تحليل / ستة أهداف حتى الآن سجلت بطريق الخطأ
«النيران الصديقة»... حرقت « كبار آسيا»
1 يناير 1970
04:30 ص
| كتب أحمد المطيري |
ربما تدخل بطولة كأس الأمم الآسيوية التي تجرى منافساتها في العاصمة القطرية الدوحة حتى 29 يناير الجاري موسوعة «غينيس العالمية» للارقام القياسية من أوسع أبوابها لكونها البطولة الاولى التي شهدت حتى الآن في المرحلة الاولى لجولات مجموعات الدور الاول، ستة أهداف جاءت بواسطة «نيران صديقة» آخرها كان الهدف الأول للكوري الجنوبي كووجاتشبول في مرمى البحرين امس في الدقيقة 40.
وهذه «النيران الصديقة» قلبت الاوضاع رأسا على عقب بل حققت مفاجآت لايمكن أن يحلم بها أكثر الناس تشاؤما وبصفة خاصة الفوز الذي حققه المنتخب السوري للمرة الاولى على نظيره السعودي في «المونديال الآسيوي» والذي يعد فيه «الاخضر» واحداً من أبرز المرشحين لنيل اللقب وصاحب الرصيد الاكبر مع اليابان وإيران في الفوز بألقابه حيث حصل كل واحد من هذه المنتخبات الثلاث على ثلاث بطولات.
حيث جاء الهدف الاول لسورية الذي أحرزه عبدالرازق الحسين في الدقيقة 38 من سوء تقدير للمدافع السعودي عبدالله الشهيل و أهدى زميله في الدفاع السعودي أسامة هوساي للاعب نفسه الهدف الثاني لسورية في الدقيقة 63..
والشهيل وهوساي كانا وراء استبعاد مدربهما البرتغالي جوزيه بيسيرو ليكون أول ضحية لهذا المونديال الآسيوي معيدا للاذهان ماحدث للتشيكي ميلان ماتشاله مدرب كاظمة الحالي عندما أقاله الاتحاد السعودي لكرة القدم عقب خسارة الاخضر الشهيرة والقاسية أمام اليابان صفر/4 في المباراة الاولى لهما في كأس آسيا 2000 في لبنان.
وكانت البطولة الآسيوية افتتحت بهدية خطأ من المدافع القطري خلفان إبراهيم خلفان الى لاعب أوزبكستان جيباروف مسجلاً الهدف الثاني الذي خلص على كل أمل لصاحب الضيافة في العودة الى المباراة أو حتى تقليص الفارق، مما أصبغ على البطولة لون الحزن لكون الدولة المضيفة قطر كانت تبني آمالاً كبيرة في تحقيق حضور مميز يليق بكونها عاصمة كرة القدم العالمية في العام 2022.
وكأن كتب على المنتخبات الخليجية الابرز الكويت صاحبة الريادة العالمية والسيادة الآسيوية للجناح العربي في القارة الصفراء والسعودية صاحبة أكبر حضور في نهائيات قارة المليارات، بعدما لعبت ست مباريات نهائية فازت بثلاث وحصلت على الوصافة ثلاث مرات، وقطر التي نالت شرف تنظيم هذا التجمع مرتين ومنحت القارة قائدها لكرة القدم محمد بن همام، أن يكونوا جميعا واحداً في «همّ النيران الصديقة»، فبعد العنابي وقبل الاخضر منح قلب دفاع منتخب الكويت حسين فاضل هدية الى اللاعب الصيني زهانغ لينبينغ في الدقيقة 58 لتتفوق بلاد المليارين على الكويت بالفوز بنتيجة المباراة بهدفين نظيفين، والفوز في مجموع لقاءات الفريقين في البطولة الآسيوية حيث التقيا خمس مرات فازت الصين مرتين والكويت مرة وتعادلوا مرتين.
ولم يقتصر الامر على دول الخليج فقط في الاصابة بالنيران الصديقة حيث حرق منتخب الاردن كل التوقعات وعطل الكمبيوتر الياباني لمدة 89 دقيقة حيث أظهره عاجز بطيء التلبية فاقد الذاكرة.
لقد تقدم منتخب « النشامى» الاردني بهدف نظيف أحرزه حسن عبدالفتاح في الدقيقة 45 عندما وصلت الكرة على مشارف المنطقة اليابانية لحسن عبدالفتاح فقام بحركة فنية رائعة متخلصا من أحد مدافعي اليابان قبل أن يطلق صاروخ بيسراه اصطدم بقدم مدافع ياباني اخر خادعت الحارس.
ولعل ما حدث لمنتخب الاردن يقع على عاتق مدربه العراقي عدنان حمد الذي لم يحسن التعامل مع مجريات اللعب في اللحظات الاخيرة التي حرمت الاردن من تحقيق أكبر مفاجآت البطولة وأيضا أول فوز عربي فيها، لان الخمس دقائق الاولى والاخيرة في أي مباراة تحسب للمدرب لان البداية يكون اللاعبون مقبلين على التركيز وفي الخمس دقائق الاخيرة يكونون منهكي التفكير. ولو أعدنا شريط الاحداث من دون النيران الصديقة بكل تأكيد كان الوضع يختلف كثيرا أما بتغيير النتائج أو بتغيير الأوضاع والاحزان والالام خاصة للازرق الذي دخل منافسات البطولة وهو يحمل لواء الزعامة على كل منتخبات دول الخليج والتي تلعب منها السعودية والامارات والبحرين معه في هذا التجمع الاسيوي. وربما ايضا لن نستبعد ان يتواصل دور «النيران الصديقة» في ابعاد منتخبات عريقة مرشحة للقب او توصيل منتخبات ربما مازالت «تحبو» في شارع البطولات الآسيوية، خاصة وان نسبة التوتر عالميا ترتفع كلما اقتربنا من الحسم وابتعدنا عن دور المجموعات، وممكن «النيران الصديقة» تهدي لقبا او تحرق قلب بطل.