وبالتالي نقص الدم الواصل للانسجة ويصبح لون الجلد باهتا باردا والشعور بالخدر الا انه مع التدفئة يمكن ان يعود لحالته الطبيعية مرة اخرى.
مرض رينود
يتميز هذا المرض بحساسية الاوعية الدموية الشديدة
للبرد حيث تنقبض محدثة نوبات من الالم ويميل لون الاصابع والاطراف إلى الزرقة ثم الابيض ثم تكـــتسب اللون الاحـــمر.
الفيتامينات لازمة لسلامة الجلد
ونضارة البشرة
الفيتامينات مركبات كيماوية معقدة لا يستطيع الجسم أن يصنعها ولكنها ضرورية لجميع التفاعلات الحيوية في الجسم.
ويحتاج الجسم للفيتامينات بشكل يومي وبكميات لا تتعدى الميكروغرام أو المليغرامات وهذه الكميات توجد في غذاء الإنسان سواء كان هذا الغذاء نباتياً أو حيوانياً.
ومعظم الناس الذين يتناولون وجبات غذائية متوازنة يستطيعون أن يحصلوا على جميع أنواع الفيتامينات من طعامهم فقط.
ونقص بعض الفيتامينات ينتج عنه الاصابة بالأمراض والاضطرابات الوظيفية لأعضاء الجسم ومنها الجلد الذي هو أكبر عضو في جسم الإنسان ويكون الاضطراب الحاصل في الجلد نتيجة نقص فيتامينات معينة.
> فيتامين «A» نقصه يؤدي الى جفاف الجلد ونشاف البشرة حيث يصبح ملمس الجلد خشناً.
ويتوافر فيتامين «A» في الجزر والخضراوات الورقية والبطاطا الحلوة، وهي مصادر نباتية أما المصادر الحيوانية فهي الكبد والزبد والحليب والبيض والأسماك.
> فيتامين «ب» المركب خصوصاً حمض النيكوتينك «النياسين» ومتوافر في اللحوم والأسماك والحبوب الكاملة وبعض المكسرات ويؤدي نقصها الى الاصابة بالبلاجرا حيث يصاب الجلد بالالتهابات والتشقق والندوب.
> فيتامين «C» يسمى بحمض الأسكو ربيك ويوجد في المصادر النباتية مثل الليمون والبرتقال والطماطم والجوافة والكيوي والخضراوات الورقية ونقصه يسبب عدم التئام الخروح والنزف في الجلد من الأوعية الدموية الضعيفة وظهور الكدمات التلقائية على الأطراف بل ومن الممكن حدوث نزيف حول بصيلات الشعر.
> فيتامين «B6» يؤدي نقصه الى الالتهابات الجلدية ويوجد في الخضراوات والحبوب واللحوم.
> معدن الكالسيوم نقصه يؤدي الى فقدان الشعر وجفاف الجلد والأظافر لتصبح هشة ومن السهل كسرها ويتوافر في كثير من الأغذية مثل الحليب والأجبان والبيض والحبوب والبقول والمكسرات.
انخفاض درجات الحرارة
ولسعة البرد وعضة الصقيع
لسعة البرد من متاعب الشتاء والتي يعاني منها الكثيرون من دون ان يدروا السبب وتشهد المراكز الصحية هذه الايام حالات كثيرة منها.
لذلك نحذر من الاصابة بها في مثل هذه الاوقات من كل عام في فصل الشتاء.
ولسعة البرد تظهر اولاً على شكل تورم في الاطراف خصوصاً الاصابع والانف وصوان الاذن.
ويصاحب التورم احمرار في الجلد ما يلبث ان يتحول الى تقرحات مؤلمة ويلاحظ تكرار هذه الظاهرة عند بعض الاسر من دون غيرها عند دخول فصل الشتاء في كل عام.
وسبب حدوث لسعة البرد انه عندما يتعرض الانسان عموماً للبرد تنقبض الاوعية الدموية بشكل طبيعي نتيجة هذا البرد ولكن عند هؤلاء الاشخاص يكون انقباض الاوعية الدموية التي تمدها بالغذاء والاوكسجين ويحدث تجمع بعض المواد الناتجة من التمثيل الغذائي لهذه الانسجة ما يؤدي الى التهابها ثم تلفها وتحطيمها.
ونتيجة ما اصاب هذه الانسجة من تلف وتحطيم يظهر الورم على شكل قرح.
وعلى الاشخاص المعرضين لهذه اللسعة البردية ان يأخذوا احتياطهم جيداً قبل دخول فصل الشتاء من كل عام وذلك بارتداء الملابس الشتوية التي تجنب اجسامهم التعرض للبرد الشديد خصوصاً في منطقة الجذع، حيث ان منطقة الجذع اذا تمت تدفئتها جيداً فتستطيع ان توقف او تقلل الاشارات العصبية التي تؤدي الى انقباض الاوعية الدموية في الاطراف.
وكذلك تناول الاطعمة والمشروبات الدافئة والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية خصوصاً في ايام البرودة الشديدة في فصل الشتاء.
وتحدث قرحة الصقيع عند التعرض لدرجات حرارة تقل عن الصفر المئوي لفترة طويلة.
فيحدث ما يشبه التجمد الحقيقي لمناطق الجلد المكشوفة مثل الانف وصوان الاذن والاطراف.
ويصبح الجلد باهتاً مع فقدان الاحساس بالمنطقة المصابة وفي الحالات الشديدة يموت الجلد وتحدث الغرغرينا.< p>< p>