أخيرا وبعد زمن طويل من معاناة ملايين المرضى في العالم تم الإعلان عن أول عقار لعلاج سرطان الكبد المتقدم يؤخذ عن طريق الفم.
العقار الجديد يحمل اسم «سورا فينيب nexavar»، وحصل على موافقة المفوضية الأوروبية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية وسيتم تداوله في أكثر من 50 دولة.
مجموعة من الأساتذة المتخصصين في علاج أمراض الكبد من مصر والسعودية ودول أوروبية أعلنوا عن هذا الأمل الجديد للمرضى - في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر علمي عقد بالقاهرة مساء أول من أمس - تحت عنوان «آفاق جديدة لعلاج أورام الكبد».
وأكدوا على أن العلاج الجديد يمنح المرضى الذين يعانون من أكثر أنواع الأمراض شيوعا - «سرطان الكبد» - فرصة أطول للبقاء على قيد الحياة.
رئيس الاتحاد العالمي لدراسة أورام الكبد الدكتور جمال عصمت قال: «إن الاكتشاف الجديد «سورا فينيب nexavar» يمثل تطورا كبيرا في مجال علاج سرطان خلايا الكبد المتقدم». وأشار إلى أن هذا المرض هو الأكثر انتشارا، حيث يمثل 90 في المئة من حالات أورام الكبد الخبيثة في البالغين، ويمثل ثلث الأسباب المؤدية للوفاة في العالم بسبب السرطان، وأن مدة بقاء المرضى على قيد الحياة بسببه لا تتجاوز 5 سنوات.
موضحاً أن الالتهاب الكبدي «بي، سي» هما من أبرز العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بسرطان الكبد، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل إدمان الكحول، والتدخين، والبدانة وترسب الدهون، والسكري، والسموم الطبيعية. وأشار أستاذ مساعد الباطنة بجامعة برشلونة الإسبانية واستشاري أول بوحدة الكبد بالجامعة الدكتور جوردي بروي إلى أن العلاجات «الموجهة» تشكل طفرة في علاج سرطان خلايا الكبد.
وقال عصمت: إن علاج «سورا فينيب» الجديد هو المثبط للعديد من «الكاينيزات» ويستهدف العديد من المسارات التي تثبت أنها تتسبب في نمو الورم في مرض سرطان خلايا الكبد. وأكد أن عينة من 602 مريض بهذا المرض تناولوا العلاج الجديد مرتين يوميا عن طريق الفم، وحقق نتائج طيبة مقارنة بالأدوية الحالية.
مضيفاً إنه يعد أول عقار يظهر تحسنا ملحوظا في معدل إطالة فترة البقاء على قيد الحياة للمصابين بسرطان خلايا الكبد المتقدم.
لافتاً إلى أن العلاج الجديد أظهر فاعلية في حالات سرطان خلايا «الكلى» المتقدمة، مشيرا إلى أن هناك دراسات تجرى في مراحلها الأولية لفحص فاعلية هذا المستحضر في أنواع سرطانية أخرى.
أستاذ طب الأمراض الباطنة في جامعتي برلين وماربورج بألمانيا الدكتور بيتر جالي قال: إنه في الوقت الحالي تستخدم نظم متعددة لتحديد درجات المرض وعلاج سرطان خلايا الكبد.
متابعاً كل طريقة لها مزايا وعيوب، مشيرا إلى أن نظام عيادة جامعة برشلونة الإسبانية أكثرهم فاعلية لأنه يحدد خيارات العلاج حسب مرحلة المرض والهدف هو الشفاء الإكلينيكي طويل المدى.
موضحاً أن العلاج الشافي للمرض في مراحله الأولى يكون بزرع الكبد أو استئصال جزء منه.
واستدرك جالي ولكن معظم المرضى يتم تشخيصهم في مراحل متقدمة، ويكون الهدف في هذه الحالة هو إطالة فترة بقاء المريض على قيد الحياة بأقل الآثار الجانبية الممكنة. وأضاف إن العلاج الكيماوي من خلال القسطرة الشريانية ثبت أنه يقدم فائدة للبقاء على قيد الحياة لمن يتمتعون بوظائف كبد جيدة ووريدهم البابي مفتوح. وأوضح أن دواء «سورا فينيب» المثبط للكاينيزات المتعددة ثبتت فعاليته مع المرضى المصابين بسرطان خلايا الكبد المتقدم.
وتوقع استشاري أمراض الكبد والمناظير بمستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى الملك فيصل التخصصي للأبحاث بالسعودية الدكتور أيمن عمر أن يكون العقار الجديد أحد البدائل في منظومة من علاجات متعددة لعلاج سرطان الكبد.
وأوضح أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب بجامعة القاهرة، وعضو الجمعية الأميركية لأمراض الكبد، الدكتور أشرف عمر أن نتائج الأبحاث المشتركة بين مصر وأميركا تشير إلى أن أهم عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد هي الفيروسات الكبدية «C وB» سواء كانا منفردين أو مجتمعين.
وأشار إلى أن هناك زيادة سنوية في أعداد مرضى سرطان خلايا الكبد التي كانت تتراوح بين 4 في المئة من العام 1993 ووصلت إلى 7.2 في المئة في العام 2002 وتصل ذروة الإصابة عند الرجال في العقد الخامس.
وأكد أستاذ علاج الأورام بكلية الطب بجامعة القاهرة، عضو الجمعية الأوروبية للأورام الدكتور ياسر عبدالقادر ان الاكتشاف المبكر للمرض يؤدي إلى الشفاء بنسبة 70 في المئة عند 5 سنوات، و30 في المئة عند 10 سنوات.