«أليس ما يطلبونه من آل الحريري بموضوع المحكمة أعظم من قتل أبيهم»؟
الطفيلي: على «حزب الله» إبعاد من يسميهم القرار الاتهامي وإلا تحوّلت المقاومة مجموعة قتلة مطارَدين بتهمة الجريمة
1 يناير 1970
02:28 م
دعا الامين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي إلى البحث عن «حل توافقي» للأزمة اللبنانية «وطرح أسماء للحكومة يمكن أن تتعايش مع الأزمة، ويقبل بها الفريق الآخر»، مطالباً قيادة «حزب الله» بـ «إبعاد مَن يسميهم القرار الاتهامي (في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) عن الحزب لتجنيب المقاومة مسؤولية الجريمة بنظر المجتمع الدولي ومؤسساته، وإلا تحولت هذه المقاومة ومعها الشيعة في لبنان مجموعة من القتلة تلاحقهم القرارت الدولية وتطاردهم تهمة الجريمة».
الطفيلي، وهو اول امين عام لـ «حزب الله» ومطلوب من القضاء اللبناني لكنه يمارس نشاطه السياسي ضمن نطاق منطقته في بريتال (البقاع)، لاحظ في مؤتمر صحافي عقده امس انه «منذ اغتيال المرحوم الرئيس رفيق الحريري والأزمة تأكل أعصاب الناس وعقولهم»، لافتاً الى انه «مع الانقسام الحاد في البلاد لا يستطيع اي رئيس حكومة من فريق 14 مارس ان يشكل حكومته حتى ولو كانت لديه غالبية برلمانية»، سائلاً فريق 8 مارس في ما خص موضوع المحكمة الدولية «هل الضغوط على آل الحريري نافعة بشأن المحكمة؟ ثم أليس ما يطلبونه منهم أعظم من قتل ابيهم؟ فهم لا يقدرون على إغضاب السعودية وأميركا، وان فعلوا، لن يبقى منهم ولهم شيئا. ثم هل إلغاء التعاون مع المحكمة وحجب التمويل وسحب القضاة يغيّر من واقع الأمر شيئا؟ وهل توتير الوضع المذهبي والتهويل بحرب مذهبية يلجم المحكمة، وهل السيطرة الفعلية على لبنان الدولة والأرض مفيد في هذا السياق؟». اضاف: «ألا تعتقد معي القيادة الايرانية ومعها قيادة حزب الله ان الصراع المذهبي مشروع اميركي وانه قد يكون من مصلحة اميركا دفع حزب الله نحو التصعيد حتى بلوغ السيطرة على البلد لتبرير الحماية الاميركية للمسلمين السنّة في العالم العربي من الخطر الشيعي الموهوم؟».
تابع: «لو افترضنا أنكم شكلتم حكومة وقطعتم الصلة بالمحكمة، وتعامل المجتمع الدولي مع لبنان كسفينة مخطوفة، هل ستتمكنون من مواجهة ذلك؟ وهل طبيعة الشعب اللبناني تسمح لكم بذلك، وتمكّنكم من الصمود؟. لهذا كله اعتقد ان من مصلحتكم التفاهم مع الفريق الآخر على حكومة تحقق لكم بعض اهدافكم وتسمح باستقرار البلد وتعمل على تأسيس دولة كريمة ونظيفة. هذا هو الحل الوحيد والمفيد والممكن لموضوع المحكمة، لكنه يحتاج الى بعض التضحية والشجاعة الحقيقية وتغليب المصلحة العامة ومصلحة المقاومة على بعض المصالح الخاصة».
وردا على سؤال عما إذا كان اقتراحه بإبعاد من تسميهم القرارات الاتهامية عن «حزب الله» يشكل اعترافا بالجريمة، قال: «حزب الله وسلاحه مقصودان سواء كان بالمحكمة أو ببعض القرارات الدولية أو بالحروب، وعلى المقاومة وقيادتها أن تسعى إلى التخلص من كل الأشراك التي تنصب لها وللمشروع الإسلامي عموما. وليس في ذهن أي إنسان أنه عندما يقوم حزب الله بإبعاد من تسميه القرارات الاتهامية، وكأنه أقر بالتهمة المنسوبة إليه أو إلى بعض عناصره، وإنما من العقل أن نحصر المشكلة بدائرة ضيقة جدا، فبذلك نبعد جسم المقاومة وهذه الفئة ولبنان عن هذه الأزمة».