سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / حريجة
1 يناير 1970
08:00 ص
هي مفردة من مفردات ديرتنا الجميلة وتعني الحريق إذا شب في مكان ما - لا سمح الله - ووصل اللهيب إلى عنان السماء، قالوا: حريجة وقانى الله شر الحريق. وقد سمعنا في الآونة الأخيرة بأن بعض الأشخاص المظلومين والمضطهدين أحرقوا أنفسهم نظراً لإحساسهم بالظلم والظلمات فهبت أمة بكاملها تعلن الاحتجاج وتستنكر حالة الظلم.
وصدق القائل:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم مصدرهُ يأوي إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لن تنمِ
فحدثت ثورة في تونس على الظلم لكي تنفرج الأمة بعد ظلمة الظلم فعسى أن يأتي الخير في تبدد هذه الظلمة.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
هكذا قال الشابي ويأتي من يقول ويحذر الكويت بأن يصيبها ما أصاب تونس ونحن الآن عزيزي القارئ دعنا نتأمل هذه الديرة الحبيبة التي يأتيها رزقها بإذن ربها رغداً، الخير يشمل ربوعها لا مكان لعاطل فيها، لا سبيل لمرأة ضعيفة تعاني، ولا لمعوق إلا وجد له قانون ينظم حياته وخدمات منظمة كي يرقى بمستواه. عجيب هذا القول.
ونحن في ديرة لا مجال فيها للظلم ولا محل للظالمين، والذي يفكر يراها ديرة تعج بالخير فجمعيات تعاونية في كل منطقة، بل في كل حي لا توجد في أي قطر من أقطار بقاع الأرض على اختلاف تقدمها وتطورها ونموها.
أيها القائل لا سبب ولا مكان لمن يحرق نفسه على ديرة العز والرخاء وتأتي عطية صاحب السمو الأمير المفدى السخية لتؤكد ان هذه الديرة راغدة بالنعمة والسخاء فلا مكان لفكر حاسد أو مشتت أو مفرق على أرض الخير، وليحيا ربان هذه الديرة وهو يحنو على أبنائه واسمح لي يا صاحب السمو أن أقول في هذه المناسبة مناسبة العام الخمسين على استقلال الوطن والعشرين على التحرير المؤزر والخامس في تولي سموكم مقاليد الحكم:
أمير البلاد وأب الجميع
سلمت معافى طوال السنين
حفظك الله من كل عين
وأبقاك ذخراً لنا أجمعين
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي